كوالالمبور - أ.ف.ب
يقدم زين العابدين نوعا واحدا من الاطعمة داخل كشكه الصغير الذي يفتح ابوابه لبضع ساعات لكنه يجذب ما يقارب ألف زبون يوميا من محبي الطبق الماليزي الوطني المسمى ناسي ليماك.
وكما الحال مع المعكرونة بالنسبة لايطاليا والسوشي لليابان وطبق فيش اند تشيبس لبريطانيا، يتميز طبق ناسي ليماك بكونه الأكثر انتشارا وشعبية في ماليزيا.
وهو محضر من الأرز المطبوخ مع حليب جوز الهند والأنشوفة المقلية والفول السوداني المحمص والبيض المسلوق والخيار المقطع اضافة الى صلصة سامبال الاسيوية الحراقة.
وبعدما كانت عند نشأتها مصنفة ضمن قائمة الوجبات الرخيصة المستهلكة على الفطور، باتت ناسي ليماك اليوم تؤكل على مدار اليوم، كما أنها تشهد تطورا مستمرا اذ ان وصفتها عرفت تعديلات متكررة حتى جرى ابتكار اشكال جديدة لها من بينها البيتزا او المثلجات المحضرة من هذا الطبق.
ويقول زين العابدين (57 عاما) الذي افتتحت والدته كشك الاطعمة خاصته في العام 1948 "الطلب على طبق ناسي ليماك شهد ارتفاعا كبيرا على مر السنين لأنه لم يعد مجرد طعام يتم تناوله على الفطور".
ويقدم طبق ناسي ليماك، وعادة ما يترجم اسمه بـ"الأرز الدهني"، في الدول المجاورة مثل إندونيسيا وسنغافورة وبروناي، لكنه أكثر تجذرا في الثقافة الغذائية لماليزيا. ويعتقد أن أول من تناول هذا الطبق هم المزارعون والصيادون نظرا لكونه وجبة فطور غنية بالنشويات والبروتينات والدهون اللازمة مع لذعة من الطعم الحراق. لكنه بات موجودا في كل مكان في سائر أنحاء البلاد، بما في ذلك في المطاعم والفنادق الراقية.
وفي مطعم توجو الراقي في العاصمة كوالالمبور، حصل ما يشبه الاتحاد الغذائي بين ماليزيا وإيطاليا عبر طبق سمي ببيتزا ناسي ليماك، وهو عبارة عن عجينة رقيقة يوضع عليها إما عصارة الحبار أو السبانخ ويضاف اليها سمك الأنشوفة والبصل والفول السوداني المحمص وصلصة سامبال.
وتقول سامانتا لي المتحدثة باسم مطعم توجو "السياح يحبون ذلك أيضا، لكن السكان المحليين يبدون حماسة خاصة لأنهم لا يستطيعون تخيل هذا الطبق عندما يقرأون عنه"، مشيرة الى ان المطعم يحضر لاطلاق نسخة من طبق ناسي ليماك مع المعكرونة في وقت قريب.
ويلفت الاخصائيون في النقد الغذائي الى ان بساطة طبق ناسي ليماك تحفز على ابتكار انواع جديدة من الاطعمة المحضرة على اساسه.
وفي هذا الاطار، يشير شون لونغ صاحب مدونة ماليزية متخصصة في الطعام الى ان طبق "ناسي ليماك يمتلك إمكانات يعمد الكثير من المطاعم الماليزية الى استغلالها بطرق مبتكرة".
ويعتبر الطعام من أكثر السمات فعالية في الترويج لثقافة اي بلد في الخارج، الا ان طبق ناسي ليماك لم يصل بعد الى مرحلة الشهرة العالمية لأطعمة اخرى مثل المعكرونة والسوشي.
مع ذلك، استفاد المسؤولون عن قطاع السياحة في ماليزيا من هذا الطبق المحلي مع ما يتميز به من غرابة وفرادة لتسويق المطبخ الماليزي خلال حملة ترويجية العام الماضي في اليابان. كما حصل هذا الطبق على بعض الدعاية في الخارج بعد فوز امرأة مولودة في ماليزيا بمسابقة "ماسترشيف" التلفزيونية للطهاة والتي تحظى بشعبية كبيرة في بريطانيا، بفضل تحضيرها طبق ناسي ليماك.
ويرى اخصائيون في القطاع أن المذاق الحراق بدرجة كبيرة لهذا الطبق حال دون انتشاره على نحو واسع في العالم لكن التجارب الكثيرة على وجبة ناسي ليماك من شأنها المساعدة في الترويج لها.
ومن بين الوصفات الجديدة لهذا الطبق ثمة نسخات نباتية وعضوية استبدلت فيها اسماك الأنشوفة بجذوع الفطر إلى جانب الخضروات المقلية والأرز البني.
أرسل تعليقك