غزة– محمد حبيب
أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، د. صائب عريقات، الأربعاء الماضي، أن صحافيي فلسطين هم الضحية الأولى لجرائم الحرب الإسرائيلية التي ترتكب الآن، من خلال اعتماد إسرائيل على مبدأ إنكار الحقائق ونفي وجودها.
جاءت تأكيدات عريقات، في كلمة له نيابة عن الرئيس محمود عباس، في افتتاح اليوم الأول من أعمال المؤتمر الدولي حول "دور الإعلام في تغطية الصراع"، الذي تستمر أعماله حتى مساء الخميس، والتي انطلقت في رام الله الأربعاء الماضي.
وأكد عريقات بقوله: لا نعرف هدف نتنياهو من الحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني، والتي تمارس إسرائيل خلالها كافة أشكال التطرف المنظم والقتل والاغتيالات والحصار والإغلاق، ووصلت الأمور حد احتجاز سلطة الاحتلال 36 جثمان شهيد، ورفض تسليمها لذويهم لدفنها، هذا هو الوجه الحقيقي للاحتلال الذي لا يألو جهدًا لتدمير حل الدولتين، لتكون دولة على نظام "الأبرتهايد".
وأضاف: توجهنا لمجلس الأمن برسالة من الرئيس عباس، نطالب فيها بإرسال حماية دولية للشعب الفلسطيني، وفي العام 2014 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يتعلق بالإعدامات الميدانية، وطالبنا بإرسال لجنة لتقصي الحقائق كون فلسطين متعهدًا ساميًا في اتفاقية جنيف الرابعة، بعض الغربيين يعتبر إسرائيل أنها في حالة دفاع عن النفس، وأن ما تقوم به دفاع عن التطرف المنظم والجرائم وفقًا للقانون الدولي وميثاق جنيف الرابع.
وأوضح عريقات أن سعي القيادة لطرق أبواب الشرعية الدولية ومجلس الأمن، وتوجهها قريبًا لتقديم 4 مشاريع لقرارات حول العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والاستيطان، والقدس، وتطرف المستوطنين الذين ارتكبوا أكثر من 11 ألف اعتداء خلال الأعوام الأخيرة، ومن يرتكبون الجرائم ولم يحاسبوا على جرائمهم، حتى من قتل الطفل دوابشة، ما يدلل على الحماية الحكومة الإسرائيلية التي توفرها للمستوطنين، مشيرًا إلى ضرورة تغيير الأفكار الشريرة بالأفكار والتقدم الإنساني والقانوني والمعرفة الإنسانية والعمل على هزيمة التطرف التي تبدأ بتخفيف مستنقع الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر عريقات أن التطرف أعمى ولا يعرف دينًا ولا حدودًا ولا فرق بين مجرم يضع صحافي على ركبتيه ويقتله في سورية، ومجرم يحرق الرضيع الدوابشة، وأنه لا يمكن طمس الحقيقة التي أسس لها القانون الدولي، والتي تعتبر الاحتلال أسوأ أنواع التطرف.
ولفت إلى أن حكومة نتنياهو بممارستها بحق شعبنا الذي يدافع عن نفسه كشعب أعزل أمام جيش وذخيرة وسلاح نووي والقيود التي يفرضها نتنياهو، لا تدافع عن نفسها كما تدعي بل تدافع عن الاحتلال والاستيطان والجرائم التي يرتكبها مستخدمة حملات التشويه المسعورة، مشيرًا إلى محاولتها تبرير ظاهرة الابرتهايد بعبارة الأمن الذي يسعى نتنياهو من خلالها لتدمير خيار حل الدولتين.
وأشار عريقات إلى أن نتنياهو فرض 9 إملاءات منها ترسيم الحدود والاستيطان والاحتفاظ بغور الأردن ويطلب اجتماع الرئيس بعد الإملاءات التي فرضها.
وأوضح أن الموقف الدولي معززًا للموقف الفلسطيني بشكل غير مسبوق، بتصويت 171 دولة من أصل 194 لصالح فلسطين في مشروع قرار لفلسطين في الجمعية، وتصويت 46 دولة مقابل دولة واحدة لم تصوت لصالحنا، مؤكدًا أحقية الشعب الفلسطيني في طرق باب مجلس الأمن، وأن استخدام الفيتو ضد مشروعنا يعتبر هزيمة لمستخدميه، معربًا عن قناعته بحتمية التاريخ بزوال الاحتلال، الذي يعتقد بقدرته إلى تغيير التاريخ والتطوير الطبيعي للأمور.
وقال عريقات: نحن شعب يسعى للسلام ليكون دولة فلسطين على أساس الديمقراطية وحقوق المرأة والعدالة وحرية الأديان، داعيًّا إلى ضرورة العمل على تغيير وتحديد العلاقات العربية الغربية التي لم تحدد منذ العام 1683 عندما حاصر العرب "فيننا" وعليهم تحديد العلاقات على أسس الديمقراطية وحرية الدين.
ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تريد العودة إلى دوامة تسجيل النقاط، وأنه مع التطور التكنولوجي ومواقع التواصل الاجتماعي بات العالم يدرك ما يحدث وما ترتكبه إسرائيل في المنطقة.
وأكد د. عريقات سعي القيادة للسلام، مشيرًا إلى أن العمل جار استنادًا على القانون الدولي واللجوء للشرعية الدولية وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية، قائلاً: من يخشى من الجنائية الدولية عليه أن يكف عن ارتكاب الجرائم.
وقال رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين، جيم بو ملحة، أن الاتحاد يقدر العمل الجاد والجهد الذي يبذله الصحافيون الفلسطينيون خلال تغطيتهم للأحداث.
وأشاد بوملحة بالجهد الذي تبذله النقابة في سبيل حماية الصحافيين وتوفير عوامل السلامة لهم، واستثمار عملهم بالرغم من الصعوبات والتوحش، منوهًا للشجاعة الكبيرة التي يتمتع بها الصحافيون الفلسطينيون في عملهم، ومشددًا على أهمية توثيق الاعتداءات على الصحافيين.
وأشار بوملحة إلى ضرورة حماية الصحافيين وتوثيق الاعتداءات لأخذها إلى الأروقة الدولية، مشيرًا إلى أنه تمت مناقشة الإفلات من العقاب العام الماضي، وكانت فلسطين متصدرة النقاش وبينت النقابة خطورة الإفلات من العقاب.
وأكد بوملحة أن الاتحاد لن يكل عن القيام بمسؤولياته لتوفير الحماية للصحافيين في فلسطين، مشيرًا إلى ضرورة العمل سويًا لإنهاء الظلم والعشوائية والانتهاك بحق الصحافيين.
بدوره، ذكر نقيب الصحافيين الفلسطينيين، د. عبد الناصر النجار، أن الصحافة قدمت شهداءً ارتقوا دفاعًا عن الوطن وهم يقولون الحقيقية، وهناك 14 صحافيًّا معتقلاً في سجون الاحتلال.
وأضاف النجار: قررنا التحرك وتغيير السياسات الاجرامية، خاصة بعد أن قدمنا 17 شهيدًا في غزة العام الماضي، وكان من بينهم الصحافي البريطاني، وبناء عليه قمنا بإنجاز ملف قانوني بالتعاون مع وزارة الإعلام ونقابة المحاميين، من أجل التحرك لمحاكمة هذا الاحتلال، وانتزاع قرار دولي من أجل توفير الحماية للصحافيين.
وتابع النجار: سنتوجه إلى الأمم المتحدة لإيداع ملف ضد إسرائيل في المحكمة الدولية من أجل الحفاظ على حياتنا الحقوقية والأهلية، ولا شك بأن التوثيقات الميدانية للإعدامات التي مارسها جنود الاحتلال والمستوطنون ستظل شاهدًا، مؤكدًا ما تبذله النقابة لحماية الصحافيين وتوثيق الانتهاكات بحقهم.
وأكد وكيل وزارة الإعلام، د. محمود خليفة: نريد أن نرفع صوتنا عاليًا ونعيش بأمن واستقرار، وسنواصل مخاطبة كافة المؤسسات لاتخاذ قرار بحماية الصحافيين، ولا نريد معدات بل قرارات، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني والصحافيين سئموا من أن تبقى إسرائيل دولة الاحتلال فوق القانون.
وأشار خليفة إلى أن الشعب الفلسطيني هو الوحيد الواقع تحت الاحتلال، وإلى تعرض 114 صحافيًا لانتهاكات على يد الاحتلال خلال الفترة الماضية، وقال: من حقنا الدفاع عن أنفسنا والمحافظة على نمط حياتنا من دون احتلال.
وذكر المدير العام للهيئة الفلسطينية لحقوق المواطن، د. عمار دويك، أن المؤتمر يتزامن في ظل استهداف الصحافيين، والحاجة لوقف الانتهاكات بحقهم، باعتبار أن الحقيقة تقع ضحية الاعتداء على الصحافيين، من خلال دورهم في نقل الحقيقة وكونه الأكثر عرضه للاعتداء ويتم استهداف منازلهم من قبل الاحتلال.
وأشار د. الدويك إلى أن المؤتمر يهدف لمناقشة سبل الحماية التي يمكن أن توفرها اتفاقية جنيف وفقًا للمادة الـ76 لحماية الصحافيين، واتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية الصحافيين في ظل الحرب، وتقديم ملف للجنائية الدولية.
وأضاف د. الدويك الآلية يجب أن تكون بالتوجه للأمم المتحدة والانضمام إلى مزيد من الاتفاقيات والمؤسسات الدولية، داعيًا الصحافيين إلى تقديم شكاوى ضد إسرائيل لانتهاكاتها المتواصلة بحقهم.
وقالت الأمين العام لاتحاد الصحافيين الفرنسي، دومينيك براديلي إن تجربة الفصل العنصري والأنظمة المبنية في ظل جرائم القتل والإعدامات الميدانية دون محاكمات، كل هذه الممارسات وهذه الجرائم ستنتهي.
وأشارت برديلي إلى أن على الصحافيين أن يكونوا جاهزين وأن يتقدموا بعملهم بشكل مهني واحترام، هذه هي الأدوات التي تساعدكم كشعب وكصحافيين.
من جهتها، أكدت المحامية المختصة بالقانون المدني وحقوق الإنسان سايمو جاهال، أن تجربتكم صادقة وكمحامية في لندن أعمل على الحقوق المدنية وحقوق الإنسان وأعمل على لقاء المحامين الفلسطينيين حول القضايا والتأكد من البيانات التي تم جمعها من أجل تقديمها للمحكمة الجنائية الدولية.
أما الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين انطوني بيلانجي، فأعرب عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، مشيدًا بدور الصحافيين كصحافيين مخلصين ومواطنين صادقين في نشر الحقيقة
أرسل تعليقك