لندن - سليم كرم
حذر قائد سابق للقوات البريطانية في ليبيـا من أن إرسال قوات تعزيز لمحاربة تنظيم داعش يحمل خطورة إقحام البلاد في حربٍ جديدة على غرار تلك التي كانت في أفغانستان، بينما وعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمام مجلس العموم الشهر الماضي بمناقشة أيّة خطط لإرسال قوات إلى ليبيـا من أجل المشاركة في مهمة تدريبية هناك. وأكد العقيد روبرت ويلوتش أنه سيكون من المغري السماح للمهمة التدريبية بالتوسع في الاستجابة للأزمة أو خوض مواجهة مباشرة مع داعش، لاسيما مع خطط إرسال ألف جندي بريطاني إلى ليبيـا من أجل الانضمام إلى مهمة التدريب بقيادة إيطاليـا قد تم مناقشتها مراراً خلال الأشهر الأخيرة، في ظل حالة الفوضى التي تعاني منها الدولة الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط منذ حملة القصف البريطانية الفرنسية للإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي من السلطة العام 2011.
وانتقلت العناصر المقاتلة في داعش لتأسيس معقل لها شمال أفريقيـا، مستغلة في ذلك الفوضى العارمة على الأراضي الليبية، وفي تصريحات نشرتها صحيفة "ديلي تليغراف" فقد حذر ويلوتش من أن المهمة التدريبية قد تأخذ منحى آخرًا بحيث تتورط القوات البريطانية في أشياءٍ أخرى لا تقتصر على مجرد مهمة للتدريب، وإنما الدخول في مواجهة مباشرة مع داعش. واستشهد ويلوتش بعدد من العمليات التي خاضها الجيش البريطاني من قبل، ومن ثم سيكون من السهل جداً للسكان المحليين عدم فهم ما يحاول المجتمع الدولي القيام به، مما ينتج عنه توحد الجماعات المسلحة المتصارعة التي تخوض معارك على مستقبل البلاد منذ العام 2011.
وقاد الجندي المتقاعد للجهود البريطانية في محاولة لتعزيز الاستقرار في ليبيـا عقب تنفيذ حملة القصف العام 2011، وأكد تعقيد الوضع الذي بات يشهد مشاركة المدنيين أيضاً في المعارك وليس فقط العسكريين الذين تلقوا تدريبات على القتال، مضيفاً أنه يرى ضرورة قيادة المسلمين للتدخل العسكري بسبب تذكر الليبيين للنظام الفاشي، في ما رفضت وزارة الدفاع التأكيد على تفاصيل أيّة مهمة بريطانية. وذكر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للنواب أمام مجلس العموم الشهر الماضي أنه حال وجود أي خطط لإرسال قوات إلى ليبيـا من أجل المشاركة في مهمة تدريبية، فإنه ستتم مناقشة ذلك مع النواب، مشيراً إلى أنهم يريدون رؤية تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيـا حرصاً منهم على دعم الاستقرار في طرابلس.
وكان دور كاميرون في التدخل العسكري في ليبيـا قد تم التدقيق فيه الشهر الماضي في أعقاب اتهام الرئيس الأميركي باراك أوباما أوروبا بالتسبب في الفوضي التي تشهدها ليبيـا، ومعاناة رئيس الوزراء البريطاني من التشتت جراء حالة الفوضي.
أرسل تعليقك