لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة جديدة أن معظم قرود "المكاك" تعيش على الأطعمة الطبيعية في البيئة المحيطة بهم، وتكون أكثر تكتيكية عندما يتعلق الأمر بالتفاعل مع الناس، وتعيش قرود المكاك في الأصل في جنوب وجنوب شرق أسيا، كما تعيش حاليًا على طول ضفاف النهر الفضي في حديقة Silver Springs State Park و Cross Florida Greenway.
ومولت الجمعية الجغرافية الوطنية، منحة عام 2013 لتقدير عدد قردة المكاك، في حين أشارت التقديرات السابقة إلى وجود آلاف من قردة المكاك، إلا أن التعداد الأخير من قبل علماء الأنثروبولوجيا في جامعة ولاية سان دييغو كشف عن وجود 118 قرد ضمن أربع مجموعات اجتماعية منفصلة في مستعمرة الحديقة الفضية Silver Park، إلا أن الباحثين أشاروا إلى احتمالية وجود المئات في الدولة بشكل عام، ويشعر المسؤولون بخطر أثر هذه الحيوانات على النظام البيئي.
وأفاد أحد مؤلفي الدراسة إيرين رايلي أن "كانت السلطات المحلية مثل خدمات الحياة البرية والأسماك أقل حماسا بالقردة، ويتمثل اختصاصها في الحفاظ على البيئة الطبيعية، وهذه الحيوانات لا تعد طبيعية في هذه المنطقة، ولديهم مخاوف بشأن التأثير البيئى المحلى لهذه الحيوانات، فضلا عن بعض القضايا الصحية في حالة اقتراب الناس من القردة".
ودرس رايلي، والباحث تيفاني واد، التفاعل بين البشر والقرود في المنطقة لتحديد أهمية المساعدات الغذائية، في مقابل مدى اتباع نظام غذائي طبيعي من الأراضي الرطبة، وتبين أنه عندما أعطى الناس الطعام للقردو كانت قرود المكاك أكثر سعادة عند تناوله، وأضاف رايلي: "كان الناس يرمون إلى القردة أحيان ثمرة برتقال كاملة، إنهم يحبون الفول السوداني أيضًا والعنب، إنهم متحمسون جدًا لأي شيء يعطيه الناس لهم".
ولا تقترب قردة المكاك من أي شخص، حيث يقول الباحثون أن على مدى عقود من التفاعل علمت القردة أنواع المسافرين الذين يلقون لهم الهدايا والطعام، وأضاف رايلي: "تتجاهل القردة الناس في القوارب لأنهم عادة لا يقدمون لهم الطعام، لكنهم يهتمون أكثر بالقوارب الكبيرة التي تُطعمهم، وعندما تسمع القردة أصوات هذه القوارب تسرع إلى حافة النهر".
وتعتمد القردة على الغذاء المحلي ما يدل على أن تأثير عطايا الإنسان ليس خطيرًا كما كان يُعتقد، ووجد الباحثون أن 87.5% من غذاء القردة يأتي من البيئة، بينما تأتي 12.5% فقط من البشر، وبيَّن رايلي: "من وجهة نظر الحديقة فإنهم يعرفون تقديم العطايا لهم وربما يكون ذلك هو سبب استمرار وجودهم، إلا أن بياناتنا تشير إلى أن هذه العطايا من البشر لا تحدث في كثير من الأحيان وأن القردة تعتمد على الغذاء المحلى في المقام الأول".
وتتغذى قردة المكاك على ضفاف النهر الفضي في المقام الأول على الأوراق والبراعم والزهور ونوع من الفواكه الجافة يدعى "سمارة"، ويعتمد غذائهم بشكل كبير على شجرة الرماد، ولكن من الأشياء الفريدة استهلاك القردة لبراعم من الأعشاب لنبات يسمى sedges ويتواجد في الأراضي الرطبة.
ويذكر أن معم التفاعلات بين القردة والبشر غير مؤذية، ومن بين 611 تفاعل تم رصدهم أعطى اثنان من البشر فقط طعام للقردة، ولذلك يعتقد فريق الباحثين بعدم الحاجة إلى الخوف من المخاطر الصحية للقرود، فضلا عن أن التواجد الكثيف لجذور السرو على طول ضفاف النهر يجعل الاستكشاف صعب ويمنع انتقال المرض إلى حد كبير بين القردة والبشر، وأفاد الباحثون أن إعطاء مواد تعليمية للسياح وزيادة الدوريات يمكن أن تسهل التفاعل الآمن وتثبط عملية التغذية.
أرسل تعليقك