القاهرة - أكرم علي
يستكمل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، محادثات القمة بجلسة موسعة تعقد قبل ظهر اليوم الخميس بحضور وفدي البلدين، ويعقبها حضور مراسم توقيع عدد من الاتفاقات بين البلدين تتناول تمويل السعودية مشاريع تنموية مصرية، يليها مؤتمر صحافي.
يستكمل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، محادثات القمة بجلسة موسعة تعقد قبل ظهر اليوم الخميس بحضور وفدي البلدين، ويعقبها حضور مراسم توقيع عدد من الاتفاقات بين البلدين تتناول تمويل السعودية مشاريع تنموية مصرية، يليها مؤتمر صحافي.
ومن المقرر أن يلتقي الملك سلمان اليوم عدداً من الشخصيات العامة والكتّاب المصريين، على عشاء تنظمه السفارة السعودية في مقرها في القاهرة، فيما سيلتقي العاهل السعودي غداً السبت مجلس الأعمال المصري السعودي، كما يزور جامعة القاهرة التي قررت أمس منح خادم الحرمين الشريفين الدكتوراه الفخرية تكريماً له، وأعلن البرلمان المصري أمس، أن العاهل السعودي سيزور مقر البرلمان الأحد المقبل ويلقي كلمة. كما أنه من المقرر أن يزور الملك سلمان الجامع الأزهر، حيث يتفقد عدداً من الإنشاءات الجديدة التي تمولها المملكة العربية السعودية، كما يلتقي بطريرك الأقباط في مصر تواضروس الثاني.
وكانت جولة المحادثات الأولى انعقدت بعد ظهر أمس في قصر الاتحادية فور وصول الملك سلمان الى القاهرة حيث استقبله الرئيس السيسي بالترحيب بزيارته الرسمية الأولى لمصر، مؤكداً على "ما تكنه مصر قيادةً وشعباً من تقدير ومودة للعاهل السعودي وللمملكة العربية السعودية في ضوء المواقف المشرفة التي اتخذتها إزاء مصر وشعبها".
وأوضح بيان رئاسي مصري بعد الجلسة الأولى، أن الجانبين أكدا "حرصهما على أن تُشكل هذه الزيارة نقلة نوعية في العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وأن تدعم أواصر التعاون الثنائي في جميع المجالات بما يساهم في تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي يتعرض لها الوطن العربي في الوقت الراهن".
وأكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز اعتزازه بعلاقة بلاده مع مصر، مشيرًا إلى أن لمصر وشعبها مكانة خاصة. وقال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء الخميس، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" : "لمصر في نفسي مكانة خاصة، ونحن في المملكة نعتز بها، وبعلاقتنا الاستراتيجية المهمة للعالمين العربي والإسلامي، حفظ الله مصر، وحفظ شعبها".
وكان الرئيس المصري قد رحب بالعاهل السعودي على تويتر قائلًا: "أرحب بأخي جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين على أرض وطنه الثاني".
ونوّه سفير المملكة العربية السعودية في القاهرة أحمد عبد العزيز قطان، بقوة العلاقات بين مصر والسعودية، التي وصفها بـ "الكيان الواحد". وكتب قطان فى تدوينة له على حسابه على موقع "تويتر"، بالتزامن مع زيارة خادم الحرمين الشريفين: "المملكة ومصر كيان واحد، شعب واحد، إرادة وعزيمة واحدة".
وأكدت وزيرة التعاون الدولي سحر نصر، أن العلاقات الاستراتيجية المصرية- السعودية تخطت مرحلة التفاهم السياسي والدعم٬ لتتحول في الفترة الراهنة إلى تنفيذ برامج تنموية ومشاريع اقتصادية تعود بالنفع على البلدين٬ ونوهت إلى أن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى القاهرة ستعطي دفعة كبيرة للتعاون على جميع المستويات.
وأكدت نصر حرص الرئيس السيسي على تعزيز وتطوير هذه العلاقات التي أخذت ثلاثة محاور أساسية، تضاف إلى البعد السياسي، وهي تبادل اقتصادي٬ وثقافي٬ وأيضاً تعليمي.
وأوضحت الوزيرة أن الجانبين السعودي والمصري سيوقعان على عدد من الاتفاقيات المهمة في مختلف المجالات خلال الزيارة، وأن اجتماعات المجلس التنسيقي المصري- السعودي ستتواصل خلال الفترة المقبلة لمتابعة تفعيل مذكرات التفاهم التي تم توقيعها٬ ومنها الخاصة ببرنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء.
وأضافت نصر "لطالما ظلت العلاقة بين مصر والسعودية علاقة استراتيجية على جميع المستويات؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكن على مدار السنوات الأخيرة نمت تلك العلاقة، في ضوء حرص البلدين على تعزيزها٬ وتحولت العلاقة المتميزة والتفاهم السياسي بين البلدين إلى برامج تنموية ومشاريع استثمارية تعود بالنفع على كليهما".
وحول الاتفاقات والتفاهمات المزمع توقيعها، قالت وزيرة التعاون الدولي إنه من المنتظر أن يتم خلال الزيارة التوقيع على الكثير من الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي تم التوصل إليها خلال اجتماعات مجلس التنسيق المصري- السعودي التي عقدت خلال الفترة الماضية بالتناوب بين القاهرة والرياض٬ حيث عقد آخر اجتماع في 20 آذار / مارس الماضي، وذلك في مجالات منع الازدواج الضريبي٬ والزراعة٬ والاستخدامات السلمية للطاقة النووية٬ والكهرباء٬ والإسكان٬ والتربية والتعليم٬ والعمل٬ والنقل البحري والموانئ٬ والثقافة٬ والإذاعة والتلفزيون٬ فضلاً عن اتفاقات المشاريع المتضمنة في برنامج الملك سلمان لتنمية شبه جزيرة سيناء٬ بإجمالي 5 ,1 بليون دولار٬ واتفاق قرض بشأن مشروع محطة كهرباء غرب القاهرة٬ واتفاق قرض بشأن مشروع مستشفى قصر العيني، واتفاق لتمويل توريد مشتقات بترولية بين الصندوق السعودي للتنمية والهيئة المصرية العامة للبترول وشركة أرامكو السعودية لتجارة المنتجات البترولية٬ لمدة 5 سنوات٬ ومذكرة تفاهم لتشجيع الاستثمارات السعودية في مصر بين وزارة الاستثمار المصرية وصندوق الاستثمارات العامة السعودي واتفاق تمويل توريد مشتقات بترولية لمدة ثلاثة أشهر٬ واتفاق لتمويل توريد مشتقات الغاز الطبيعي بقيمة 250 مليون دولار.
ولفتت إلى أن الدعم الذي قدمته السعودية إلى مصر خلال السنوات الأخيرة يدل على حجم العلاقة الوطيدة بينهما والوقوف في الشدائد، فعقب 30 حزيران / يونيو 2013 قدمت السعودية لمصر 5 بلايين دولار (منها بليونا دولار وديعة لدى البنك المركزي٬ وبليونا دولار لوزارة البترول٬ وبليون لدعم الموازنة العامة للدولة)، ثم عقب المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، قدمت المملكة حزمة تمويلية قدرها 4 بلايين دولار (منها بليون دولار وديعة في البنك المركزي٬ و3 بلايين دولار مشروعات تنفذ من خلال الصندوق السعودي للتنمية٬ وخط ائتمان)٬ بالإضافة إلى المنحة التي أعلن عنها خادم الحرمين للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
أرسل تعليقك