توقع وكيل وزارة الثقافة في غزة والمحلل السياسي مصطفى الصواف انفراج قريب في قضية تبادل الأسرى بين حركة "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، لافتًا إلى أنّ البشرَيات ستسبق يوم الأسير الفلسطيني خاصةً وأن الأمر استقر لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي بدأ بتحريك المياه الراكدة واللجوء إلى وسطاء ألمان حسب ما تداولته بعض المصادر الإعلامية.
وأكد الصواف والمقرب من حركة "حماس" في قطاع غزة في تصريح صحافي أنّ ما يفسر حراك المخابرات المصرية واللواء رأفت شحادة للتواصل مع حركة حماس على أمل أن يقود هو عملية التبادل الجديدة.
ونصح الصواف المقاومة الفلسطينية بضرورة العمل على عدم تقديم أي معلومة مجانية لأن أي معلومة سيدفع العدو ثمنها ولابد أن يسبقها الإفراج عن المحررين في صفقة وفاء الأحرار وأن لا ينسوا أن المطلب الأول يجب أن يكون الإفراج عن الأسيرات فيما لو كان هناك حراك في هذا الملف.
وأضاف "أن نتعلم من صفقة وفاء الأحرار بمعنى أن لا نبقى في تفاوض مفتوح مع الاحتلال يستمر لأربعة أو خمسة أعوام فهذه المرحلة تم تجاوزها في ظل الثبات الذي أبداه فريق التفاوض في صفقة شاليط"
وشدد الصواف على تجربة التفاوض الأولى التي شكلت مدرسة جديدة في التفاوض مع العدو والتي كانت أكثر من رائعة رغم ما شابها من بعض الثغرات التي يمكن تلاشيها في أي صفقة قادمة والعمل وفق قاعدة وفقه الموازنات والأولويات وفقه المصالح مع إمكانية التفاوض على الآليات والتفاصيل والثبات على الاستراتيجية والأهداف التي رُسمت.
وفي وقت سابق قالت مصادر إعلامية أن أطرافًا دوليّة بدأت عقد صفقة تبادل أسرى جديدة، بين إسرائيل وحركة "حماس"، تحمل اسم صفقة شاؤول أرون، وهو الجندي الإسرائيلي الذي أعلنت كتائب "عز الدين القسام" عن أسره أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
ورجّحت مصادر فلسطينية أن بداية المفاوضات ستكون في الفترة القريبة، نظرًا إلى التطورات الجديدة في الملف، فيما تشير المعلومات إلى أنَّ بعض الأطراف الدولية تتحرك في القضية بطلب إسرائيلي، بهدف جس نبض المقاومة الفلسطينية بشأن ملف الأسرى.
من جهة أخرى، تسعى عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة شاؤول أرون لتحريك المفاوضات مع المقاومة، بغية الإفراج عن ابنهم الذي أسرته المقاومة شرق مدينة غزة.
وهدفت العائلة من زيارتها للجهات الدولية في إسرائيل إلى تحريك ملف ابنها حيث التقت، الثلاثاء الماضي، مع مسؤولين في منظمة الصليب الأحمر الدولية للتحرك العاجل والطلب من "حماس" معرفة مصير ابنها.
ورجح خبير ومختص في شؤون الأسرى أن يكون كشف الدولة العبرية عن دفنها لـ 19جثة لفلسطينيين استشهدوا خلال الحرب الأخيرة على غزة هي مبادرة من تل أبيب لفتح ملف التفاوض حول جنودها المفقودين في غزة.
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية كشفت الأربعاء عن أن الجيش الإسرائيلي يحتجز 19جثة تعود لفلسطينيين من قطاع غزة استشهدوا خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة قبل تسعة أشهر، وذلك حسب بيانات وزارة الأمن الإسرائيلية.
وأوضح المختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة أن إعلان الاحتلال دفنه 19 جثة لفلسطينيين قضوا خلال الحرب الأخيرة على غزة يأتي بعد أيام من طلب تل أبيب رسميًا من تركيا وبعض الأطراف الأوروبية التدخل لمطالبة حركة "حماس" ببدء المفاوضات حول مصير جنودها المفقودين في غزة.
وأشار فروانة إلى أن تشدد حركة "حماس"، حول عدم بدء أي حراك في هذا الملف قبل أن يتم الإفراج عن الأسرى الذين أفرج عنهم في صفقة شاليط قد يعيق التحرك في هذا الملف.
وأضاف "يجب على حركة "حماس" أن تتعلم من أخطائها السابقة إن كان هناك ثغرات في صفقة شاليط، وستخلص العبر في كل ما له علاقة بأي صفقة مقبلة، بحيث تكون هناك ضمانات واضحة بأن من يتم الإفراج عنه لا يتم اعتقاله لاحقًا كما حصل مع عدد كبير ممن أفرج عنهم في صفقة شاليط".
واعتبر أن حديث الاحتلال عن أن مفاوضاته ستكون على جثامين جنوده قد يطيل أمد المفاوضات، مشيرًا إلى أن التفاوض حول شاليط استمر قرابة خمسة أعوام ومر بعدة مراحل.
وكانت حركة "حماس" قد أعلنت أن لديها جنود إسرائيليين تم أسرهم خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة ، معلنةً أحدهم وهو الجندي شاؤول آرون الذي تم أسره في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في العشرين من تموز/يوليو الماضي أي بعد أسبوعين من بدء الحرب على غزة.
أرسل تعليقك