نابلس - وفا
دعا مؤتمر الحريات الأكاديمية وحرية التعبير في الجامعات الفلسطينية، اليوم الأربعاء، إلى العمل على إنشاء مرصد فلسطيني للحريات الاكاديمية، وإلى تشجيع الجامعات على لعب دور يساهم في تعزيز حرية الرأي والفكر والبحث العلمي.
ونظّمت كلية العلوم التربوية وإعداد المعلمين في جامعة النجاح الوطنية، اليوم الأربعاء، بالتعاون مع مركز الدراسات والتطبيقات التربوية 'كير'، والشبكة الدولية للصحافة الأخلاقية، وبدعم من البنك الإسلامي العربي، مؤتمر الحريات الأكاديمية وحرية التعبير في الجامعات الفلسطينية، وذلك في مدرج ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم.
وشارك في فعاليات المؤتمر متحدثون من جامعة النجاح الوطنية، والبنك الإسلامي العربي، ومركز الدراسات والتطبيقات التربوية 'كير'، وشبكة الصحافة الأخلاقية، واتحاد الصحفيين النرويجي، ووزارة التربية والتعليم العالي، والجمعية العربية للحريات الأكاديمية، وجامعة ميونخ، وجامعة بيرزيت، وجامعة الخليل، وجامعة بيت لحم، وقسم اللغة العربية والإعلام في الجامعة العربية الامريكية، وديوان قاضي القضاة، ومعهد اميل توما في حيفا.
وتضمنت جلسات المؤتمر، تقديم أوراق عمل حول محاور مدى حساسية محتوى كتب الصف السابع الأساسي في المنهاج الفلسطيني لمنظومة النوع الاجتماعي، وعلاقة قيم المجتمع وثقافته بالحرية الأكاديمية الجامعية، والحريات الأكاديمية في مراحل التعليم الأساسي: واقع وطموح، ودور الثقافة والقيم في الحريات الاكاديمية، وأثر الانقسام على الحريات الاكاديمية في فلسطين، وحرية التعبير: حقيقتها وضوابطها من منظور ديني، ومعوقات الحرية الأكاديمية في تعليم وتعلّم الصحافة في كلية الاعلام والحرية الأكاديمية والاعلامية في فلسطين.
وافتتح المؤتمر الأستاذ الدكتور ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح الوطنية، بكلمة ترحيبة، مؤكداً أن إدارة الجامعة تدعو إلى تطبيق مبدأ الحريات للعاملين والطلبة من خلال التعليمات الشفافة المدونة في نظام الجامعة.
وقال: إن إدارة الجامعة تحرص كل الحرص على أن يؤدي العاملين واجبهم الأكاديمي في ظل أجواء مريحة تحمل في طياتها الحرية الأكاديمية، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر أتى في ظل ظروف سياسية معقدة وصعبة، وإلى أن الجامعات الفلسطينية تعيش في ظل احتلال يؤثر على المسيرة الأكاديمية في ظل التحديات الكبيرة، شاكراً كل الذين ساهموا بإنجاح المؤتمر.
وبدوره، تحدث مدير تنمية المطلوبات والفروع في البنك الإسلامي العربي نظام زامل، عن الدور الكبير الذي تقوم به المؤسسات في بناء الديمقراطية والمواطنة الصالحة من حيث أهمية الجامعات في مواجهة كافة القضايا السلبية من خلال فتح هامش الحريات لطلبتها.
أما مدير مركز الدراسات والتطبيقات التربوية الدكتور غسان عبد الله، فقد أوضح أن هذه الفعالية بدأت بتحديات كبيرة حيث أن الحاجة الملحة لهذا الموضوع ولدت فكرة مؤتمر الحريات، ويعتبر هذا المؤتمر مبادرة جمعت كفاءات وقدرات من كافة جامعات الوطن.
من ناحيته، قال رئيس اتحاد الصحفيين النرويجي بين السيد ثوماس سبنسر، إنه يأمل بأن تلتزم الصحافة الفلسطينية بالصحافة المعيارية، وعبّر عن دعمه للصحفيين الفلسطينيين على الرغم من التحديات والصعوبات التي تواجههم فهم يعملون من أجل حرية التعبير، وأن الدعاية تسيطر على أجندة أخبار العالم، حيث أن المتطرفين يوظفون الإعلام كأدوات للدعاية لهم.
من جانبها، أوضحت الدكتورة علياء العسالي، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر وعميد كلية العلوم التربوية وإعداد المعلمين، أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز الحريات الأكاديمية، حرية الأفراد في التعبير عن اَرائهم والتمتع بكل حقوق الأنسان المعترف بها دولياً، وبالتالي ركز المؤتمر على حق الفرد في التعبير عن الرأي، وحقوق النشر، واتخاذ القرارات الخاصة بتسير أعماله.
وأشارت الدكتورة العسالي إلى الفئات المستهدفة في المؤتمر وهم: خبراء في التربية في الجامعات وصانعو القرار وأعضاء النقابات وأعضاء مجالس الطلبة.
وبدوره، اعتبر عضو الأمانة العامة للجمعية العربية للحريات الأكاديمية الدكتور نايف جراد، أن الحرية الأكاديمية شأنها شأن الحريات العامة جاءت نتيجة كفاح طويل، مؤكداً أنه تمت صياغة مبادئ إعلان استنادا إلى وثائق عالمية لحقوق الانسان، ونه منذ إعلان عمان تم عقد ستة مؤتمرات للحريات الأكاديمية نظراً لأهمية الموضوع.
وهدف المؤتمر الى تعزيز الحرية الأكاديمية بما يشمل حرية الأفراد في التعبير بحرية عن آرائهم في المؤسسة التي يعملون فيها، وفي المشاركة في الهيئات الأكاديمية المهنية أو التمثيلية، وفي التمتع بكل حقوق الإنسان المعترف بها دولياً والمطبقة على الأفراد الآخرين وفي نفس الاختصاص.
وركز المؤتمرون على حق التعبير عن الرأي، وحرية التعبير، وحق نشر والوصول الى المعلومات والمعارف وتبادلها كما تشمل حق المجتمع الأكاديمي في إدارة نفسه بنفسه، واتخاذ القرارات الخاصة بتسيير أعماله، ووضع ما يناسبها من اللوائح والأنظمة والإجراءات التي تساعده على تحقيق أهدافه.
وتناولت محاور المؤتمر سياسة الجامعات في الحريات الأكاديمية، ودور المجتمع في الحريات الأكاديمية، والحريات الأكاديمية في مراحل التعليم الأساسي، اضافة الى التعليم العام والحريات الأكاديمية، والثقافة والقيم ودورها في الحريات الأكاديمية.
واختتم المؤتمر في جلسة ختامية أدارها أستاذ الصحافة والإعلام في الجامعة العربية الأمريكية د.محمود خلوف، ناقشت فيها الأكاديميون: د.فريد أبو ضهير أستاذ الصحافة في جامعة النجاح، ود.سعيد شاهين ممثل جامعة الخليل في المؤتمر، ود.عماد أبو حسن رئيس قسم اللغة العربية والإعلام في الجامعة العربية الأمريكية، ود.سعيد عياد ممثل جامعة الخليل، والإعلامية نجود القاسم، وعضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين نبهان خريشة مع الحضور من طلبة ومشاركين سبل الارتقاء بالحريات الإعلامية في الجامعات الفلسطينية، والمؤسسات التعليمية عموما.
كما استعرض د.محمود خلوف بصفته عضو اللجنة العلمية للمؤتمر أبرز التوصيات التي اقترحها المشاركون في المؤتمر، ليتبع ذلك مناقشة عامة أكد المتحدثون فيها على ضرورة اتاحة الفرصة لإنتاج أبحاث علمية في أجواء مشجعة، وتعزيز حرية الرأي والتعبير في المؤسسات التعليمية، وتطوير آليات تعزز الحريات الاكاديمية، وتعزيز منظومة حقوق الانسان، وتشجيع الجامعات على لعب دور يساهم في تعزيز حرية الرأي والفكر والبحث العلمي، وتطوير دور الطلبة في ممارسة الحريات الاكاديمية في المؤسسات الاكاديمية، والتأكيد على التعاون مع الجمعية العربية للحريات الاكاديمية والانخراط في أنشطتها.
كما طالب المشاركون بضرورة إصدار تقرير دوري عن واقع الحريات في فلسطين بشكل عام، وفي المؤسسات الأكاديمية خصوصا، ورفد المرصد العربي للحريات الاكاديمية بالمعلومات، والعمل على إنشاء مرصد فلسطيني للحريات الاكاديمية، وتفعيل صناديق الشكاوى في الجامعات.
وتخلل الجلسة الختامية تقديم الدروع للجامعات المشاركة، وشهادات التقدير على مقدمي الأوراق البحثية، وكل أعضاء اللجنتين التحضيرية والعلمية.
أرسل تعليقك