لندن ـ كاتيا حداد
تجاوزت بعض وسائل الإعلام صلاحيتها في تغطية حادث شجار جيريمي كلاركسون، وكانت النتيجة سيّلًا من الانتقادات؛ لأنه بحسب مواثيق العمل الإعلامي يفترض عدم نشر صورة امرأة خلال احتضار روحها!! إذ يعد الأمر سخيفًا، فكيف يمكن لمعلق وسائل الإعلام وخلاف ذلك تقبل هذا الأمر وتحدي وصفه الوظيفي.
ونشر صحافي تابع لـ"ديلي ميل" البريطانية صورة المرأة خلال الشجار وهي تموت، مما يثير الأسئلة المثيرة للاهتمام، فتلك الصورة تدفع بالتأكيد لاتهامه بسلوك "الغول"، ولهذا السبب لا يوجد رابط بين الكتابة والسماح بتمرير مثل هذه المسألة.
وأول شيء أن مصدر الصورة غير واضح، ومن المرجح أو غير المرجح انها التقطت من قِبل مصورين، وبغض النظر عن المسؤول فمن المعروف أنه وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية أن تلك الصور تم نشرها من قِبل الحكومة الاتحادية في المكسيك لحماية البيئة.
ويخبرنا المقال أن الأشخاص على متن قارب حاولوا يائسين إنقاذ حياتها، ولكن إصابتها أودت بحياتها حين اصطدم القارب قبالة ساحل المكسيك، حيث لقت حتفها، ويقال إنها توفيت في المستشفى، وذلك بالنظر إلى اتفاق بريطانيا على عدم نشر صور الموت أو القتل.
والاتفاق لا يبقى دائمًا في يد المحررين، فقد كانت مجالًا للنزاع والمجادلات، وعلى الرغم من قانون المحررين الخاص بممارسة ونشر المحتوى الذي يعبر عن الحزن، فإنهم لا يمانعون من استخدام صور القتلى والمحتضرين، ويطبق الاتفاق فقط على الشعب البريطاني، أما جثث غير البريطانيين في الخارج فتنشر على أساس أنها لن تتسبب في ذلك الحجم من الحزن، وأخيرًا فالاتفاق محدد ثقافيًّا.
وفي بعض البلدان تنشر الكثير من وسائل الإعلام مثل الصحف والتلفزيون بنشر صور الإصابات المروعة في كثير من الأحيان.
وأخيرًا هناك حقيقة أن الإنترنت ووكالات الأنباء الرقمية توفر للناس مشاهدة أي محتوى في أي مكان في العالم، وبالتالي لم يكن لدى هذه المرأة حقوق الخصوصية، وربما يجد أقاربها وأصدقائها هذه الصورة مؤلمة، ولا يوجد أي سبب يفيد المصلحة العامة من نشر هذه الصورة.
أرسل تعليقك