تشارلي إيبدو تعاني من نزاعات لتقاسم الأرباح وأزمات نفسية
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

خلافات حول التبرعات التي تدفقت من جميع أنحاء العالم

"تشارلي إيبدو" تعاني من نزاعات لتقاسم الأرباح وأزمات نفسية

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - "تشارلي إيبدو" تعاني من نزاعات لتقاسم الأرباح وأزمات نفسية

رئيس تحرير المجلة لوران سوريسو
لندن ـ كاتيا حداد

يعاني المحررون الناجون من هجمات "تشارلي إيبدو"، من أزمات كثيرة بما في ذلك الصدمات النفسية، وخلافات بشأن التبرعات التي تدفقت من جميع أنحاء العالم وتقاسم الأرباح، على الرغم من مرور أربعة أشهر على الهجوم الذي استهدف المجلة الفرنسية الساخرة، في باريس في كانون الثاني/ يناير من العام الجاري.

ويؤكد رئيس تحرير المجلة لوران سوريسو، والمعروف باسم "ريس" أنه في قلب أزمات نفسية شديدة تعصف بالموظفين والإدارة على خلفية نزاعات بشأن كيفية التعامل مع التبرعات التي تدفقت من مختلف أنحاء العالم، والأرباح التي بلغت 12 مليون يورو والتي أنقذت المجلة من شفا الإفلاس.

ويشتهر "ريس" البالغ من العمر 48عامًا، برسومه الكاريكاتورية عن نيكولا ساركوزي، وتولى منصب رئيس تحرير المجلة، بعد أن نجا من الهجمات المسلحة على المجلة التي أسفرت عن مقتل 12 شخصًا.

وتحولت "إيبدو" بشكل مفاجئ إلى بطل قومي وكنز وطني فرنسي بعد الهجمات، ويبدو أن تجربة المجلة لاستعادة وجودها وقوامها يشكل عبئًا مؤلمًا خصوصًا بعد وقوع قتلى بين موظفين، بما في ذلك بعض رسامي الكاريكاتير الفرنسية المعروفين، تشارب وكابو وولينيسكي وأونوري و تيجنو.

وأعلن رسام الكاريكاتير المعروف "لوز"، الذي نجا من الهجمات بسبب وصوله متأخرًا إلى اجتماع التحرير لإصابته بصداع من شرب الكحول، أنَّه سيغادر في أيلول/ سبتمبر، قائلًا إنَّه يتعذب عند إصدار أي موضوع للمجلة دون أصدقائه وزملائه القتلى.

وفي الوقت نفسه، يعمل موظفون المجلة بجهد في مقر الصحيفة الفرنسية اليومية "ليبيراسيون" التي استضافتهم بشكل مؤقت وسط الحراسة المشددة، لكنهم يعملون وسط ذكريات الماضي وجلسات العلاج النفسي، وبين زيارة أقارب الضحايا للاطمئنان عليهم، والناجين الثلاثة الذين يخضعون للعلاج في المستشفى للشفاء من إصابات مروعة.

وتسلط وسائل الإعلام الضوء على أقل خلاف يدور بين فريق المجلة الحالي المكون من 20 محررًا، بمن في ذلك مطالب الموظفين لتحويل المجلة إلى مجلة تعاونية، فضلًا عن الانتقادات التي تطال الإدارة بسبب الإجراءات العلاجية لأولئك الذين يعانون من تداعيات التهديدات بالقتل والحزن.

وصرّح أحد الصحافيين، قائلًا إنَّ "الجو مروع"؛ ولكن يعترف الجميع بأنهم يتمكنون من حضور الاجتماع التحريري صباح كل أربعاء في ذكرى الهجوم، وطرح الذكريات والأحاسيس السيئة جانبا، لإصدار المجلة بصورة جيدة.

وأضاف "ريس": "الشيء الأكثر أهمية هو أن هناك رغبة حقيقية للحفاظ على إصدار العدد الأسبوعي للمجلة، الذي ينبغي أن يستمر وسيستمر"، وتابع: " نحن في حالة غريبة جدا، ولكن يجب أن لا نفكر في هذه الأحداث كثيرا، فجميع وسائل الإعلام تراقبنا من جميع أنحاء العالم، مما يدفعنا إلى الاستمرار، وتهدئة روعنا".

يُذكر أنَّ "ريس" الذي يعمل لصالح المجلة لمدة عشرين عامًا، على قوائم الاغتيالات، وأفادت التقارير الإعلامية هذا الأسبوع بأنَّ الشرطة استجوبت اثنين من المشتبه بهم لتصوير المبنى الذي يعيش فيه، وفي يوم الهجوم على المجلة في كانون الثاني/ يناير، قال إنه انحنى فيما ظل الآخرون واقفين، وأصيب بطلقة رصاص في كتفه، وكان يشاهد مذهولًا أصدقاءه وهم يُقتلون بالرصاص، وبينما كان يتلقى علاجه في المستشفى، اعتقد أنَّ المسلحين سيعودون للقضاء عليه، مضيفًا: "حالتي الصحية أصبحت أفضل مما كنت عليه".

وتعتبر أموال التبرعات التي تلقتها "إيبدو" والتي يصفها الموظفون بـ"الملايين المسمومة"، هي السبب الرئيسي للتوترات والخلافات الحالية، حيث تلقت المجلة منذ الهجمات، 4.3 مليون يورو من 36 ألف مانح من 84 دولة، وأعطتهم فرنسا وحدها مليون يورو، وشركة "غوغل" 250 ألف يورو، ومجموعة "الغارديان" 100 ألف يورو.

كما عززت زيادة مبيعات أعداد المجلة الأسبوعية من أرباحها، وقبل الهجمات كانت المجلة توزع بين 24 إلى 50 ألف نسخة، وهو الرقم الذي بلغ أضعاف مضاعفة بعد الهجمات وأصبحت توزع 8 مليون نسخة على الأقل، واستقرت المبيعات الأسبوعية عند 100 ألف يورو على الأقل، وأصبح لدى المجلة الآن 200 ألف اشتراك مدفوع سابقا، مقارنة مع 8 ألاف قبل الهجمات، وبلغت أرباح المبيعات منذ كانون الثاني/ يناير 12 مليون يورو قبل الضرائب.

ويتساءل أكثر من نصف الموظفين حول مصير هذه الأموال، بما في ذلك "لوز" الذي نشر أخيرًا مقالة في صحيفة "لوموند" الفرنسية يتساءل عن الشفافية الكاملة في كيفية استخدام الأموال، وطالب بتحويل المجلة إلى مجلة تعاونية للعاملين، وتعهدت الإدارة بأنَّ التبرعات سيتم توزيعها عبر لجنة مستقلة، لأسر الضحايا من جميع هجمات كانون الثاني/ يناير، بما في ذلك الهجوم على سوبرماركت كوشير.

وبموجب اتفاق شراكة المجلة، فإنَّ رئيس تحرير المجلة الفرنسية "ريس" يملك 40% من أسهمها، بينما يملك أبناء رئيس التحرير السابق، تشارب، اللذان ورثا نصيبه 40% أخرى، أما الـ 20% الأخيرة فهي من نصيب مدير التحرير اريك بورثولت.

وواجهت المجلة تجارب مريرة منذ العام 2006، عندما باع العدد الأسبوعي من المجلة الشهير الذي كان يضم الرسوم المسيئة للنبي محمد، حوالي 500 ألف نسخة، حينها تقاسم المساهمون الستة في التحرير الأرباح، ما أثار غضب بقية الموظفين.

وتواجه أخيرًا الكثير من التحديات منها كيفية إعادة تصميم وإعادة إنتاج وإصدار المجلة بنسختها الإلكترونية أو المطبوعة، وتشجيع جيل جديد من رسامي الكاريكاتير على المشاركة في تحرير المجلة، لسد الفجوة الهائلة من رسامي الكاريكاتير الذين قتلوا، ويبدو أنّها ستجد صعوبة في ذلك؛ لأن الفنانين الشباب يفضلون عالم أكثر أمنا وأكثر ربحًا من الروايات الفرنسية المصورة، المرفقة بالرسوم التوضيحية.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشارلي إيبدو تعاني من نزاعات لتقاسم الأرباح وأزمات نفسية تشارلي إيبدو تعاني من نزاعات لتقاسم الأرباح وأزمات نفسية



GMT 09:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يبحث بناء منصة خاصة له بعد حذف حسابه على "تويتر"

GMT 08:38 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

بسمة وهبة توجّه رسالة للمتنمرين عليها هي وابنتها
 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:57 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تظاهرة تضامنية مع غزة في العاصمة الأردنية عمّان
 فلسطين اليوم - تظاهرة تضامنية مع غزة في العاصمة الأردنية عمّان

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday