دمش نورا خوام
ارتفع إلى 46 شخصًا عدد قتلى التفجيرين العنيفين اللذين استهدفا حي الزهراء، في محافظة حمص، وسط سورية، صباح الأحد، بينما سقط 29 جريحًا بعضهم بإصابات حرجة.
ومن بين جموع الضحايا ما لا يقل عن 28 مدنيًّا، فيما لا تُعلم هوية البقية فيما إذا كانوا مدنيين أم من عناصر اللجان الشعبية أم من المسلحين الموالين للقوات الحكومية، ولا يزال عددهم مرشحًا للارتفاع؛ لوجود عشرات الجرحى بينهم كثيرون إصاباتهم حرجة.
وأكد محافظ حمص، طلال البرازي، في حديث مع وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أن عدد ضحايا التفجير المتطرف المزدوج ارتفع الى 32 شخصًا، بعدما أفاد لوكالة "فرانس برس" بمقتل 17 شخصًا في التفجيرين وسقوط 29 جريحًا بعضهم بإصابات حرجة.
وأضاف البرازي أن التفجير استهدف شارع الستين الذي يفصل حي الزهراء عن حي الأرمن ويستخدم محليًّا للسيارات العابرة باتجاه السلمية وحلب، وأن معظم الأضرار طالت السيارات العابرة، كما عزا ارتفاع عدد الضحايا بسبب وقوع الانفجار في ساعة الذروة التي تشهد حركة كبيرة للعمال والطلاب.
واعتبر المحافظ التفجيرين استهدافًا للجبهة الداخلية في حمص، التي شهدت خلال العام الماضي حالة من التعافي وعادت الحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى طبيعتها، لافتًا إلى أن الانفجارات تكررت في المنطقة ذاتها، لكنها لم تدخل الأحياء، وأن التفجيرات جاءت ردًا على المصالحات التي جرت في حمص والانتصارات الميدانية التي تحرزها القوات الحكومية، لاسيما في بلدة مهين ومحيط القريتين في ريف حمص.
وبثّ التلفزيون السوري صورًا لمكان التفجير في حي الزهراء، تظهر عددًا من السيارات المحترقة وأعمدة من الدخان الأسود إثر حريق المباني والمخازن التجارية، كما أظهرت الصور رجال الإطفاء وهم يحاولون إخماد الحريق وسط حطام متناثرة ناجمة عن الانفجار، بينما حاولت قوات الأمن إسعاف الجرحى بمساعدة المدنيين، بينما دانت الحكومة السورية التفجير في بيان نقلته وكالة "سانا"، وجاء فيه أن "هذه التفجيرات المتطرفة تهدف إلى قتل إرادة العمل والعطاء والإنتاج لدى أبناء الشعب السوري، والشعب السوري حريص على تجاوز تداعيات الحرب المتطرفة وإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية".
وشهد الحي، الشهر الماضي، تفجيرين انتحاريين استهدفا نقطة تفتيش للجيش السوري وأسفرا عن مقتل 22 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح، تبناه تنظيم "داعش" المتطرف، كما تعرضت أحياءً عدة في مدينة حمص لتفجيرات في وقت سابق تبنت بعضها جبهة النصرة "ذراع القاعدة في سورية"، كان أعنفها تفجير استهدف مدرسة في أيار/مايو 2014 أسفر عن مقتل نحو 100 شخص غالبيتهم من الطلاب.
وتسيطر القوات الحكومية على مدينة حمص بشكل شبه كامل منذ أيار/مايو 2014، بعد خروج مقاتلي المعارضة المسلحة من أحياء حمص القديمة إثر حصار خانق تسبب في مجاعة ووفيات، وبدأ الشهر الماضي تنفيذ اتفاق بين الفصائل المقاتلة والقوات الحكومية خرج بموجبه نحو 300 مقاتل معارض من حي الوعر، آخر مناطق سيطرة الفصائل في المدينة المحاصرة أيضًا، وأدخلت مساعدات غذائية إلى المحاصرين في الحي، على أن يستكمل تنفيذ الاتفاق على مراحل لجهة تسوية أوضاع المقاتلين وفكّ الحصار نهائيًّا.
أرسل تعليقك