لندن - فلسطين اليوم
كشف أحد الأكاديميين، الذي يعمل في التدريس في إحدى الجامعات بعقد عرضي، عن تلقيه نصيحة من زملاء هذا الأسبوع موضحين أنه ينبغي الاهتمام بقيمة نفسه، بعدما تلقى الأكاديمي عقد مؤقت للعمل لدى الجامعة لمدة فصل دراسي واحد على أن يتم دفع راتبه بالساعة، وأضاف الأكاديمي: "تعد كلمة القيمة كلمة طنانة اليوم في الأوساط الأكاديمية، ونحن نحرص على توفيرها، ولكن النتيجة اليوم هي انخفاض قيمة النظام الجامعي بأكمله، حتى مع الموظفين العاملين بعقد مؤقت، ولكن ليست قيمة الأكاديميين وحدتهم التي في زوال، نظرًا لتجاهل احتياجات الطلاب وتجاهل الحاجة لوجود موظفين دائمين".
وأردف الأكاديمي: "منذ انتهاء عقدي في الصيف الماضي طلبت مرارًا وتكرارًا العمل في نفس المؤسسة باعتباري محاضر ودفع الأجر بالساعة بدلا من العمل كعضو هيئة تدريس، حتى يمكنني تعويض نقص الموظفين المؤقتين أو ملئ مكان الموظفين الدائمين الحاصلين على إجازة، بالطبع سيغضب العاملين، حيث قال صاحب العمل أنه أنهى عقود العاملين ثم يعود ليستأجرهم مرة أخرى براتب أقل، وهذا أمر طبيعي في الجامعات، حيث تقاتل نقابات الجامعات على إدارة العقود الصفرية وينجحون".
وتابع الأكاديمي: "عليك أن تتخيل إخبارك هذا الفصل الدراسى أنه سيتم التدريس بواسطة مدرس مؤقت، وأنا أقوم بنفس العمل ولكن لمدة يومين أسبوعيًا من دون مكتب وفي بيئة عمل، وصفتها الجارديان بأنها تساهم في الاكتئاب وقضايا الصحة العقلية، وبالتالي يشعر أحد أعضاء هيئة التدريس بعدم التقدير حيث يتم القيام بنفس عمله في وقت أقل وبموارد أقل، ناهيك عن تأثر الطلاب بذلك، فالجامعات تعلم أن خبرة الأكاديمي تعد عامل جذب للطلاب الجدد الذين يدفعون الرسوم الدراسية، كما أن مخطط الإصلاح الجامعي يسعى للربط بين رفع الرسوم الدراسية والقيمة التي يحصل عليها الطالب مقابل المال، ويتم الضغط على المعلمين حاليًا لتعزيز إيرادات الجامعة من خلال المنح البحثية، بينما يتم المماطلة مع الطلاب بالنسبة للجامعة الأرخص".
وأكمل الأكاديمي: "قريبًا يمكن القول أن الطلاب سيكون لديهم صعوبة في العثور على معلم لمرة واحدة أسبوعيًا ناهيك عن بناء العلاقة مع الطلاب على مدار ثلاث سنوات حتى الحصول على شهادتهم، وينبغي على الطلاب انتقاد جامعاتهم من أجل التوظيف غير المدعم وأوقات العمل المؤقتة عند ملئ المسح الوطني للطلاب، فإن المنطق الاقتصادي الذي حولهم إلى عملاء يقتضي حصولهم على تعليم بأسعار منخفضة، وأعلن أنني انتهيت من العمل بالعقود قصيرة الأجل لما لها من أثر في تخفيض قيمة المعلم والطالب في الجامعة، نحن نحتاج أن ندرك أن قيمتنا مترابطة وأنه ليس هناك مواجة بين الموظفين والطلاب أو بين الموظفين المؤقتين والدائمين، وأستطيع أن أكرر النصيحة التي ذكرها لي أحد أصدقائي: قيّم نفسك".
أرسل تعليقك