انطلقت فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي وسط حضور عربي وأجنبي منقطع النظير من نجوم فن وإعلام من الجزائر ومصر وسورية ولبنان والعراق والخليج وبلدان المغرب العربي، وفرنسا, ويأتي الدورة الحالية لتؤكد وفاء الجزائريين بعهد سبق وقطعوه على أنفسهم بأن ينفتحوا شكلا ومضمونا، وثقافة وفكرًا وفنًا، على العالم العربي.
وتأتي الدورة الحالية من مهرجان وهران الدولي لتخاطب الأمة العربية بضرورة أن تنتصر من خلال ثقافتها، الأمر الذي أكد عليه وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي في كلمته الافتتاحية، حيث أشار إلى أنه كوزير للثقافة في الجزائر، سيجعل وزارته تعمل على جعل الثقافة والفن كالسينما، سلاحا ناعما للرد على من يتهمون الأمة العربية بالتطرف والتحجر, وأضاف:" بالفيلم، بالمسرحية، بالكتاب، يكون الرد قويا بأننا مجتمعات مبدعة منفتحة منتجة".
واعتبر محافظ المهرجان ابراهيم صديقي أن الجزائر فتحت باباً منذ زمن على الثقافة العربية وهي مستمرة في ذلك, وأضاف:" سننتصر من خلال الثقافة، فالثقافة توحد المختلفين، فكيف ونحن متفقون على ضرورة التوحد ثقافيا؟, ورأى أن أي إضافة يقدمها العرب للسينما أو الفنون عامة ستصب في مصلحة الثقافة، منوها بدور تطوير الأدوات المستخدمة في هذا العصر، ومشددا على أن مهرجان وهران الدولي يراعي هذه النقطة تحديدا.
ويشارك في الدورة الحالية للمهرجان اثنا عشر فيلما قصيرا تتوزع بين المغاربي والسوري والعراقي والفلسطيني واللبناني والسعودي والمصري, ويتصدر فيلم " قنديل البحر" للجزائري داميان أونوريه الأفلام المشاركة لكونه سبق وأن اعتبر أمل السينما الجزائرية في مهرجان كان الدولي لدى عرضه أول مرة. لكنه الآن سيعرض للمرة الأولى في الجزائر وأفريقيا عموما, ويأتي فيلم " ذكرياتنا" لوليد بن يحيى وفريد نوي كثاني الأفلام الجزائرية أهمية وهو الحاصل على جائزة السنبلة الذهبية لمهرجان الفيلم القصير في سطيف, ويحضر فيلمان مغاربيان أولهما التونسي "غصرة" وهو كوميدي للمخرج جميل النجار، والآخر بعنوان " نهار العيد" للمخرج رشيد والي.
أما سورية فتبرز في فيلمين مهمين وهما رزنامة للمخرجة ندين تحسين بك، وفيلم تساقط, في حين تشارك السعودية في فيلم بعنوان " قاري"، مقابل فيلم واحد لكل من فلسطين ولبنان والعراق ومصر.
ويشهد المهرجان حضور كبير من نجوم السينما العربية والأجنبية وأبرزهم السوري أيمن زيدان والمصري فاروق الفيشاوي وصفية العمري وبوعلام بناني وأحمد بجاوي وأحمد راشدي وداليا مصطفى ويوسف الخال وباميلا الكيك ونسرين طافش، فضلا عن مدير المعهد الثقافي البريطاني في الجزائر مارتن دولتري. مع مشاركة مؤثرة للمجاهد البطل ياسف سعدي الذي سبق وشارك في فيلم معركة الجزائر
وحلت النجمة اللبنانية نيكول سابا ضيفة شرف بدعوة من وزارة الثقافة وإدارة المهرجان، قالت في تصريحها الخاص إنها سعيدة بما شاهدته في الجزائر من رغبة بالانفتاح أكثر وأكثر على العالم العربي, وأشارت إلى أنها رأت في الجزائر إصرارا على قهر الماضي وفتح صفحة جديدة مع الثقافة العربية، وعلى حماية السينما العربية والفن عموما من التشرذم في ظل الظروف الحالية, وأضافت:" عندما تتقدم الجزائر وتكثر من مهرجاناتها الموجهة للعالم العربي وللثقافة العربية فعلينا أن ندرك أننا أمام بلد حمى عروبته بمليون شهيد، فهل من خشية على ثقافتنا بوجود هذا البلد؟؟".
وأكد النجم المصري فاروق الفيشاوي وفي تصريحه الخاص على أن مهرجان وهران يأتي إثباتا على أن الثقافة ما زالت تسند الأمة في محنتها برغم كل التحولات التي وقعت منذ سنوات، وبرغم لغة النار والدماء ما نزال ننطق بلغة التواصل ومد الجسور التي هي الفن والإبداع، وهذه علامة تسجل للجزائر كما باقي المهرجانات العربية التي ترفض الاستكانة.
ورأت أما النجمة السورية نسرين طافش تنظيم المهرجان أمرًا عظيما يبعث على الطمأنينة إلى حالة التواصل والتفاعل بين أبناء العرب في هذه الفترة الصعبة من عمر الأمة, وقالت:" سعيدة جدا باندفاع الأشقاء في الجزائر إلى تنظيم هكذا مهرجان في ظروف صعبة، وهم يؤكدون أن جل اهتمامهم هو صنع ثقافة وتوليدها ونثرها في بقاع عربية تحتاجها اليوم أكثر من لغة النار والحديد".
وقالت النجمة اللبنانية باميلا الكيك إنها في غاية السعادة لتواجدها في مهرجان وهران مشيرة إلى أن الجزائر بلد عانى الكثير حتى تفرّغ لمسائل التواصل الثقافي، لذا فإن كل رسائله ستكون إبداعا, وأضافت: " كل فيلم مشارك سيروي قصة عربية تختصر معاناة نعيشها اليوم، لذا فالألم واحد ولابد من إزالته من خلال الفن والسينما والثقافة التي يفهمها كل الناس ويقبلون بها".
أرسل تعليقك