واشنطن - يوسف مكي
أعلنت حكومة الولايات المتحدة الأميركية إطلاق حملة حرب إلكترونية ضد تنظيم "داعش"، في أول مثال على ذكر الولايات المتحدة علناً استخدام ترسانتها من الأدوات الرقمية لإضعاف شبكة الاتصالات الخاصة بالتنظيم، وقطعها سُبل إمداده بالمال، كما انضمت شركات عامة بما فيها "فيسبوك" و"تليغرام" إلى تلك الحرب الإلكترونية، إذ يتلقى الأول أكثر من مليون تقرير يوميًّا للإبلاغ عن محتوى غير مرغوب فيه يبدأ من العري وحتى التطرف.
وتعد تلك الهجمات المهمة الأولى للقيادة السيبرانية في الولايات المتحدة، والتي أسَّسها البنتاغون العام 2009 كذراع أمني على شبكة الإنترنت، وهناك في الوقت الحالي 4900 موظف داخل ذلك الفرع والذي تأمل واشنطن بتطويره لتصبح قوة المهمة السيبرانية تتشكل من 6187 شخصًا.
وذكر وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، في حديثه داخل مجلس الشيوخ، أنه قد تم إسناد إليه مهمة القيادة الإلكترونية، والتي ما كان ليعلن عنها قبل أعوام قليلة من قبله، مؤكدًا استخدام أدواتها الرقمية لإضعاف شبكة الاتصالات الخاصة بداعش، فضلاً عن ردعها وصوله إلى المال أو التبادل التجاري.
وتابع كارتر أن تكتيكات الحرب الإلكترونية ستتطلع إلى تعطيل قدرات تنظيم داعش على قيادة قواته، إضافةً إلى إيقاف قدراته على السيطرة الميدانية، وعرقلة التمويل داخل التنظيم بما يمنع وصول الدعم اللازم من المال إلى أفراده، وقد تم توثيق قدرات داعش جيداً في ما يتعلق بالحرب الإلكترونية، إذ أصدر التنظيم دليلاً أمنيـاً عقب هجمات باريس، وكشف من خلاله عن جزء من استراتيجيته السيبرانية.
وشملت الإرشادات استخدام متصفح تور و بريد إلكتروني آمن، كما أنها تركز كثيرًا على التواصل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" وتطبيقات الرسائل مثل "تيليغرام" و"واتس آب"، وانضمت شركات عامة بما فيها "فيسبوك" و"تليغرام" إلى الحرب الإلكترونية ضد داعش، حيث يتلقى الأول أكثر من مليون تقرير يوميًّا للإبلاغ عن محتوى غير مرغوب فيه يبدأ من العري وحتى التطرف.
وقالت مونيكا بيكيرت، التي تشرف على الفريق الذي يتولى الرقابة على المحتويات في موقع فيسبوك بما في ذلك النشاطات المتعلقة بالتطرف، إنها سمعت مراراً وتكراراً من الأكاديميين أن أفضل شيء في إيجاد المتطرفين عبر الإنترنت يتمثل في البحث عن أصدقائهم.
كما أعلنت بريطانيـا أخيرًا عبر حكومتها عن بحثها تجنيد جيش للحرب الإلكترونية قوامه 500 جندي من الذين لن يكون عليهم اجتياز اختبارات في اللياقة وحمل السلاح أو نشرهم في الخارج وتقليم لحاهم، ولم يتضح بعد متى سيتم إشراك ذلك الفرع في العمليات، والذي خضع للتطوير طوال أربعة أعوام على الأقل، في ما يتحدث الجيش عن أنه يعمل على تجنيد المواهب من الحكومة والأكاديميين والقطاع العام.
ويأتي ذلك التحرك كجزء من الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش، حيث تعقد الآمال على أن تساعد الحرب الإلكترونية في توسيع نطاق قواتها العسكرية من دون إرسال المزيد من القوات إلى المنطقة، ومن بين أدوات القيادة السيبرانية لعرقلة نظيم داعش منع هجمات خدمة "دي.دوس"، والتي تلقي بالعبئ على الخادم مع كمية كبيرة من الحركة المرورية لمنع المستخدمين الشرعيين، وأشارت الحكومة الأميركية إلى أن استخدام هجمات "دي.دوس" شبيه بالتشويش على ترددات الراديو وهو ما حدث خلال الحرب الباردة مع موسكو.
أرسل تعليقك