الرياض - فلسطين اليوم
كشفت دراسة بحثية حديثة أن القرود تعاقب الآخرين ممن يحصلون على أكثر مما يستحقون، لاسيما القرد الكبوشي الذي يستخدم الحبل لقلب طاولة الطعام الخاصة بقرد آخر، في حين أن الشمبانزي يفعل ذلك فقط إذا ما شعر بارتكاب جريمة من قِبل قرد آخر مثل سرقة الطعام.
ويعتقد الباحثون أن سمة الحقد البشري قد تعود إلى أبعد من ذلك في تاريخنا التطوري عما كان يعتقد سابقًا، وأفاد عالم النفس من جامعة ييل ومؤلف الدراسة، لوري سانتوس، بأن هذه السمة المميزة للجنس البشري تشير إلى حقيقة أننا على استعداد لبذل جهد خاص لمعاقبة أولئك الذين ينتهكون القواعد الاجتماعية، ونحن نعاقب أولئك الذين يأخذون الموارد بشكل غير عادل وأولئك الذين يعتزمون القيام بأشياء سيئة للآخرين.
ويسعى سانتوس وزملاؤه إلى معرفة ما إذا كانت الأنواع الأخرى من القرود بعيدة الصلة تعاقب المستفيدين من عدم المساواة الاجتماعية أم لا.
وأضافت المشاركة في تأليف الدراسة، كريستين ليمغروبر: أثبتت دراستنا أن الرئيسيات غير البشرية اختارت معاقبة الآخرين ببساطة لأن لديهم أكثر، وأكد سانتوس أن النتائج تشير إلى امتداد الجذور النفسية لدوافع العقاب لدى البشر في عمق التاريخ التطوري أكثر مما كان يعتقد في السابق.
وأشارت دراسة سابقة لقرود المكاك الشهر الماضي إلى أنها تأخذ في الاعتبار رعاية أصدقائها عند القيام بخيارات سلوكية يمكن أن تتسبب في تقديم المكافأة أو معاقبة أقرانهم، كما لفتت دراسات سابقة إلى أن المكاك تسعى إلى تخفيف الألم عن أقرانها.
وقام باحثون من مركز علم الأعصاب الإدراكي في برون وجامعة ليون في فرنسا بجمع 14 زوجًا من قرود المكاك طويلة الذيل، بحيث تجلس القردة عكس بعضها البعض والاختيار من بين اثنين من الإشارات البصرية التي تظهر على الشاشة التي تعمل باللمس وترمز إلى الثواب أو العقاب.
وقام القرود باتخاذ قرارات تؤثر على رعايتها الخاصة أو أقرانها، إما عن طريق تقديم المنح في شكل رشفة من العصير أو تقديم العقوبة عن طريق نفخ الهواء في العيون، حسبما أشارت الدراسة.
واستطاعت أجهزة التسجيل والتتبع رصد نظرة عين القرود ووميض أعينهم بحثًا عن علامات المشاركة الاجتماعية وآثارها السلبية، وأفاد الباحثون سيباستيان باليستيروس وجان رينيه دوهاميل بأن القرود أظهرت نوعًا من التعاطف مع أقرانهم.
وكتب الباحثون في الدراسة، التي نشرت في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم: كان القرود أكثر ميلاً إلى الامتناع عن اختيار معاقبة أقرانهم وأكثر ميلاً لمنح المكافأة الممثلة في رشفة العصير.
ولاحظ الباحثون 8 حالات للسلوك الاجتماعي الإيجابي عند مكافأة الشركاء بالعصير بالإضافة إلى 4 حالات غير ميّالة وحالتين معاديتين للمجتمع، وقدم قردًا واحدًا خيارات اجتماعية إيجابية تتفق مع جميع شركائه، في حين أظهر جميع القرود الآخرين نمطًا من الخيارات الاجتماعية الإيجابية أو الخيارات المعادية أو غير المبالية اعتمادًا على هوية الشريك وناتج التكافؤ.
وذكر الباحثون فى الدراسة أنه من المثير للاهتمام قيام قرد يدعى "إم5" بالامتناع عن تقديم أيّة عقوبة لشريكته كنوع من الاستمالة، وأن اختيار الخيارين كان مرتبط بمعدل النظرات المتبادلة بين الشركاء، ولوحظ طول وقت تحديق القرود في بعضهم البعض عند تقديم الثواب.
أرسل تعليقك