أنقرة - جلال فواز
هدَد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بإرسال ملايين اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي، بعد تصاعد حدّة الانقسامات بين تركيا وأوروبا، حيث استجاب لضغوط الاتحاد الأوروبي وفتح حدود بلاده أمام عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين المحتشدين على الحدود بعد أن فروا من تقدم القوات الحكومية السورية في حلب. وندد أردوغان خلال كلمة ألقاها في العاصمة أنقرة بالسياسة الغربية، موضحًا أنه أبلغ قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة في نوفمبر/تشرين الثاني أن تركيا يمكن أن تقول وداعًا للاجئين، وأن لها كل الحق طرد اللاجئين إذا رغبت في ذلك، مضيفًا "نحن لسنا حمقى سنكون أكثر صبرًا، ولكننا سنفعل ما نضطر إليه، ولا تعتقدوا أن الطائرات والحافلات هنا من أجل لا شيء".
وحذَر أردوغان، في وقت سابق هذا الأسبوع، رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في قمة الـ 20 من نوفمبر/تشرين الثاني أن تركيا يمكن أن ترسل اللاجئين إلى أوروبا، مضيفًا أردوغان ليونكر "يمكننا فتح الأبواب إلى اليونان أو بلغاريا ووضع اللاجئين في حافلات". وأفاد أردوغان عن حديثه السابق قائلا "أنا فخور بما قلت وأدافع عن حقوق تركيا واللاجئين ولقد قلنا للأوروبيين عفوا سنفتح الأبواب ونقول وداعا للمهاجرين".
وهاجم أردوغان دعوة الأمم المتحدة لتركيا لاستقبال عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين من منطقة حلب موضحا أن الأمم المتحدة أنفقت أقل من نصف بليون دولار في الأزمة، قائلا "عار عليكم"، كما بيَن أنه يجب على الأمم المتحدة إخبار الدول بأن تأخذ اللاجئين من تركيا. حيث تستضيف تركيا بالفعل 2.5 مليون لاجئ من الحرب الأهلية السورية مئات الآلاف من العراق وتعاني من تحمل عبئ هؤلاء، وأوضح أردوغان أن تركيا أنفقت بالفعل حوالي تسعة مليارات دولار على استضافة اللاجئين منذ اندلاع الحرب الأهلية منذ نصف عقد تقريبا في سورية.
ووافق الاتحاد الأوروبي على منح تركيا 3 بليون يورو كمساعدات مالية للاجئين ولكن حتى الأن لم يتم تسليم الأموال إلى تركيا بعد شهرين ونصف من الاتفاق، وتساءل أردوغان قائلا "ثلاثة بليون يورو ليست في ميزانيتنا أين ذهبت؟ إنها للاجئين". ووافق حلف الناتو على إرسال مجموعة بحرية إلى بحر ايجه لاتخاذ إجراءات صارمة ضد مهربي البشر الذين ساعدوا مئات الآلاف من المهاجرين العبور إلى أراضي الاتحاد الأوروبي في العام الماضي، ولا زال ناقوس الخطر يدق في عواصم الاتحاد الأوروبي في ظل عبور آلاف المهاجرين بحر ايجه يوميا من تركيا بعد أكثر من مليون رحلة محفوفة بالمخاطر العام الماضي.
وجاء نشر قوات من حلف الناتو عقب طلب هذا الأسبوع من قبل أعضاء التحالف ألمانيا واليونان وتركيا بمزيد من المساعدة في التصدي لأزمة المهاجرين الكبرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وذكر الأمين العام لحلف الناتو ينس شتولتنبرج "تتوجه الأن مجموعة بحرية دائمة إلى بحر ايجه للبدء في أنشطة المراقبة البحرية"، وتضم المجموعة ثلاث سفن تحت القيادة الألمانية.
وأضاف شتولتنبرج، "هذه ليست عملية لتوقيف قوارب اللاجئين ولكنها تهدف إلى التصدي للاتجار بالبشر ومكافحة الشبكات الإجرامية"، ووصل 7,70,365 مهاجرًا عبر البحر إلى اليونان من تركيا بحلول شهر فبراير/ شباط الجاري، ما يبلغ 10 أضعاف العدد الذي وصل في نفس الفترة العام الماضي، حسبما أفادت المنظمة الدولية للهجرة.
أرسل تعليقك