بيروت - فلسطين اليوم
وسط زحمة الأعمال الأدبية والإنسانية وتلك التي تتطرق للعولمة في مهرجان بيروت الدولي للسينما الذي افتتح الأسبوع الماضي ثمة حضور قوي للأفلام اللبنانية الوثائقية والقصيرة بتركيزها على الموضوعات الاجتماعية وتلك التي تحاكي ذكريات الحرب الأهلية في البلاد على مدى 15 عاما وانتهت عام 1990.
يشارك في المهرجان الذي يقام على مسرح مونتان الكائن بالسفارة الفرنسية في لبنان ويستمر حتى الخامس عشر من الشهر الجاري 80 فيلما لمخرجين من 28 جنسية.
وتتوزع الأفلام على مسابقتي الأفلام الشرق أوسطية القصيرة والأفلام الشرق أوسطية الوثائقية وفئتين خارج المسابقة هما البانوراما الدولية والساحة العامة فيما تغيب مجددا مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الروائية الطويلة.
وإضافة إلى هذه الأفلام يقدم المهرجان الأفلام الكلاسيكية الحديثة وأفلام الخيال العلمي والدراما وأفلام الرسوم المتحركة وغيرها من الأعمال الاستثنائية من حيث طرحها للواقع الذي يعيشه الإنسان.
ويتفاعل الجمهور الغفير مع الأفلام الشبابية اللبنانية التي تعكس هواجس الشباب وأحلامهم الغائبة وسط حاضر مبهم يرون أن الذكريات الأليمة تسكنه وتمنعه من أن يأخذ صورته الحقيقية.
عشرة أفلام لبنانية تتوزع في مختلف الفئات ترسم صورة حقيقية لهموم الشباب وخوفهم من مستقبل يشبه حاضرهم المهدد بهزات ارتدادية محلية وفي الوقت عينه تطال المنطقة بكاملها.
وتشكل الحرب الأهلية التي اختار الشباب معالجتها بسلاسة خالية من العنف المباشر الموضوع المحوري وأيضا الخلفي لثلاثة من الأفلام المشاركة إن كانت وثائقية أم قصيرة في إطلالتها.
فعلى سبيل المثال فيلم "عجلات الحرب" للمخرج رامي قديح يحاكي الحرب الأهلية من خلال نادي هواة دراجات "هارلي ديفيدسون" النارية وتحديدا بعض الذين خاضوا هذه الحرب الحاضرة باستمرار في اذهانهم.
وفي هذا العمل الذي يندرج في مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الوثائقية يصور قديح مخرج الأفلام الوثائقية في قناة "الجزيرة" القطرية بعض المقاتلين السابقين في الميليشيات اللبنانية المتحاربة. في الفيلم تجمعهم هواية واحدة وعشقهم للدراجة النارية. ومن هذا المنطلق فإن العمل يروي قصة سلام يمكن أن يحضر حتى بين الذين تقاتلوا وواجهوا بعضهم بعضا بالأسلحة ذات يوم.
أرسل تعليقك