القاهرة ـ فلسطين اليوم
اكتشف باحثون أنّه في أحد انواع الفاكهة التي نتناولها كلّ يوم، مواد كيميائيّة تحمي الخلايا الحيوية من أضرار النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، وذلك وفق دراسة أجريت على مجموعة من الفئران. ويأمل الباحثون من هنا، أن توفّر المواد الكيميائية نقطة انطلاق لتطوير العقاقير من طريق الحقن الجديد والتي يمكن استخدامها لحماية الخلايا من أضرار النوبات القلبية والسكتة الدماغية.
عند حصول النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، غالباً ما تحرم الجلطة الدماغ أو القلب من الأوكسيجين والدم، ممّا يتسبب بأضرار جسيمة، ويؤدي إلى موت الخليّة. ويزيد خطر هذه الاضرار عندما يتمّ إزالة الجلطة ويندفع الدم مرّة أخرى في القلب والدماغ. حتى الآن، لم يتضّح كيف يسبب تدفق الدم هذه الأضرار.
ولكن في دراسة نشرت في السادس من تشرين الثاني 2014 في الجريدة العلمية Nature من فريق من الباحثين من مجلس البحوث الطبيّة، وحدة الأحياء الميتوكوندريا، وحدة MRC للسرطان، وجامعة كامبريدج البريطانية، تبيّن أنّ سبب هذا الضرر، تراكم مادة كيميائية اسمها succinate. تظهر هذه المادة بشكل طبيعي في الجسم، عندما يتم تقسيم السكر والدهون للإفراج عن الطاقة المخزونة في الغذاء.
وتوضح الدراسة أنّ الـ succinate يتراكم بشكل غير طبيعي داخل العضو أو الخلايا في الجسم عندما يكون تدفّق الدم غير محدود. فعندما يعود تدفّق الدم، تتفاعل الكميّة الكبيرة من الـ succinate مع الأوكسيجين في حين يندفع الدم إلى الأنسجة المتعطشة للأوكسيجين.
وهذا ما يسببّ الإفراج عن الجزيئيات المدمرة التي تتفاعل مع خلايا العضو في الجسم وتعرّضه للتلف. بعد مرور أشهر وسنوات عن حصول النوبة القلبيّة، من الممكن لهذا الضرر أن يؤدي إلى ضعف عضلة القلب، ممّا يصعّب على الفرد عملية إنجاز واجباته اليومية أو نشاطاته اليومية كالاستحمام أو صعود السلالم.
من خلال قياس الباحثين مجموعة من المواد الكيميائية المختلفة في الأعضاء الحيوية قبل النوبة القلبية وبعدها من خلال تقنية تدعى metabolomics، تبيّن زيادة الـ succinate. وقد اكتشف الباحثون أنّه بإمكانهم التخفيف من تلف العضو من خلال إعطاء المواد الكيميائية التي تدعى malonate esters، عندما يتم استعادة تدفق الدم، إذ بإمكان الـ malonate esters الحدّ من تراكم الـ succinate والحدّ من انتاج الجزيئات المدمرة الناجمة عن ذلك. تتوافر هذه المواد في الفاكهة كالفراولة، العنب، التفاح وغيرها ولكن ليس بالكميّات الكبيرة المطلوبة لتلبية هذه الحاجة.
أرسل تعليقك