واشنطن ـ فلسطين اليوم
اعتدنا على الاعتقاد بأن الخلية في جسم الأنسان تصبح لدى بلوغها سن النضوج خلية مستقرة.
ولكن دكتور الأمراض العصبية في جامعة "جون هوبكنس" البروفيسور هون جون سونغ أعلن مؤخرا أن الدراسة التي أجراها تدل على أن بعض الخلايا تغيّر حمضها النووي بشكل دائم، بغية أداء وظائف يومية عادية.
وقال البروفيسور إن تغيير الحمض النووي يتم جراء القضاء على مجموعات تدعى "مجموعات ميثيل" التي من شأنها ليس تغيير تسلسل الأحرف الجينية، بل التغيير الجذري لنشاط بعض الجينات.
وترتبط مجموعات الميثيل بالسيتوزين لكونه أحد الأسس النيتروجينية الأربعة في الحمض النووي. وفي حال انفصال السيتوزين عن مجموعة ميثيل تحذف بعض الأحرف الجينية فيه، ما يتيح فرصة لحدوث طفرة أحيائية (تغيير مفاجئ) في الخلية.
ودلت الدراسات الأخيرة على أن تلك العملية تجري في دماغ الكثير من الثدييات رغم حساسيتها الفائقة. ويزيد نشاطها عما هو عليه في خلايا أخرى لجسمها. ويواجه الحمض النووي للخلية العصبية لدى ذلك تغييرات كثيرة.
وقرر البروفيسور سونغ وزملاؤه الاستيضاح لماذا تجري تلك التغيرات الخطرة في الخلايا العصبية. وأجرى العلماء تجربة على الفئران التي أدخلت بعض الأدوية في خلاياها العصبية التي أصبحت تغير نشاطها وصار حجم المعلومات المرسلة من قبلها يقل أو يزداد وفقا لنوعية الدواء.
وصار من المفهوم أن تعطيل آلية الضبط لعمل الخلايا العصبية يؤدي إلى حدوث خلل في عمل النسيج العصبي، ما يتسبب بدوره في تدهور القدرة على التعليم وإضعاف الذاكرة وغيرها من العيوب في نشاط المخ.
وافترض العلماء أن بعض الأمراض تظهر نتيجة تلك التغيرات الخطرة في الحمض النووي وفقدان الخلايا العصبية لقدرتها على استعادة المستوى السابق للنشاط.
أرسل تعليقك