لندن ـ كاتيا حداد
دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى عدم استخدام لفظ "الدولة الإسلامية" عند الإشارة إلى تنظيم "داعش" المتطرف في العراق وسورية، موضحا أن"استخدام هذه التسمية يؤدي إلى تشويه صورة دين عظيم"، وأصرّ على أن المعركة ضد التطرف يمكن الفوز بها لكنها تتطلب عزيمة استثنائية وصبر.
وحثّ كاميرون الأئمة والقادة المسلمين على التحدث في المساجد ضد التطرف الذي يؤدي إلى تحريف مفهوم الدين العظيم، مؤكدا أن التطرف بوابة إلى "الإرهاب"، وذلك بعد مقتل ما يقرب من 30 سائحًا بريطانيًا في هجوم متطرف على إحدى الفنادق السياحية في تونس بواسطة المسلح سيف الدين رزقي.
وأضاف في مقابلة مع "بي بي سي راديو 4" الاثنين " أتمنى أن تتوقف "بي بي سي عن وصف تنظيم داعش بالدولة الإسلامية لأنها ليست دولة إسلامية، ولكنه نظام وحشي مروع، كما أن استخدام هذا الوصف يسيء إلى كثير من المسلمين والدين الإسلامي ذاته، ولذلك فالـفضل استخدام لفظ ISIL".
وحرص زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي أنغوس روبرتسون، في مجلس العموم الاثنين، على حث السياسيين ووسائل الإعلام على التوقف عن استخدام لفظ "الدولة الإسلامية" واستخدام اسم "داعش" بدلا منها باعتباره المصطلح الأنسب، مضيفا "لقد حان الوقت في العالم الناطق بالانجليزية على استخدام اسم داعش وهي التسمية الشائعة في منطقة الشرق الأوسط، والتوقف عن استخدام تسمية الدولة الإسلامية أو ISIS أو ISIL".
وذكر كاميرون في كلمته للنواب أن "داعش يمثل تهديدا على الحياة والأمن البريطانيين، لكننا لن ننحني في مواجهة التطرف، لقد صدم العالم أجمع بعد الهجوم المروع الذي حدث في الفندق السياحي في تونس"، داعيًا مجلس النواب للوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح ضحايا الهجوم المتطرف في تونس.
وزارت وزيرة "الداخلية" البريطانية تيريزا ماي، موقع المنتجع مقر الحادث المتطرف في تونس للإشراف على عملية تحديد هوية القتلى ومساعدة الجرحى، كما تم وضع القوات الجوية البريطانية على الاستعداد لنقل جثث المصطافين جوا.
وأوضح كاميرون أنه لا ينصح بالابتعاد على المنتجعات السياحية في تونس على الرغم من الحادث الذي وقع هناك، لأنه لا يخلو أي مكان من خطر وجود المتطرفين.
وبسؤاله خلال لقائه مع "بي بي سي راديو 4" عما إذا كان "داعش" يمثل تهديدا للعالم الغربي، أكد كاميرون "نعم أعتقد ذلك، خصوصًا مع قدرة هذا التنظيم على إغواء كثير من الشباب في أوروبا وأميركا وغيرهم"، إلا أنه أصر على إمكانية هزيمة "داعش" وأنه سيظل هدفًا لبريطانيا حتى هزيمته.
ورفض فكرة أن تهديد "داعش" سوف يقل في حالة انسحاب بريطانيا من القوات الجوية المشاركة في ضربات ضد "داعش"، موضحًا "أشعر بصراحة أننا أصبحنا هدفا لهم، لقد أعلنوا الحرب علينا فهم يهاجمون أبناء شعبنا في الداخل والخارج، ولا يمكننا أن نضع أنفسنا في الرمال ونخفى الأمر حتى نستطيع التعامل مع تلك المشكلة، ويمكننا هزيمة هؤلاء الناس إذا التزمنا بوحدتنا وعزيمتنا مع حلفائنا، ولكن الأمر يتطلب تصميما غير عاديا، كما أنه سيستغرق وقتا طويلا".
وبيّن "على مدار 10 أعوام كنا نحارب تنظيم القاعدة، والآن نحارب داعش، في ظل وقوع مزيد من التفجيرات في بالي والهجوم على البنوك التركية ومترو الأنفاق البريطاني، بالإضافة إلى الهجمات على المتاحف البلجيكية ومكاتب الصحف الفرنسية، هناك أناس في العراق وسورية يخططون لأعمال متطرفة في بريطانيا وأماكن أخرى، وطالما ظل داعش موجود في هذين البلدين فإننا في خطر"، مشبهًا هذا الصراع بالصراع الدائر وقت محاربة الشيوعية أثناء الحرب الباردة.
وحذرت وكالة الجرائم الوطنية البريطانية "NCA" من التهديد المتزايد الذي تشكله أسلحة "Skorpion" المستوردة من جمهورية التشيك المستخدمة في حرب عصابات الشوارع والتي يمكن أن تؤدى إلى قتل العشرات من الناس في تقليد أعمى لما حدث في الهجوم في تونس الجمعة الماضية.
وتنتشر قوات الأمن البريطانية في مطارات تونس للبحث عن شهود للمجزرة التي تمت في أحد شواطئ تونس، وذلك وفقا لما ذكره كبير ضباط شرطة العاصمة لمكافحة التطرف مارك رولي، ويعتقد خبراء مكافحة التطرف بوجود روابط بين العصابات الإجرامية والجهاديين بما ف ذلك الأسلحة المتداولة بينهم.
أرسل تعليقك