أوضح مصمّم الديكور أحمد هاشم النعيمي، المعروف بـ "آيسن" أنه واجه صعوبات كثيرة ليتفهم أذواق زبائنه الذين ينقسمون الى نوعين، النوع الأول الذي يترك للمصمّم حرية إختيار الألوان والمواد الخام التي سيعمل عليها، والنوع الثاني يتدخّل في كل تفصيل صغير، مما يؤثر سلباً على التصميم النهائي للعمل.
وأضاف آيسن أن العراق انفتح على العالم بعد عام 2003 بعد حصار دام أكثر من 10 سنوات، حيث أصبح باستطاعة المواطن العراقي الإطلاع على الأذواق العالمية من أثاث وديكورات جميلة لينقل أفكاراً حديثة الى منزله أو موقع عمله، ناهيك عن أن وسائل الإتصال الإجتماعي ساعدت في فتح ابواب كثيرة في مجالات الحياة ومنها تصميم الديكورات لاختيار الأجمل مع بعض التغييرات بمساعدة المصمّم .
وتابع آيسن أنهم يحاولون كمصمّمي ديكور، الوصول الى المستوى العالمي في تصميماتهم، لكن بلمسات عراقية، من خلال إختيار الألوان والخامات الحديثة التي كانوا يعانون في الماضي في الحصول عليها بسبب الحصار الذي فرض على البلد، على عكس اليوم، بحيث تتوفّر جميع أنواع الخامات في الأسواق، وحتى أنه يتمّ طلبها من الدول المصنعة لاستلامها بمدة قصيرة، موضحا ان الخامات "هي MDF، و جبس البورد، بالإضافة الى الإنارة والإضاءة والسقوف الثانوية وغيرها من المواد التي تدخل في صميم العمل.
وأوضح آيسن أن المصمّم العراقي في السابق كان مقيداً في التراث العراقي القديم، لعدم وفرة المواد الأولية، ولكنه اليوم، وبعد الإنفتاح الذي شهده العراق على العالم، يحاول كمصمّم أن يمزج الخامات الحديثة بأصالة الماضي بمفهوم مستحدث، أو الإبتعاد كل البعد عن الموروث الحضاري لمواكبة الغرب في تصاميمه.
وأعطى مثالا المجمّعات التجارية (المولات) في العراق التي تضاهي مثيلاتها في دول العالم، أو في الدول المجاورة للعراق كتركيا أو إيران أو الكويت.
أشار النعيمي الى موضوع البيئة العراقية وكيفية إختيار الديكور المناسب لها، فقال ان العراق يُعدّ من البلدان ذات المناخ الصحراوي، لهذا السبب غالباً ما تكون الألوان المستخدمة في ديكورات منازله محدودة، الى جانب أن المواطن البغدادي عادة لا يحب الألوان الصارخة او النقية، فهو دائما ما يرغب بالأللوان الثلاثية، كما يحب اللون الجوزي والاوكرات (البيج) بسبب طبيعة البيئة التي ينتمي اليها، والقريبة منه.
ويشرح آيسن أنه عادة ما يضع اللمسات الأخيرة للديكور على وفق ما يريده الزبون في منزله، لذلك فهو غالباً ما ينصدم بذوق الزبون ذو الثقافة المحدودة، غير المطلع على الأعمال في الخارج او الداخل، لذا صار لزاما عليه كمصمّم ديكور أن ينزل الى رغبته بتنفيذ ديكور من خامات وألوان يعتقد الزبون انها الأفضل لمنزله.
وأحياناً أخرى يكون الزبون صاحب أفكار مستحدثة ومطلع على العديد من التصاميم سواء في داخل او خارج العراق فيترك لمهندس الديكور حرية الإختيار والذوق، وهنا تكمن الصعوبة والشطارة في كيفية الوصول الى تصميم يرضيه.
وأشار الى أن تصميم ديكورات برامج الفضائيات العراقية التي قام بها تختلف عن تصميم ديكورات المنازل او المحال التجارية، ويعود السبب الى أن النظر بالعين المجرّدة يختلف عن النظر بعين الكاميرا، حيث أنها تلتقط الصورة مجزأة، بينما العين ترى مساحات أكبر وأعمق من عين الكاميرا.
وأضاف أن تنفيذ ديكورات البرامج التليفزيونية يكون على وفق ما تتقبله العدسة باستخدام ألوان خاصة كي تصل الى العين من خلال الشاشة.
يُعدّ المصمّم أحمد هاشم النعيمي، المعروف بـ "آيسن"، أحد أبرز مصمّمي الديكور في العراق, إذ يرتبط إسم النعيمي بإسم مكتبه الجميل في أرقى أحياء بغداد "الأعظمية".
تخرّج المصمّم "أحمد آيسن" من كلية الفنون الجميلة قسم التصميم عام 1989 وهو عضو في جمعية الفنانين التشكيلين ونقابة الفنانين.
أرسل تعليقك