غزة ـ محمد حبيب
حذر عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع، من مخاطر وتداعيات إجراءات الاحتلال الإسرائيلي للبدء الفعلي بتقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيًّا ومكانيًّا، كما حصل في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل.
ولفت قريع في بيان صحافي له، اليوم الخميس، إلى أن المخطط الإسرائيلي التهويدي الذي جرى الإفصاح عنه خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية مؤخراً، "أن الاحتلال يجد في ظروف المنطقة فرصة مناسبة لحسم التقسيم المكاني للأقصى وتنفيذ مشروعه، الذي شرع به فعليًّا، وصولًا إلى الهدف الاستراتيجي المتمثل في السيطرة على كامل المسجد وبناء "الهيكل" المزعوم، مكانه.
ورفض ما يجري في المسجد الأقصى المبارك خاصة في هذه الأيام من انتهاكات فظة واعتداءات صارخة بحق المصلين، لاسيما النساء وإغلاق المسجد الأقصى لفترات طويلة وتطويقه والاعتداء على كل من يحاول دخول باحاته من المسلمين لأداء الصلاة فيه، بالإضافة إلى تنفيذ مخطط التقسيم الزماني وتحديد حصة زمنية محددة للمسلمين في المسجد، لأداء صلواتهم وعباداتهم، في المقابل تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفتح المجال لقطعان المستوطنين واليهود المتطرفين بدخول باحات المسجد الأقصى المبارك وتدنيسها بحرية مطلقة وتحت حراسة أمنية مشددة، وهو ما يشير إلى أن الأوضاع في المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك على وجه الخصوص في غاية الخطورة والدقة ولا تحتمل السكوت على هذه الجرائم والتمادي والعبث الإسرائيلي بحق أولى القبلتين.
كما رفض رئيس دائرة شؤون القدس، قرار وزير الجيش الإسرائيلي موشي يعلون، باعتبار المرابطين في المسجد الأقصى المبارك وطلبة مصاطب العلم مجموعات "خارجة عن القانون"، واصفًا ذلك بالعنصرية والسياسة الإرهابية التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن القانون الدولي يكفل حق العبادة والمعتقد، مما يشير إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تضرب القانون الدولي بعرض الحائط وتتحدى المجتمع الدولي بكل وقاحة.
وأضاف "أن هذا القرار هو تحدٍّ للمسلمين في كافة أرجاء العالم وهو يسيء للإسلام والمسلمين بالدرجة الأولى، لأن هؤلاء المرابطين من المؤمنين المسلمين يمارسون عبادتهم وهذا شأن ديني وحق ولا يمكن بأي حال من الأحوال حرمانهم منه، وبالتالي فإن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تحول الصراع من صراع سياسي إلى صراع ديني، وهي التي تتحمل كامل المسؤولية عن هذه الممارسات الاحتلالية.
وناشد قريع، الأمة العربية والإسلامية والمجتمع الدولي أن تقف بحزم مع شعب فلسطين الصامد، ومع المقدسيين والمؤمنين الذين يتصدون بإيمانهم وبصدورهم العارية لهذا العدوان الإجرامي الذي يستهدف المسجد الأقصى المبارك الذي يقف شامخًا متحديًّا هذه الإجراءات والممارسات الإسرائيلية العدوانية.
أرسل تعليقك