غزة – محمد حبيب
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، أن رسالة الشهداء وآخرهم الشهيد محمد الفقيه تدعو للتوحد في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح مشعل، في كلمة له خلال بيت عزاء الشهيد الفقيه مساء أمس الخميس في دورا الخليل، إننا سنمضي على هذا الطريق وننجز المصالحة وننهي الانقسام ونرتب بيتنا الفلسطيني على أسس ديمقراطية ونجري الانتخابات في البلديات والتشريعي والرئاسة والمجلس الوطني لمنظمة التحرير، كما هاتف مشعل أم الشهيد (أم حسين) وأخويه حسين وعائد، مبدياً افتخاره ببطولة الشهيد الفقيه، الذي ضحى بنفسه ونهض بالمسؤولية تجاه وطنه وشعبه، وتمنى أن يعوض الله أسرة الشهيد وأهل دورا والمقاومة خير العوض، بينما أشاد بمناقبه وعائلته التي قدمت والده وأخاه أحمد من قبل شهداء. وأضاف: كم نحن فخورون بهذا البطل الذي لم يكتفِ بقتل أحد رموز الاستيطان المجرمين المتطرفين لكنه واصل الشهادة والبطولة والنضال وخاض أطول الاشتباكات في مسيرة المقاومة ليطرز هذه الصفحة العظيمة من صفحات المقاومة على أرض فلسطين.
ولفت مشعل إلى أن الشهيد أعطى رسالته بالدم بأن الاحتلال لا مستقبل له وأن المستوطنين راحلون عمّا قريب وفجر الحرية والنصر والتحرير قد اقترب، مبيناً أن شعبنا مصر على حقوقه ووطنه وأرضه وقدسه وأقصاه ومقدساته ولن يتوقف عن النضال حتى يحقق أهدافه وينجز مشروعه الوطني. كما توجه بالتحية إلى أرواح شهداء مدينة دورا والخليل وفلسطين، الذين تعانقت أرواحهم في عليين وورثوا عوائلهم وشعبهم سجلاً خالداً من البطولة وصورة مشرقة لأهل فلسطين، وأكد أن رسالة الشهداء تذكرنا أن أي تحرك تجاه قضيتنا لا قيمة له إذا لم يستند إلى القوة والمقاومة والبطولة، وكل فعل سياسي أو دبلوماسي أو جماهيري أو قانوني مهم ولكن تتضاعف قيمته حين يكون مستندا إلى المقاومة بكل أشكالها، ونبّه إلى أن رسالتهم هي الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وتعزيز صفنا الداخلي وإنجاز المصالحة، لأننا لن نستطيع استثمار بطولاتهم إن لم نكن موحدين. وأضاف مشعل: علينا أن نوحد مواقفنا ونتوافق على برنامج وطني نواجه من خلاله الاحتلال والاستيطان، نحارب معا ونتحرك سياسياً معا وندير شأننا الداخلي معاً، وتابع: علينا أن نعمل بكل جد من أجل أن نفرج عن أسرانا ومعتقلينا ونعيد اللاجئين إلى وطنهم ونحرر أرضنا ونحمي الأقصى من التقسيم ونطهر القدس وجميع مقدساتنا الإسلامية والمسيحية.
وأشار مشعل إلى أن ما تمر به الأمة العربية والإسلامية والمنطقة من أحداث جسام وقضايا زاخرة بالأحداث النازفة التي تشغل الأمة والعالم عن قضية فلسطين، يعطينا رسالة بأن نتولى جميع أمورنا وأن نرد الاعتبار لقضية فلسطين كقضية مركزية للأمة، مؤكّدًا أن توحدنا سيجعل القضية الفلسطينية على رأس الأجندة الإقليمية والدولية، وبالتالي نجبر العالم على احترام حقوقنا ومطالبنا وإعادة الاعتبار لقضيتنا.
واستشهد القسامي محمد الفقيه (29) عاماً، فجر يوم الأربعاء بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً مع قوات الاحتلال الصهيوني بعد محاصرتها منزلًا كان يتحصن به في بلدة صوريف شمال غرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
أرسل تعليقك