استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ظهر الخميس 24 آذار/ مارس، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية ناصر جودة ونقل جودة تحيات عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني بن الحسين للرئيس عباس، ودعمه للجهود الفلسطينية في المجالات كافة وأشار الرئيس الفلسطيني إلى السعي الحثيث للذهاب إلى مجلس الأمن الدولي بخصوص وقف الاستيطان، والدعم الفلسطيني والعربي للأفكار الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام تنبثق عنه آلية حل للصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي.
وتحدث الوزير الضيف، عن جهود الأردن لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة، خصوصا في المسجد الأقصى المبارك، والتمسك بـ"الستاتيكو" التاريخي، وكذلك مسألة وضع كاميرات مراقبة حية لكشف الاعتداءات والتجاوزات الإسرائيلية في باحات الأقصى والحرم الشريف.
بدوره أكد الرئيس عباس وضوح الموقف الفلسطيني بالموافقة على ما يوافق عليه الأردن بهذا الخصوص، لا سيما أن المقدسات تحت الوصاية الأردنية إلى أن يتم تحرير القدس وإقامة الدولة الفلسطينية كما حمل الرئيس الفلسطيني، الوزير الأردني الضيف، تحياته إلى الملك عبد الله الثاني وتقديره لكل الجهود الأردنية الداعمة لاسترجاع الحقوق الفلسطينية.
من جانبه قال وزير الخارجية الأردني عقب اللقاء، إن هذه الزيارة جزء من التواصل والتنسيق والتشاور المستمر بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة فلسطين، وبين الملك عبد الله الثاني وأخيه الرئيس محمود عباس.
وأضاف: نقلت تحيات الملك إلى الرئيس عباس، وتعازيه الحارة بضحايا حادث المعتمرين الفلسطينيين قبل أيام في الأردن، وكذلك حرص الملك عبد الله الثاني على دوام التنسيق بين البلدين لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، خصوصا في ظل هذه الظروف الدقيقة التي نرى فيها جمودا في التحرك الدولي نحو القضية الفلسطينية، ولتأكيد أهميتها ومركزيتها، وهذا هو موقف الملك والأردن مهما حصل من أحداث في المنطقة ومهما كانت خطورتها.
وتابع جودة: ستبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية والمصدر الأساس لعدم الاستقرار في المنطقة، ونحن نؤمن بأن حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية، وحل كل قضايا الوضع النهائي، لتوفير الأمن والأمان لجميع دول وشعوب المنطقة.
وقال الوزير الأردني: كذلك جرى الحديث مع الرئيس عباس حول كل القضايا بشكل شامل ومعمق، فقد تطرقنا إلى الجهود الدولية والأفكار المطروحة الخاصة لتحريك العملية السياسية على المسار الفلسطيني.
وأضاف: نلمس اهتماما بالغا بالقضية الفلسطينية عندما نتحدث مع قادة العالم، ولكن هناك قضايا أخرى تشغل بالهم، علما بأن الملك عبد الله الثاني الذي كان أخيرا في زيارة للاتحاد الأوروبي، ركز على التطرف والإرهاب ومحاربتهما، ولكنه أكد أن الأهم هو معالجة جذور النزاعات في المنطقة التي تؤدي إلى الإرهاب والتطرف، وأهمها حل القضية الفلسطينية.
وأشار جودة، إلى أن الأردن وبصفته وصيا على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، فإنه يتصدى للانتهاكات الإسرائيلية كافة في كل المحافل الدولية، واستطعنا إدخال مصطلح "الحرم القدسي الشريف" في مجلس الأمن الدولي، وكذلك في اليونسكو، بالتنسيق مع الأشقاء في فلسطين.
وحول تركيب كاميرات مراقبة في الحرم القدسي الشريف، قال جودة إنها مبادرة أردنية الهدف منها كشف كل الانتهاكات أو الإساءة للأماكن المقدسة، لا سيما أن هذه الكاميرات تم اختيارها أردنيا خارج المباني وحول الأسوار وفي الساحات، لتبث مباشرة ليرى العالم بأسره أي انتهاك يحدث على أرض الواقع.
وأضاف: الرئيس عباس أكد دعمه ودعم القيادة الفلسطينية للمبادرة الأردنية التي تحاول إسرائيل عرقلتها بأي شكل من الأشكال، لكننا مصرون على هذه الإجراءات لحماية الأقصى والمصلين من أي انتهاك أو إساءة لحرمته.
بدوره، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، نثمن ما يقوم به الملك عبد الله الثاني والأردن الشقيق في سبيل دعم القضية الفلسطينية، والزيارة اليوم تؤكد مدى حرص الملك على التضامن والوقوف بجانب الرئيس عباس في وجه العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني.
وأردف: جرى الحديث عن المؤتمر الدولي والأفكار الفرنسية ومجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار حول وقف الاستيطان، والقضايا المتعلقة بالوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة.
وأشار عريقات، إلى أن التنسيق المشترك بين البلدين على أعلى مستوى وفي كل المجالات، والأردن يؤدي دورا رئيسا في ترسيخ فكرة أن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية هو المدخل لإنهاء العنف والتطرف، وتوفير الأمن والأمان للجميع
أرسل تعليقك