واشنطن - رولا عيسى
مكملات زيت السمك الغذائية تعد الآن ثالث أكثر مكمل غذائي استخدامًا في الولايات المتحدة، وذلك بعد الفيتامينات والمعادن.
ووفقًا لتقرير صدر أخيرًا من المعاهد الوطنية للصحة، فإن أكثر من 10% من الأميركيين يستخدمون مكملات زيت السمك بصورة منتظمة بسبب الاعتقاد بأن الأحماض الدهنية وأوميغا ثري يمكن أن تحمي الصحة القلبية.
جاء ذلك بالرغم من نشر عشرات الدراسات في الفترة بين العام 2005 إلى العام 2012 عن دور زيت السمك في منع مشاكل القلب والأوعية الدموية، وأشارت جميعها ماعدا اثنتين إلى عدم وجود فائدة كبيرة لمكملات زيت السمك في هذا المجال، وفقًا لـ"نيويورك تايمز".
لكن مبيعات مكملات زيت السمك تضاعفت في هذه الفترة ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن في جميع أنحاء العالم، وفقًا لتصريحات أندرو غراي، أستاذ مساعد في كلية الطب في جامعة أوكلاند في نيوزيلندا.
ومن الناحية النظرية توجد أسباب منطقية تشير إلى أن زيت السمك يحسن الصحة القلبية والأوعية، لكنها لم تترجم إلى فوائد ملحوظة في معظم التجارب السريرية الكبيرة.
وتوصلت الكثير من الدراسات في التسعينات، بما في ذلك دراسة إيطالية أفادت بأن معدل الوفاة تراجع بالنسبة للناجين من النوبات القلبية، الذين تناولوا مكملات زيت السمك يوميًا، بالمقارنة مع المرضى الذين تناولوا فيتامين E.
ودفعت هذه النتائج جماعات مثل جمعية القلب الأميركية لتأييد فائدة زيت السمك وشجعت مرضى القلب على تناول المزيد من أوميغا ثري في وجباتهم الغذائية.
لكن الدكتور جياني توجنوني من معهد البحوث الدوائية في ميلانو أكد "أعتقد أن عصر زيت السمك كدواء انتهى الآن، أوائل الدراسات حدثت في عصور كان يتم فيها معالجة أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل مختلف جدًا عما هو عليه اليوم.
وحذر الباحثون من أن مكملات زيت السمك قد تكون خطيرة عندما يتم تناولها جنبًا إلى جنب مع أدوية السيولة، في حين يشجع الأطباء مرضاهم على تناول الأسماك مرتين أسبوعيًا بدلاً من التركيز على المكملات الغذائية.
أرسل تعليقك