مرت أكثر من ثلاثة أشهر ونصف على الهبة الجماهيرية الفلسطينية وتطورت من مرحلة الحجر إلى "السكين", إلى إطلاق النار من أسلحة رشاشة, الأمر الذي وضع الإحتلال الإسرائيلي في موقف حرج أمام شعبه, وفي خضم التدحرج المتسارع على الأرض لا تزال الفصائل الفلسطينية بعيدة تمامًا عن المشهد ومن يُحرّك الشارع هي جرائم الاحتلال والرد عليها بمنطق رد الفعل.
وبالإشارة إلى آلية إستثمار الهبة الجماهيرية, أكد الناطق الرسمي باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، دكتور أسامة القواسمي، في اتصال هاتفي مع "فلسطين اليوم" أن الهبة الجماهيرية جاءت نتيجة الإجراءات الإسرائيلية التعسفية بحق المواطنين والمدينة المقدسة في القدس الشرقية من إقتحامات متتالية للمسجد الأقصى ومحاولات التهويد زمانياً ومكانياً.
وأشار إلى أن ما يحدث من هبة جماهيرية شعبية ومقاومة للمحتل نتيجة طبيعية في مواجهة زيادة الاستيطان والجرائم الاستيطانية التي ترتكب يومياً وتكريس لسياسة الأوبرتهايد والفصل العنصري بحق الشعب الفلسطيني, مشيرًا إلى أن ما تريده القيادة الفلسطينية هو تطبيق عادل للقانون الدولي والإنساني.
وأوضح القواسمي أن القيادة الفلسطينية تنسق الخطوات مع كافة الفصائل الفلسطينية وفق استراتيجية واضحة لها علاقة برفض سياسة الاعتداءات الإسرائيلية، ورفض المفاوضات الثنائية في ظل استمرار الاستيطان دون مرجعية سياسية دولية أو جدول زمني واضح لإنهائه.
بينما, أوضح الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل من غزة، في اتصال مع مراسل "فلسطين اليوم"، أن استثمار الهبة الجماهيرية يتطلب عدة خطوات على الصعيد الداخلي الفلسطيني والخارجي.
وأشار إلى أن أهم الخطوات تكمن في الخطوة الأولى التي تتطلب إعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي والإتفاق بين كافة الفصائل الفلسطينية على برنامج سياسي موحد، أما, الكاتب والمحلل السياسي دكتور جهاد حرب، فأكد أن أهم متطلبات الاستثمار الجيد للهبة الجماهيرية يكمن في توجيه قيادة الانتفاضة وفقًا لرؤية القيادة الفلسطينية المتمثلة في المقاومة الشعبية السلمية, بإعتبارها تسند أي عملية سلمية قادمة.
وأكد على ضرورة استثمار الوحدة بين الفصائل الفلسطينية ووحدة العمل الشعبي وتوحيد الفصائل في إطار العمل الشعبي الفلسطيني وفقاً لرؤية فلسطينية في إطار المقاومة داخل الضفة الغربية.
الناطق باسم حركة فتح أسامة القواسمي أكد على أن القيادة الفلسطينية تعمل في عدة مسارات من أجل استثمار الهبة الجماهيرية, وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية تعمل على فضح الممارسات الإسرائيلية التعسفية أمام المجتمع الدولي والعالم أجمع في محاولة منها لحشد الرأي العام العالمي وتوجيه الأنظار إلى ما يقترفه الإحتلال الإسرائيلي من جرائم قتل وإعدامات بدم بارد ومنع اسعاف المصابين ومصادرة الأراضي والتمدد الإستيطاني وتهويد المدينة المقدسة.
وأكد على سعي القيادة الفلسطينية لتوفير الحماية على الشعب الفلسطيني من الجرائم الإسرائيلية, مشيرًا إلى تمسك القيادة الفلسطينية بتوفير الجهد لحشد الطاقات والدعم لفكرة المبادرة الفرنسية من أجل عقد مؤتمر دولي للسلام يفضي إلى آلية واضحة لوضع حدا للاحتلال الاسرائيلي وفق توقيت زمني واضح.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن الهبة الجماهيرية الفلسطينية عملت على تعرية الإحتلال وكشفه على حقيقته من خلال الجرائم التي يرتكبها يوميا بحق الفلسطينيين، وأشار إلى أن المطلوب حاليًا من المجتمع الدولي أن يقف أمام مسؤولياته الأدبية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني والتي أهملها من سنين.
واتفق معه الكاتب والمحلل السياسي د جهاد حرب خلال حديثه عبر الهاتف لـ"فلسطين اليوم"، الذي أكد على أن الرسالة الأهم للمجتمع الدولي تكمن في تعريفه بأن غياب الأفق السياسي وغياب أي عملية سلام جادة تتنصل منها الحكومة الاسرائيلية يكون مصير ما بعدها الذهاب الى العنف او الى وسائل تبتعد عن ما رسمته القيادة الفلسطينية وما اراده المجتمع الدولي من خلال المفاوضات، وأشار إلى أن هذه الموجة من الهبة الجماهيرية والمواجهة جاءت نتيجة لتنصل اسرائيل من كل الاتفاقيات السابقة.
وإتفق الجميع على أن ما يقوم به الإحتلال من إجراءات على الأرض سواءا بالاستيطان او تهويد القدس أو ارتكاب المزيد من الجرائم يشكل عامل ومدخل مهم للمجتمع الدولي لممارسة الضغط على الإحتلال من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والالتزام بجدول زمني لإنهاء الإحتلال.
أرسل تعليقك