أكد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، الأحد، أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية ضد أبناء الشعب في الداخل من سياسيات عنصرية وتهديد بهدم 50 ألف منزل بحجة البناء من دون ترخيص، وهدم قرية العراقيب 93 مرة خلال خمس سنوات، والتميز في التعليم والسكن والوظائف، لن ينجح في كسر إرادة الشعب في الداخل، وسيبقون شوكة في حلق الاحتلال الذي يسعى لأن يصبح دولة يهودية.
وأضاف عريقات، في كلمة خلال إحياء فعاليات اليوم العالمي لدعم حقوق الفلسطينيين داخل أراضي الـ48، أن ما تقوم به حكومة الاحتلال في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة والداخل الفلسطيني، يهدف إلى إقامة دولة واحدة عنصرية بنظامين لليهود والفلسطينيين، على غرار النظام العنصري الذي كان قائما في جنوب أفريقيا إبان تسعينيات القرن الماضي.
وأوضح أن اليوم العالمي لدعم حقوق الفلسطينيين في الداخل، يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى إحيائه في 10 دول عربية، و30 دولة في قارات العالم.
وبيّن عريقات أن معركة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال دقيقة في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة، والهدف منها وضع فلسطين على خارطة العالم الجديد الذي يجرى تشكيله في منطقة الشرق الأوسط، في مقابل سعي الاحتلال لتغييب فلسطين عن خارطة العالم.
وأشار إلى أنه يجب على العالم أن يعلم أن "الداعشين" الذين يقتلون في سوريا والعراق لا يختلفون شيئا عن المستوطنين القتلة الذين أحرقوا الرضيع علي دوابشة وعائلته، وأحرقوا قبله الطفل محمد أبو خضير.
ولفت عريقات إلى أنه يتوجب على كل فلسطيني في العالم أن يعمل في مجاله لوضع فلسطين على خارطة العالم، وكل يناضل في مكان عمله وبالطريقة التي يستطيع بها، فنحن اليوم بتنا على أعتاب 11 مليون فلسطيني في فلسطين وخارجها، علينا أن نعمل جميعا من أجلها.
وشدد على أن وضع فلسطين على الخارطة العالمية يتطلب أيضا إنهاء الانقسام البغيض، وعقد المجلس الوطني لإعداد أنفسنا للمرحلة المقبلة والسعي لتحقيق وحدتنا فلا يوجد ما نختلف عليه فنحن جميعا نعيش تحت الاحتلال.
وأكد رئيس لجنة المتابعة العربية محمد بركة، أن "فلسطينيي الداخل هم جزء من الشعب الفلسطيني، لكنهم يتميزون بأنهم يحملون مواطنة إسرائيلية فقط، ويفترض أن يتساووا في الحقوق والواجبات مع المواطن الإسرائيلي، لكن ذلك لم يحدث، فشعبنا يتعرض لأبشع أنواع التميز العنصري".
وأضاف أنه "في العام 1948 إبان إنشاء دولة إسرائيل كان شعبنا يملك قرابة 80% من الأراضي داخل أراضي الـ48 لكن الأخيرة سنّت 41 قانونا استولت خلالها على جل الأراضي في الداخل، ولم يعد شعبنا الذي يشكل 20 من سكان إسرائيل اليوم يمتلك أكثر من 2.5% من الأرض في الداخل".
وأوضح بركة أن "إسرائيل التي تتغنى بالديمقراطية، وأنها واحة الديمقراطية في هذا الشرق المتوحش، تريد من الأقلية العربية أن تكون جزءا من تجميل هذه الديمقراطية العنصرية، ونحن لن نكون كذلك أبدا وسنبقى نعمل من أجل شعبنا أولا وأخيرا وليس من أجل الاحتلال".
وأضاف واصل أبو يوسف في كلمة القوى الوطنية والإسلامية، إن شعبنا يحيي اليوم العالمي لدعم حقوق الفلسطينيين في الداخل بالتزامن مع مواصلة عمليات القتل المرتكبة بحقه من قبل الاحتلال الإسرائيلي في أرجاء الضفة الغربية وقطاع غزة.
ووجه أبو يوسف التحية لشهداء شعبنا في الداخل وفي مختلف تواجد أبناء شعبنا داخل فلسطين، وحيا الأسرى وعلى رأسهم عميد الأسرى ابن الداخل المحتل كريم يونس، قائلا "إن النضال سيتواصل حتى الحرية والاستقلال".
وتابع منسق اللجنة التحضرية لليوم العالمي لدعم حقوق الفلسطينيين في الداخل ماهر غنيم، أن شعبنا يحيي هذا اليوم في قرابة 40 بلدا في العالم إلى جانب احتفالات في الضفة وغزة وفي شفا عمرو بالداخل الفلسطيني، وأن اليوم يقام تحت شعار "باقون ما بقي الزعتر والزيتون"، و"وحدتنا أقوى من عنصريتهم".
وبيَّن أن إحياء هذا اليوم في الضفة وغزة والداخل يؤكد أن شعبنا في مختلف أماكن وجوده يواجه المشاكل ويتعرض للمعاناة والعنصرية نفسها من قبل احتلال واحد، يمعن في العنصرية والتمييز، وأن الفعاليات في مختلف أرجاء العالم هي ثمرة من ثمرات العمل الدؤوب على مدار شهر كامل، وتتويجا للتواصل الدائم مع أهلنا بالداخل.
وأوضح عنيم أنه حدثت تطورات في الداخل حتمت على أبناء شعبنا الاصطفاف في وجه الاحتلال عبر تشكيل القائمة العربية المشتركة والدخول للكنيست بقائمة واحدة، وكذلك قيام الاحتلال بالتضيق على شعبنا في الداخل سياسيا بحظر الحركة الإسلامية والإمعان في سياسة الهدم والتهجير والاستيلاء على الأراضي.
وعُرض خلال إحياء اليوم فيلم قصير سلط الضوء على ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من معاناة على أيدي الاحتلال الإسرائيلي، كما قُدمت فقرة موسيقية هادفة.
أرسل تعليقك