حذر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، من خطورة إقدام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية على اتخاذ قرارات تمسّ بالتنسيق الأمني مع إسرائيل خلال اجتماعه المرتقب الشهر المقبل.
وذكرت مصادر فلسطينية، الخميس، أنَّ تحذير كيري جاء خلال اتصال هاتفي أجراه، الأربعاء الماضي، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إذ بحث معه عدة قضايا؛ ومنها حجز إسرائيل أموال الضرائب الفلسطينية والمسائل المطروحة على اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير، المقرر عقده في الرابع من آذار/مارس المقبل لبحث مستقبل علاقات السلطة مع إسرائيل.
في حين ذكر الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبوردينة، أنه جرى خلال الاتصال الهاتفي، الحديث حول قضايا عدّة؛ أبرزها ما يتعلق بحجز الأموال الفلسطينية من قِبل الحكومة الإسرائيلية، كذلك تم الحديث حول القضايا المطروحة على اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي سيعقد في الرابع من آذار المقبل
وجاء اتصال كيري مع عباس بينما تجرى مشاورات في مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار دولي يفضي لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967.
كان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أعلن أنه يتم التشاور حاليًا مع عدد من الدول المؤثرة في مجلس الأمن الدولي؛ لاستصدار قرار جديد من المجلس بشأن القضية الفلسطينية يقترن بآلية للتنفيذ وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد العربي، خلال كلمته الأربعاء الماضي، في الاجتماع الثامن لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، ضرورة وجود آلية تنفيذية للمشروع القرار الجديد، لاسيما أنَّ القرار العربي الذي تم التصويت عليه نهاية العام الماضي حصل على 8 أصوات، كاشفًا عن أنَّ الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن أصبحت على استعداد لإصدار قرار جديد من مجلس الأمن تكون له آلية تنفيذية وليس مجرد قرار جديد يضاف إلى قائمة القرارات السابقة التي لم تنفذ.
وشدد العربي على أنَّ جامعة الدول العربية كانت دائمًا وستظل تحمل مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية إلى أنَّ يتم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مشيرًا إلى أنَّ الجامعة تسعى لرفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وإعادة إعماره وإطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال.
وأكد العربي أهمية اجتماع مؤسسة ياسر عرفات تجسيدًا لتاريخه النضالي كقائد تاريخي للشعب الفلسطيني، جسد فيها تجربة نضالية ثرية شكلت نبراسًا للشعب الفلسطيني واستمرار النضال والتمسك بالثوابت الوطنية وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مطالبًا الأمم المتحدة بضرورة استمرار التحقيق في قضية اغتيال ياسر عرفات وسرعة كشف الحقيقة لمعاقبة ومحاسبة مرتكبي هذا الجرم، لاسيما في ظل التصريحات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين بالتهديد للقيادة الفلسطينية الحالية بنفس الأسلوب والعبارات التي سبق استخدمها في تهديد حياة الرئيس الراحل ياسر عرفات.
ونبّه العربي إلى أنَّ القضية الفلسطينية تتعرض إلى مخاطر جمة في ظل ممارسات إسرائيل على الأرض، في ظل التهويد المتواصل لمدينة القدس واستهداف مقدساتها، وتصاعد الاستيطان، وتوحش وارتفاع وتيرة عنف المستوطنين.
كما حذر العربي من استمرار الانتهاكات بحق الأسرى في سجون الاحتلال، والحصار الجائر لقطاع غزة، وجرائم الحرب التي تقترفها إسرائيل وآخرها الحرب التي شنتها على قطاع غزة وأودت بحياة الآلاف من الفلسطينيين من بينهم أطفال ونساء، مؤكدًا أنَّ جريمة الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة لن تسقط بالتقادم ويجب أنَّ يقدم من يقترفها إلى العدالة الدولية.
ثم أشار العربي إلى سطو إسرائيل على الأموال الفلسطينية وتدمير الاقتصاد، في انتهاك واضح للقانون الدولي واتفاقيات جنيف للعام 1949، وقرارات الشرعية الدولية كافة ذات الصلة بإنهاء الاحتلال للأراضي العربية المحتلة في حزيران/يونيو 1967.
وأكد العربي ضرورة دعم الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية في حملتها القوية والمنظمة حتى تؤتي هذه الحملة ثمارها وتشعر إسرائيل بالضغط العالمي المتزايد عليها، مشيرًا إلى أنَّ اعتراف حكومة السويد بفلسطين والقرارات التي اتخذها برلمان الاتحاد الأوروبي وبرلمانات عدة دول أوروبية أظهرت بوضوح أنَّ التوجه العام للمجتمع الدولي يؤيد الحق الفلسطيني.
من ناحيته، أكد رئيس مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، عمرو موسى، أنَّ الاجتماع يأتي في أزمات متتالية ومعقدة تمر بها المنطقة، مشيرًا إلى أنَّ الاجتماع سيكون مناسبة مهمة لتبادل وجهات النظر بشأن الأوضاع السياسية في المنطقة.
وأشاد رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، ناصر القدوة، بالتجربة النضالية والقيم الوطنية التي أرساها الراحل ياسر عرفات، مؤكدًا ضرورة العمل على إعلائها في مواجهة القيم الدخيلة المستهدفة على الدول العربية بشكل أو بآخر.
وأشار القدوة إلى تدهور الوضع الفلسطيني الذي قد يكون جزءًا من التدهور العام في العالم العربي، الأمر الذي يستدعي حشد الإمكانات للخروج من هذا الوضع، منوهًا بما قاله الأمين العام للجامعة العربية بشأن ضرورة وجود مقاربة جديدة وإعلان وفاة المقاربة القديمة مع استصدار تشريع دولي من مجلس الأمن يضع أسسا حاسمة لحل القضية الفلسطينية.
وأعرب القدوة عن تطلعه لخروج الاجتماع بنقاش فعال يمكن من خلاله التصدي للتحديات خلال الفترة المقبلة وتمكين مؤسسة ياسر عرفات من مواصلة دورها.
وبدوره، أكد سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، السفير جمال الشوبكي، أهمية الاجتماع لأنه يأتي في ظروف بالغة الاستثناء عربيًا ودوليًا.
أرسل تعليقك