واشنطن - عادل سلامة
مع إستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في صناعة كل شئ بدايةً من الأغطية المعدلة للهواتف المحمولة وحتى محركات الصخور، فقد إستعان حالياً فريق من علماء الاحياء بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في محاولة لإنتاج كراتٍ دقيقة من الخلايا السرطانية المحاكاة لتلك التي يعاني منها مرضى أورام المخ أملاً في دراستها بمزيد من التفاصيل.
ويعقد العلماء الآمال في أن يوفر بحثهم طرق جديدة من إختبار الأدوية للتغلب على أورام المخ، بما قد يؤدي إلى رؤى جديدة في كيفية تغيير طريقة نمو الخلايا السرطانية, حيث يصعب دراسة أورام المخ بسبب مكانها في جسم الإنسان، فضلاً عن تصرفها بشكلٍ مختلف مع نموها داخل المعمل.
وقال دكتور نيكولاس ليزلي القاريء في الهندسة الحيوية في جامعة هيريوت وات Heriot-Wattفي إدنبرة Edinburgh إنه وعن طريق طباعة الخلايا الجذعية السرطانية في الدماغ، جنباً إلى جنب مع أنواعٍ أخرى من الخلايا التي توجد حولها، فقد يكون من الممكن إعادة إستحداثها بشكل أكثر دقة في المختبر. كما يمكن حتى أن تؤدي إلى تحديد أفضل طرق العلاج لأورام المرضي.
وأشار في حديثه إلى صحيفه الديلي ميل إلى أن هناك مئات من الأنواع المختلفة للأورام التي تتسبب فيها مئات من المسارات المختلفة. ومع إستخدام الترتيب الصحيح للخلايا ووضعها في بناء يحاكي ما يتم رؤيته في الحياة الفعلية إلى جانب المزيد من الخلايا الطبيعية من المرضي، فإنهم عاقدين الأمل على التحقق من كيفية تغيير الطريقة التي يتصرف بها الورم، حيث أن البناء أو الترتيبات ربما تؤدي إلى نتائج مختلفة.
وحصل الدكتور ليزلي وزملاؤه على مبلغ 67,000 جنيهاً إسترليني ( أي ما يعادل 98,000 دولار ) من أجل تطوير التقنية إلى أبعد من ذلك. فقد أظهروا بالفعل إمكانية إستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج مصفوفة من الخلايا السرطانية التي يتم طباعتها في شكل هلاميات مائية.
وأوضح الباحثون أن إختباراتهم أظهرت إستمرار خلايا الورم في المخ في النمو سريعاً بعد الطباعة، ومحاكاة النمو لهذا الترتيب العدواني للسرطان. وتسفر أورام المخ الخبيثة عن وفاة حوالي 5,000 شخص في بريطانيـا و 17,000 آخرين في الولايات المتحدة كل عام, وهناك العديد من الباحثين الآخرين الذين يحاولون إستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد للأنسجة من أجل إنتاج أجزاء للجسم بديلة أو أعضاء، حيث أظهر بعض الباحثون إمكانية طباعة جزء هيكلي للأوعية الدموية أو إستحداث أجزاء بسيطة من الجسم مثل الأذن نظراً لأن هناك أعضاء أكثر تعقيداً يصعب إستحداثها لإحتياج الباحثون إلى معرفة بالتحديد أين تريد كل خلية بأن تكون في عضو الشخص البالغ حتى تؤدي وظيفتها بشكلٍ صحيح.
ومن بين الباحثين الآخرين المشاركين في العمل على أورام المخ دكتور ويل شو، والذي قال إن التقنية سوف تسمح للعلماء دراسة أورام المخ بشكل أكثر تفصيلاً، مع المساعدة أيضاً في تقليل إستخدام الحيوانات في مثل هذا البحث.
أرسل تعليقك