غزة – محمد حبيب
دخل إضراب الأسير خضر عدنان عن الطعام شهره الثاني في ظل إصراره على تحقيق هدفه بإنهاء اعتقاله الإداري، وتسليط الضوء على ذلك القانون الجائر الذي يعدم أعمار الأسرى الفلسطينيين، ومحاولات إدارة السجون الالتفاف على إضرابه، ومنع توسيعه بانضمام أعداد جديدة من الأسرى إلى الإضراب.
وأوضح الناطق الإعلامي لمركز "أسرى فلسطين" رياض الأشقر، أن الأسير عدنان يعتبر رمزًا من رموز الأسرى، وأنه كان المبادر الأول والسباق لخوض إضراب فردي عن الطعام ضد الاعتقال الإداري استمر 66 يومًا متتالية نال بعدها حريته، ليعاد اعتقاله مرة أخرى ويخضع للاعتقال الإداري المتجدد، ليعاود الكرة مرة أخرى بخوض إضراب مفتوح يدخل شهره الثاني.
وأضاف الأشقر أن الاحتلال يسعى بكل الطرق ويمارس شتى أنواع الضغط والتطرف على الأسير عدنان من أجل وقف إضرابه، لأنه يخشى في حالة استمراره من تصاعد ظاهرة الإضرابات الفردية مرة أخرى بعد أن تقلصت بشكل كبير جدًا بعد الإضراب الجماعي الذي خاضه الأسرى الإداريون العام الماضي، ولم يتكلل بالنجاح.
وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال يحاول حتى اللحظة أن يتظاهر بالتجاهل واللامبالاة لإضراب عدنان، بينما في الجلسات المغلقة يعمل ألف حساب لهذا الإضراب، نظرًا لرمزية الأسير المضرب، وخشيته من أن يتعرض للأذى، وبالتالي قد تتفجر الأوضاع في السجون بشكل غير مسبوق، وخصوصًا أن هناك توتر متصاعد داخل السجون بسبب إجراءات الاحتلال القمعية بحق الأسرى ونقل قيادات الحركة الأسيرة دون سابق إنذار بخلاف ما اتفق عليه مع الأسرى.
وأفاد أن الأسير عدنان مع شهره الثاني يقترب من الخطر أكثر وتتراجع صحته، حيث أصبح الآن لا يقوى على الحركة بالكامل، كما بدء شعره بالتساقط، إضافة إلى مظاهر الإعياء الأخرى البادية عليه بشكل واضح، الأمر الذي يدعو إلى القلق على حياته.
وأبدى الشيخ عدنان تصميمه على الاستمرار في الإضراب المفتوح عن الطعام، حتى يخرج منتصرًا أو يلقى الشهادة، لذلك فهو يرفض إجراء فحوصات طبية، ويرفض تلقي المدعمات، كما يرفض أنصاف الحلول التي تطرحها إدارة السجون عليه بين الحين والآخر كالاتصال بعائلته أو تحسين اعتقاله.
واستغرب الأشقر من ضعف التضامن الشعبي والرسمي مع إضراب الأسير عدنان، محذرًا بأن هذا التراجع يؤدى إلى تغول إدارة السجون على الأسير وتجاهل مطالبة، أو على الأقل إطالة عمر الإضراب مما يشكل خطورة على الأسير.
ويعد الأسير عدنان معتقلًا لدى الاحتلال منذ الثامن من تموز / يوليو 2014، وصدر ضده أمر بالاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر، وتم تجديدها لمرة ثانية في السابع من كانون الثاني / يناير 2015 أضرب على إثرها لمدة أسبوع بشكل تحذيري، فقامت سلطات الاحتلال بتثبيت الحكم لمدة أربعة أشهر، وتم تجديدها للمرة الثالثة في الخامس من أيار / مايو 2015 فأعلن الإضراب المفتوح عن الطعام ضد الاعتقال الإداري، بينما ينتظر أطفاله الستة معالي (6 أعوام) وبيسان (5 أعوام) وعبد الرحمن (3 أعوام) والتوائم الثلاثة حمزة وعلي ومحمد، أن ينتصر والدهم ويخرج سيرًا على الأقدام لا محملًا على الأكتاف.
أرسل تعليقك