القاهرة - شيماء مكاوي
كشفت اختصاصية العلاقات الأسرية الدكتورة رشا عطية، أن الأم بأسلوب تربيتها الخاطئة تقتل أبنائها، وأنه يجب عليها إتباع أسلوب صحيح في تربيتهم.
وأفادت عطية في حديث لـ "فلسطين اليوم" حول تربية الأبناء: "القتل هنا لا يقصد به القتل الجسدي، إنما القتل النفسي والمعنوي بأسلوب التربية الخاطئة، وهناك كثير من تلك الأساليب الخاطئة التي يكون أثرها على الطفل أقوى من السكين، ومنها التربية بأسلوب القسوة والعنف اللفظي وهو إيذاء الطفل لفظيًا على اعتبار أنها إحدى وسائل العقاب له مثل الدعاء على الطفل، والتخويف والتهديد، واستخدام اللغة السوقية والانتقاد المستمر للطفل والضرب بشدة والتأنيب المستمر مع الإشعار بالنقص والتدني".
وأضافت: "تلك الأساليب في التربية تخلق من طفلك طفلًا حساسًا جدًا حتى مع أبسط الأمور، طفلًا يميل إلى عقاب نفسه على كل صغيرة وكبيرة مثل الإيذاء الجسدي بوعي، أيضًا يتلق طفلًا قلقًا ومترددًا جدًا، طفلًا جبانًا، طفلًا مكتئبًا".
وتابعت: "هناك دراسة تؤكد أن الأطفال الذين تعرضوا للعنف اللفظي، أصيبوا بالاكتئاب بحوالي ضعفي الأطفال الذين لم يتعرضوا للسباب والضرب وغيرها من تلك الأساليب الخاطئة، وكل تلك المشاكل كانت مجرد الأثر النفسي لتلك التربية الخاطئة".
وأوضحت دراسة أن الأثر الصحي والجسدي يتمثل في انخفاض مستوى الذكاء، حيث أكدت دراسة للدكتور مارتن تاتشر من جامعة "هارفارد"، ودراسة مقارنة نشرتها المجلة الأميركية للطب النفسي عن نقص المادة الرمادية في المخ "الخلايا العصبية" والتي لها علاقة بانخفاض مستوي الذكاء، وانخفاض القدرة على التحليل بحيث يصبح الطفل غير قادر على تحليل بعض الأمور وتكرار الأخطاء بنفس الطريقة.
وأظهرت الدراسات أن حوالي 60% ممن يتعرضون لتلك الأساليب من التربية يصيبهم الفشل الدراسي، وتبدأ الأم ملاحظة تلك الأمور في ضعفه في المواد التي تحتاج إلى تفكير مثال الرياضيات مثلًا.
وأردفت الدكتورة: "لكي أن تتخيلي أنك تربي طفلًا هكذا وتريدين منه أن يصبح أفضل الأطفال، وتتساءلين لماذا أصبح حادًا جدًا وسلوكه شاذ وهو مراهق، والإجابة ستجديها في طريقة التربية الخاطئة لهذا الشاب منذ طفولته".
وواصلت حديثها: "لعلاج آثار تلك التربية سريعًا علينا إعادة الثقة بالنفس للطفل بالتقرب منه وإشعاره بالمودة وبأنه من الضروري أن يفهم الخطأ والصواب حتى يتعلم ثم الاهتمام بتفهيمه الخطأ وضرره قبل توقيع العقوبة، وإذا أظهر ندمًا ووعد بأن لا يعود إلى هذا الخطأ تقبلي ذلك منه وقربيه منك وادمجيه في مجتمع الأخوة والأصدقاء وشجعيه على ذلك".
واختتمت الدكتورة نصائحها: "حاولي أن تجعلي البيت بيئة نظيفة من أية ألفاظ خارجه ومهينه سواء من الصغار أو الكبار، وافرضي غرامات على من يخالف، وابقي على هذا الأسلوب في التعامل بهدوء وصبر ورقي ستجدين تحولًا كبيرًا في نفسية الطفل وفي سلوكه وفي الجو الأسري بشكل عام".
أرسل تعليقك