ذكر رئيس لجنة التحقيق في حادث تحطم الطائرة المصرية، أن سفينة تابعة لشركة "ألسيمار" الفرنسية المتخصصة في البحث عن الحطام في البحر ستنضم لجهود البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة.
وقال رئيس لجنة التحقيق أيمن المقدم: " تحركت سفينة تابعة لشركة ألسيمار الفرنسية من جزيرة كورسيكا الفرنسية إلى منطقة البحث".
يذكر أن المحققين لم تتضح بعد لهم الصورة عما دار في اللحظات الأخيرة قبل سقوط الطائرة المصرية من طراز إيرباص "إيه 320"، في البحر وعلى متنها 66 شخصا بينهم 30 مصريا و15 فرنسيا ولقي الجميع مصرعهم.
وتسابق عملية البحث الزمن من أجل العثور على الصندوقين الأسودين، إذ إن الذبذبات التي تساعد في تحديد موقعهما تتوقف عن البث بعد نحو 30 يوما من الحادث، وسيتيح العثور عليهما معلومات مهمة للمحققين.
وعملت شركة ألسيمار الفرنسية من قبل مع المحققين المصريين، ففي 2004 انضمت لجهود البحث عن الصندوقين الأسودين بعد أن سقطت طائرة "بوينغ 737" تابعة لشركة فلاش "إيرلاينز" المصرية في البحر الأحمر قرب مدينة شرم الشيخ، وشارك مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني الفرنسي في عملية البحث لوجود سياح فرنسيين على متن الطائرة.
ويعتقد أن الصندوقين الأسودين يغوصان في عمق يصل إلى 3 آلاف متر تحت الماء أي على حافة نطاق استقبال الإشارات المنبعثة منهما، فيما يقول خبراء إنه "يجب الاستعانة بأجهزة لرصد الأصوات تحت الماء على عمق يصل إلى ألفي متر بهدف توفير أفضل فرصة لرصد الإشارات".
وذكر مصدران دبلوماسيان فرنسيان الأربعاء 25 مايو/أيار أن السلطات المصرية ومكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني الفرنسي يضعان اللمسات الأخيرة للتعاقد مع ألسيمار وشركة "ديب أوشن سيرتش" التي يقع مقرها في موريشيوس.
وقال المقدم: " تسلمت لجنة التحقيق منذ قليل وثائق خاصة بالطائرة من السلطات اليونانية، وتفحص الآن حيث تتضمن الوثائق تسجيلا صوتيا وصورا رادارية.. توضح الحوار الذي حصل بين قائد الطائرة والمراقبة الجوية اليونانية خلال عبوره المجال الجوي اليوناني إضافة لتحديد خط سير الطائرة على شاشات الرادار اليوناني خلال عبورها".
وأضاف المقدم: " سلطات التحقيق الفرنسية تقوم حاليا بجمع كل البيانات الخاصة بالطائرة خلال رحلتها منذ إقلاعها من مطار شارل ديغول ومرورها بالأجواء الأوروبية والتي تشمل تسجيلات أجهزة الرادار الصوتية للحوار بين قائد الطائرة وأجهزة المراقبة الأوروبية وصور أجهزة الرادار التي توضح عبور الطائرة الأجواء الأوروبية إضافة لتسجيل وصور الرادار الفرنسي ومطار شارل ديغول في باريس ومن المتوقع الحصول عليها خلال الأيام القادمة".
وكانت مصادر في لجنة التحقيق قالت إن الطائرة لم تبلغ عن أي مشاكل فنية قبل الإقلاع من باريس، وخلال الرحلة أرسلت إشارات أظهرت في البداية أن المحركات تعمل كالمعتاد لكن بعد ذلك أوضحت الإشارات انبعاث دخان وأظهرت ارتفاعا في درجات الحرارة في نافذة مساعد الطيار، وواصلت الطائرة إرسال رسائل على مدى الدقائق الثلاث التالية قبل أن تختفي من شاشات الرادار.
ويبحث محققون عن قرائن من خلال الأشلاء البشرية والحطام التي انتشلت من موقع سقوط الطائرة في ظل عدم توفر تسجيلات الرحلة والبيانات المحدودة التي استنبطت من الرسائل.
وأشار المقدم إلى فشل فرق البحث والإنقاذ في انتشال جثث من بين الضحايا وقال: " انتشلت أشلاء صغيرة وسلمت إلى لجنة متخصصة من الطب الشرعي للتوصل إلى أسباب الوفاة وإجراء فحوص الحمض النووي(دي.إن.أيه) لتحديد هوية الضحايا"... " ولجنة التحقيق ستصدر تقريرا بعد شهر من تاريخ وقوع الحادث".
أرسل تعليقك