بكين ـ مازن الأسدي
إقترب العالم الذي يطلق عليه في الصين إسم " دكتور فراكشتاين " من زرع أول رأس بشري ولم يعد يفصله عن ذلك سوى أسابيع قليلة , وكان الدكتور شاوبينغ صدم العالم في وقتٍ سابق من هذا العام، حين كشف عن أن فريقه أجري بنجاح عملية زرع رأس علي أحد القردة التي عاشت لمدة 20 ساعة. وفي أول تقرير من داخل المختبر السرّي الخاص به في الشمال المتجمد من الصين، كشفت صحيفة "ميل اون صنداي" عن أن الدكتور رين البالغ من العمر 55 عاماً، عمل على مئات من الحيوانات في سعيه إلي السبق والإنفراد في العالم. في حين أنه يتجاهل مقارنته في وسائل الإعلام الصينية الرسمية مع فرانكشتاين، لأنه ببساطة يؤدي عمله كعالم فقط .
وأكد الدكتور رين الذي عمل في الولايات المتحدة لمدة 15 عاماً على أن فريقه كان على وشك تحقيق إنجاز تاريخي، فهم يقتربون من الهدف وهو إجراء عملية زرع رأس إنسان، ولكن لا يمكن الجزم بأن ذلك سوف يحدث غداً، وإن كان لا يستبعد القيام بذلك في العام المقبل. وتقود الصين هذا العمل الرائع من خلال توفير التمويل اللازم حتي تصبح الرائدة على مستوي العالم في مجال العلوم. كما أمر الرئيس شي جين بينغ العلماء بالإبتكار في دورهم لتحقيق ما أسماه بالحلم الصيني.
ومن المتوقع أن يجري دكتور رين العملية علي الروسية فاليري سبيريدونوف البالغة من العمر 31 عاماً وتعاني من ضمور حاد في العضلات. وذكر بأن زرع الرأس البشري سوف يفتح آفاقاً جديدة في العلوم، في الوقت الذي يتحدث فيه بعض الأشخاص عن أنها آخر الحدود في الطب. فهو موضوع شديد الحساسية ومثير للجدل للغاية، ولكن إذا كان في الإمكان ترجمته إلى الممارسة السريرية، فربما حينها يساعد في إنقاذ الكثير من الأرواح.
وامتنع دكتور رين عن الإفصاح عن عدد الجثث البشرية والخنازير والفئران أو القردة التي خضعت لإجراء عملية زرع من جانب فريقه، ولكنه قال بأن عمله يتمثل في القدرة على إنقاذ حياة المرضى بالشلل من العنق إلى أسفل، وكذلك مرضى السرطان فضلاً عن هؤلاء الذين يعانون من فشل في وظائف العديد من الأعضاء في الجسم. ويحتاج المجتمع إلي التغلب علي النفور من هذه الفكرة بحسب ما زعم دكتور رين، حيث يتجه العديد من الأشخاص إلي القول بأن عملية زرع رأس بشرية هي عمل غير أخلاقي، ولكنه يرى بأن جوهر الشخص يكمن في الدماغ وليس الجسد الذي يعد مجرد عضو.
ويقع معمل دكتور رين علي مشارف مدينة نائية، تصل فيها درجات الحرارة في الشتاء إلي 38 درجة مئوية تحت الصفر. وتتزين الجدران بلوحات خاصة بأبحاث زرع الرأس، بما في ذلك واحدة من العمليات المروعة التي أجريت في الجامعة خلال فترة الخمسينيات علي عنق أحد الكلاب. وعاد دكتور رين الذي ولد في هاربين Harbin إلي الصين في عام 2012، عقب قضاء 15 عاماً في الدراسة و العمل في الولايات المتحدة الأمريكية، تاركاً زوجته و بناته وراءه وتخلى عن وظيفة في جامعة سينسيناتي Cincinnati لتحقيق حلمه.
وقدمت الحكومة الصينية دعماً مبدئياً بقيمة مليون جنيه إسترليني، لتجهيز المختبر بإستخدام أحدث الأجهزة العالمية، وإعطاء المنح السنوية الحالية
للدكتور رين وفريقه من أكثر من 20 متخصصاً. وقاموا بإجراء العمليات على ألف من الفئران، كانت في بعض الأحيان عبر زرع رأس فأر اسود على جسم لفأر أبيض، ولكن لم ينج أي منهم أكثر من يومٍ واحد. وذكر دكتور رين بأن الحيوانات الصغيرة تختلف عن البشر، بينما القردة هي الأقرب إلى البشر في علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء ولكنها مكلفة للغاية، ولا يستطيعون إستخدامها في كثيرٍ من الأحيان. وبحسب ما يقول، فإن عملية زرع على القرد تستغرق 20 ساعة، فيما يتوقع إستغراق عملية زرع رأس بشري ما بين 30 إلي 40 ساعة.
وأعرب النقاد عن قلقهم حيال مصادر الجثث في الصين، حيث جري في السنوات الأخيرة الحصول علي أعضاء السجناء بلا رحمة من الذين تم إعدامهم من أجل جراحة الزرع. فيما أصر الدكتور رين علي أنه غير مهتم بشأن الأخلاق، ولكن ما يهمه فقط هو جعل إجراء الجراحة ممكناً. كما رفض أيضاً المخاوف من جمعيات الرفق بالحيوان على أسلوبه في استخدام القردة، لأنهم يستخدمونها كجزء مهم من المشروع كما يحدث في أي جامعة.
وكشف دكتور رين عن أن الحيوانات تخضع للدراسة كل يوم تقريباً من جانب فريقه، ولكنها حصلت على نفس مستويات التخدير مثل تلك التي يحصل عليها الإنسان عند خضوعة للجراحة، ومن ثم لا يتركها الفريق تعاني، داعياً إلي مزيد من الدعم لعمله من الجمهور.
أرسل تعليقك