أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مخاوف قادة العواصم الأوروبية، فيما يعتقد خبراء أن محاولة السلام الفرنسي الألماني تعتبر بادرة أمل في تحقيق انفراجة ممكنة.
واعتبر وزير الخارجية السويدي السابق, كارل بليت، أن الحرب بين روسيا والغرب أصبحت قريبة، فضلا عن أن تسليح الأوكرانيين سيعني الحرب مع روسيا، والتي سيفوز فيها بوتين. وشدَّد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، خلال تصريحات صحافية، على أن أزمة أوكرانيا تطورت إلى صراع وقد تصبح حربًا، لافتًا إلى وجود مخاطر من "حرب شاملة".
وعبَّر رئيس الوزراء الدنماركي السابق، أندرس فوغ راسموسن، عن مخاوفه من توسع بوتين لما ينظر إليها على أنها "سوفياتية محرفة" لبلدان توجد الآن في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وأشار عدد من السياسيين إلى أن زيارة ميركل إلى موسكو تعتبر اعترافًا بخطورة الوضع، خصوصأ بعدما تحدثت مع بوتين في قمة كازاخستان قبل أسابيع قليلة، موضحة أنها "لن تتمكن من التفاوض مع شخص لم تعد تثق فيه".
وطالب بوتين في وقت سابق بمنح السبيل الكبير في شرق أوكرانيا، الذي أخذ بالقوة من قبل الوكلاء الانفصالين في الأسابيع الأخيرة، حكمًا ذاتيًا, ويعد ذلك شرطًا أساسيًا لوقف إطلاق النار المزعوم.
ولفت الخبراء إلى أن تسليح الأوكرانيين، سيؤدي في الوقت ذاته إلى انقسامات كبيرة بين الأميركيين ومعظم الأوروبيين, الأمر الذي يعتبره بوتين ورقة للضغط، لاسيما وأن الانقسامات موجودة في الوقت الراهن بشأن فرض العقوبات.
ومن المتوقع أن يفرض الاتحاد الأوروبي, الاثنين, مزيدًا من العقوبات، تشمل قائمة سوداء للموالين لانفصالات روسيا، إلى جانب 19 اسمًا من الروسيين, لكن إجراءات رادعة سيتخذها وفق العقوبات الاقتصادية الواسعة المفروضة ضد البنوك والشركات الروسية والتي تعد أكثر خطورة, وتنقضي مدة سريانها في تموز/ يوليو ما لم يتم تمديدها من قبل حكومات الاتحاد الأوروبي.
وصرح دبلوماسي بارز من حكومات الاتحاد الأوروبي بأن العقوبات تضر ولكنها لا تعمل لأنها لم تغير من سلوك بوتين, وانقسم الاتحاد الأوروبي إلى قسمين أحدهما يؤيد فرض العقوبات بقيادة بريطانيا, وجانب يشكو من أن العقوبة كلفت نحو نسبة 15٪ من صادرات الاتحاد الأوروبي إلى روسيا, وتعد ألمانيا هي المحور والقوة البديلة.
وينظر الى بوتين بشكل متزايد على أنه مقامر ومتهور، ويخوض المخاطر, وقد يبدو للبعض من المصابين بجنون العظمة إذ لا يمكن التنبؤ بأفعاله.
وتعد أوكرانيا مشكلة كبيرة بالنسبة لأوروبا، وأقل خسائر ستكلفها عشرات المليارات، وتستغرق وقتًا طويلُا جدًا, ولكن بالنسبة لأوروبا, أصبح من الواضح أن الكابوس الحقيقي ليس أوكرانيا، ولكن يكمن في "روسيا بوتين".
أرسل تعليقك