القاهرة- أكرم علي
أكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، على أنّ القضية السورية حظيت بنقاش كبير في الجامعة العربية بعد الضربات التي تعرّضت لها مِن الثلاثي الأميركي الفرنسي والبريطاني، وإن القضية الفلسطينية تصدرت أيضا أعمال القمة العربية التي شهدتها مدينة الظهران السعودية.
وأوضح السفير محمد العرابي، خلال حوار له مع "فلسطين اليوم"، أن الضربات العسكرية على سورية كانت هزيلة وذلك لحفظ ماء الوجه بعد التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ردا على الاتهامات الموجهة لسورية بشأن استخدامها الأسلحة الكيمائية، وشدد العرابي على الأخطر في ما يتعلق بالضربة العسكرية التي وُجهت إلى سورية، هو انسياق كل من بريطانيا وفرنسا خلف عمل عسكري دون انتظار نتائج التحقيقات بشأن مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية في دوما السورية.
وبشأن الموقف المصري من الأحداث في سورية، أكد وزير الخارجية الأسبق أن مصر هي العمود الفقري للموقف العربي، وإن مصر أخذت موقفا متوازنا وكان لديها حرص كبير على أن لا يعاني الشعب السوري مرارا بعد 6 أعوام من الحرب، مشيرا إلى أن هناك قدرا من التوافق بين الدول العربية بشأن القضايا العربية والتي طرحت خلال القمة العربية.
وأشار وزير الخارجية المصري الأسبق إلى أن التصعيد الذي شهدته سورية مؤخرا، ألقى بظلاله على طاولة حوار القادة العرب، إذ إن الموقف المصري تجاه الأوضاع السورية يعد بمثابة نموذج يتم السير عليه في الموقف العربي بشأن تلك القضية، لافتًا إلى أنه موقف متوازن، ويخاطب كل أطراف الموقف، والتي أكدت فيه مصر أنها لا تستشعر أن مثل هذه العمليات العسكرية قد تحسم الموقف العسكري على الأرض، كما يجرم استخدام كل الأسلحة المحرمة هناك في الوقت نفسه.
وبشأن التباين في وجهات النظر بين مصر والسعودية في ما يخصّ التصعيد في سورية هو تباين طبيعي تكرر في مواقف مماثلة سابقًا، إلا أن مصر تدعم دائما الحلول السياسية، ورفض أي حل من شأنه وقوع أي خسائر بشرية، مؤكدا أن القمة العربية ليس لها يد في وضع حلول بعينها للأزمة السورية، مؤكدًا على أن الوضع هناك أصبح في يد الأطراف الفاعلة على الأرض.
ودعا وزير الخارجية الأسبق إلى ضرورة تجاوز القمة العربية التباين في وجهات النظر بشأن سورية للتوصل إلى وفاق يؤدي في النهاية للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مؤكدا أن موضوع الأزمة السورية وصل إلى حد كبير من التعقيد، لتدخل عدد من الأطراف الخارجية على خط الأزمة.
ورحّب العرابي بإعلان العاهل السعودي عن تبرعه بـ200 مليون جنيه لتعزيز موقف القضية الفلسطينية من خلال دعم الأوقاف الفلسطينية والأونروا وذلك بعد وقف التمويل الأميركي مؤخرا بعد قرار نقل السفارة الأميركية للقدس، وذلك من أجل تعزيز الوضع خلال الفترة المقبلة في ظل تراجع المساعدات المقدمة للشعب الفلسطيني وتراجع عدد من الدول الأوروبية عن ذلك بعد قرار الولايات المتحدة.
أرسل تعليقك