قصفت القوات الحكومة بصواريخ أرض – أرض مواقع للمعارضة المسلحة في مدينة داريا بالغوطة الغربية لدمشق رغم إعلان التهدئة المعلن لمدة 72 ساعة، وأغار الطيران الحربي بعنف على مناطق متفرقة في حلب في وقت أكدت فيه التقارير الميدانية تحقيق القوات الحكومية ومقاتلي صقور الصحراء تقدم جديد في هجومها باتجاه مطار الطبقة تحت غطاء جوي كثيف من الطيران الحربي الروسي الذي قصف بعنف مدينة موحسن بريف دير الزور بعد ساعات على نفي موسكو ارتكاب طائراتها مجزرة في سوق مدينة العشارة.
ففي ريف دمشق تحدث مصدر ميداني لـ "العرب اليوم" عن نشوب اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وحزب "الله" من جهة وفصائل المعارضة المسلحة في مدينة الزبداني، واستخدمت الأولى المدفعية الثقيلة في قصفها على الأحياء داخل المدينة بينما تحدثت مصادر معارضة عن إلقاء طائرة استطلاع تابعة لحزب الله اللبناني 3 قذائف بأحجام صغيرة تجاه مواقع المعارضة المسلحة داخل مدينة الزبداني دون وقوع إصابات.
وأشارت المصادر إلى أن القوات الحكومية استهدفت مواقع عديدة في بلدة الدرخبية بضربات مدفعية عدة وتجدد الاشتباكات في مدينة داريا رغم التهدئة المعلنة من روسيا بالتنسيق مع واشنطن لمدة 72 في داريا منذ منتصف الليلة الماضية، ووجهت القوات الحكومية رمايات بصواريخ أرض-أرض شديدة التأثير على مواقع متفرقة في القطاع الجنوبي للمدينة، وأكد مصدر من القوات الحكومية مقتل مهندس الخطوط الدفاعية لـ "الجيش الحر" في داريا خلال القصف.
وفي حمص أعلن مصدر عسكري سوري الليلة الماضية عن السيطرة على 3 نقاط شمال شرق صوامع الحبوب على اتجاه محور تدمر-أرك بالريف الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم "داعش" أسفرت عن تكبيدهم خسائر فادحة في الأفراد والعتاد والآليات. وسيطرت القوات الحكومية الأحد 5 حزيران/ يونيو الجاري على صوامع الحبوب والتلال المحيطة بها شمال شرق مدينة تدمر بعد أن قضت على العديد من مسلحي التنظيم المتطرف، ودمرت لهم عددًا من الآليات والعربات المزودة برشاشات متنوعة.
وفي ريف الرقة الغربي عززت القوات الحكومية تقدمها باتجاه مطار الطبقة وذكر مصدر ميداني لـ "العرب اليوم" سيطرة القوات الحكومية ومقاتلو صقور الصحراء على قرية خربة زيدان متقدمة بمسافة ١٠ كم في عمق مناطق سيطرة تنظيم "داعش" بعد اشتباكات عنيفة معه. وقال المصدر: رغم الظروف الجوية القاسية، تمكنت القوات الحكومية من قطع مسافات طويلة تجاه بلدة الطبقة ومطارها وعدد من القرى والتلال التي سيطر عليها، في ظلِ تقهقرٍ تشهده خطوط تنظيم "داعش" الدفاعية هناك.
وأكدت مصادر خاصة سيطرة القوات الحكومية على مفرق الرصافة ومخفر شرطة الطرق العامة، الواقعين جنوب غرب مدينة الطبقة بنحو 20 كم؛ لتقف بذلك على بعد مسافة لا تزيد عن 18كم عن مطار الطبقة العسكري؛ ما يرجح بدء معركة استعادة السيطرة على المطار خلال مدة لا تزيد عن 48 ساعة. مضيفة: أن تطور سير العمليات تجاه شمال وشرق تدمر سيكون له منعكساته على مسار عملية "تحرير الطبقة"؛ إذ ستكسر السيطرة على بلدة السخنة ظهر تنظيم "داعش"، وتصبح مجموعاته في البادية شبه معزولة؛ الأمر الذي سيجبرها على التراجع تجاه الطبقة مع انقطاع طرق الإمداد المقبلة من عمق البادية السورية، في حين أن عملية نقل الإمدادات عبر الطرق الرئيسية الواصلة ما بين دير الزور والرقة، باتت تعد عملية انتحار مجاني من قبل أرتال تنظيم "داعش". ويشكل المطار العسكري في الطبقة خط الدفاع الأساسي عن المدينة ومن خلفها الرقة، وستشكل استعاة السيطرة على المطار "زلزالا" مدمرا يطال مواقع التنظيم. وقالت مصادر أهلية من مدينة الرقة إن هناك نزوحا لأسر قياديي تنظيم "داعش" إلى مناطق سيطرة التنظيم شرقا حيث العراق بالتوازي مع قيام مسلحي التنظيم بمحاولة تنفيذ هجمات مضادة ضد القوات الحكومية في ريف الرقة الغربي، مؤكدا أن الجيش تمكن من صد جميع الهجمات.
اشتباكات قوية في بلدة دادات
وقالت مصادر كردية إن مقاتلي مجلس منبج العسكري التابع لقوات سورية الديمقراطية دخلوا الأحياء الأولى من بلدة دادات الواقعة بين مدينتي منبج وجرابلس. مضيفة: تستمر الحملة التي أطلقها مجلس منبج العسكري، والتي غُير اسمها من حملة تحرير منبج إلى حملة "الشهيد القائد فيصل أبو ليلي" تخليدًا لذكرى القائد أبو ليلى الذي فقد حياته الاثنين 6 حزيران/ يونيو الجاري متأثرًا بجراح أصيب بها في الثالث من الشهر ذاته خلال اشتباكات مع المرتزقة. موضحة: في إطار الحملة وصل المقاتلون اليوم إلى بلدة دادات الواقعة بين مدينتي جرابلس واندلعت اشتباكات قوية بين مقاتلي منبج الذين دخلوا الأحياء الأولى من البلدة وبين تنظيم "داعش"، مشيرة إلى أن البلدة تقع على بعد 10 كم شمالي مدينة منبج وفي حال تحريرها سيتم قطع الطريق بين منبج وجرابلس.
وكررت وزارة الدفاع الأميركية القول إنها لا تنسق عملياتها العسكرية في سورية مع روسيا، مع العلم أن هناك عمليتين عسكريتين موازيتين في سورية ضد تنظيم "داعش"، الأولى بدعم من موسكو والثانية بدعم من واشنطن. وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك في مؤتمره الصحافي اليومي "لا تنسيق عسكريا مباشرا للنشاطات على الأرض" في سورية بين موسكو وواشنطن. وتؤكد التقارير الميدانية أن القوات الحكومية المدعومة من موسكو باتت على بعد نحو 30 كم من مطار الطبقة الواقع على بعد نحو 50 كم غرب مدينة الرقة. وباتت قوات سورية الديمقراطية المدعومة من واشنطن، وغالبيتها من الأكراد، على بعد نحو 60 كم شمال الرقة. لكنها تركز حاليا على انتزاع مدينة منبج من التنظيم المتطرف لأنها تقع على الطريق الذي يربط بين الرقة والحدود مع تركيا.
ورفض المتحدث باسم البنتاغون التعليق على ما يمكن ان يحدث حال اتصلت قوات سورية الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة بالقوات الحكومية السورية في منطقة الرقة، واكتفى بالقول "إنها ليست المشكلة في الوقت الحاضر"، مضيفا "وفي حال تحول الأمر إلى مشكلة سنواجهها". لكنه ذكر أن أميركا لا تسعى إلى المواجهة مع الجيش السوري، مضيفا أن المجموعات المسلحة التي تقاتل في سورية بدعم من واشنطن "تعرف أن الالتزام القائم بينها وبين الولايات المتحدة محدد بقتال تنظيم "داعش".
وفي حلب أكدت وسائل إعلام معارضة مقتل الطفلة أسماء أيمن جراء الغارات الجوية على مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي هذه الليلة بعد أن فقدت عائلتها في مجزرة الفردوس بمدينة حلب العام الماضي، موضحة أن الغارات امتدت لتطال بلدات خان العسل وحيان وكفر حمرا وحي المهندسين ومساكن هنانو والصاخور ودوار الجندول وطريق الكاستيلو والفوج 46. مضيفة أن فصائل المعارضة المسلحة دمروا مدفع رشاش عيار 23 مم في كتيبة الدفاع الجوي على جبهة خان طومان بعد استهدافه بصاروخ تاو. وفي إدلب فجر مجهولون سيارة مفخخة في مدينة معرة النعمان قرب مقر لـ "فيلق الشام" بجانب المشفى الوطني داخل المدينة؛ مما أدى لمقتل شخصين وإصابة آخرين. وفي دير الزور استهدف الطيران الروسي مدينة موحسن في الريف الشرقي بغارات عدة؛ ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.
ونفت وزارة الدفاع الروسية استهداف مقاتلاتها غارات جوية روسية سوقًا في مدينة العشارة بريف دير الزور الشرقي. وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف "ننفي الأنباء التي نشرتها وكالة رويترز نقلا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان حول شن طائرات روسية غارات على سوق في مدينة العشارة بريف دير الزور". مضيفا أن سلاح الجو الروسي "لم ينفذ أي مهمات قتالية في مدينة العشارة"، مؤكدًا أن هذه الأنباء إشاعات جديدة من شأن نقلها إلحاق "الضرر بسمعة وكالة رويترز".
ووجهت مقاتلات أميركية انطلقت من حاملة طائرة "هاري ترومان" الموجودة في مياه البحر الأبيض المتوسط الاثنين 6 حزيران/ يونيو الجاري ضربات جوية إلى 16 هدفا جديدا لتنظيم "داعش" في سورية والعراق. وقال قائد حاملة الطائرات الأميركية اللواء البحري بريت باتشيلدير، في حديث للصحافيين، إن مقاتلات "إف إيه/18" المتمركزة على متن السفينة أسقطت منذ يوم الجمعة الماضي ما بين 10 -20 مجموعة ذخيرة بحرية على مواقع التنظيم. ولم يذكر المسؤول الأميركي أي تفاصيل بشأن المسارات التي تسلكها الطائرات لتنفيذ مهامها أو طبيعة الأهداف المستهدفة. يذكر أن المقاتلات الأميركية نفذت يوم الجمعة 3 حزيران/ يونيو سلسلة غارات على مواقع تنظيم "داعش" في سورية والعراق انطلاقا من سفينة "هاري ترومان"؛ لتصبح أول ضربات توجهها واشنطن إلى مواقع في الشرق الأوسط بوساطة حاملة طائرات في البحر الأبيض المتوسط منذ غزو العراق عام 2003.
وأعلن المركز الروسي لتنسيق الهدنة في سورية أنه سجل 5 خروقات لوقف إطلاق النار في سورية خلال الساعات الـ24 الماضية، وكل هذه الخروقات جرت في ريف دمشق. وأوضح المركز الذي يتخذ قاعدة حميميم الجوية باللاذقية مقرا له، في بيان مساء الاثنين 6 حزيران/ يونيو أن مجموعات من "جيش الإسلام" قصفت باستخدام راجمات صواريخ ومدافع هاون مواقع للجيش الحكومي في عدد من بلدات ريف دمشق، من بينها عين ترما ومزرعة محمود وحرستا. وذكر المركز في بيان نشر على موقع وزارة الدفاع الروسية أن نظام الهدنة لم يزل صامدا خلال الفترة المذكورة في معظم أراضي سورية، مشيرا إلى أن الطائرات الحربية الروسية والسورية لم توجه ضربات إلى أي مجموعات مسلحة معارضة أعلنت سابقا انضمامها إلى وقف الأعمال القتالية وأبلغت مركز التنسيق الروسي (في حميميم) أو الأمريكي (في عمّان) بأماكن مرابطتها. وذكر أن مسلحي "جبهة النصرة" قصفوا عددا من البلدات في ريفي إدلب وحماة. أما في ريف حلب فاستهدف فيه مسلحو "جبهة النصرة" باستخدام راجمات صواريخ ومدافع هاون بلدتي كراسي والحمراء، وأحياء الشيخ مقصود والحمدانية، والميدان والخالدية والعامرية ومطار النيرب في مدينة حلب. وأورد أن الطائرات الحربية الروسية دمرت في ريفي الرقة وحمص 4 مواقع لاستخراج النفط غير الشرعي تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي.
أرسل تعليقك