حصلت بريطانيا على حقها في أرشيف الفنان لوسيان فرويد، أحد أعظم الفنانين الأكثر إقناعًا وتأثيرًا، حيث سيجري عرض أعماله في معرض اللوحات القومي أو "ناشونال بورتريت غاليري" خلال العام المقبل، وهو المعرض الذي حقق رقمًا قياسيًا في عرض أعمال الفنان لوسيان عام 2012.
ووفقًا لمعرض اللوحات القومي فإن أرشيف الفنان فرويد سيكون بمثابة نظرة ورؤية في أعماله وطريقه إتقانها كما أنه سيكون دراسة رئيسية لأعمال، حيث يتضمن هذا الأرشيف التجارب البدائية لرسم الذات، وإعداد الرسومات لبعض من أهم أعماله الفنية ورسوماته، وكذلك رسمة الطفل لمشهد الكريسماس.
وكشف مجلس الفنون البريطاني أن الأرشيف تم تأمينه للوطن، وحصل عليه معرض اللوحات القومي بشكل دائم، ويعتبر فرويد واحدًا من أعظم فنانين جيله في بريطانيا والذي توفي عام 2011 عن عمر يناهز 88 عاما، واستخدمت تركته الأرشيف لتسوية 2.9 مليون جنيه إسترليني في ضريبة الميراث في ظل "قبول مخطط التعويض".
وصرَّح رئيس مجلس الفنون البريطاني بيتر بازغليت، بأنَّ "هذا الأرشيف الرائع الذي لم يتم عرضه من قبل يقدم لنا رؤية حقيقية في حياة واحد من أعظم فنانين بريطانيا وأكثرهم إقناعًا وتأثيرًا".
وتجلب أعمال فرويد مبالغ ضخمة، مثل لوحته العراة السمان، كما أنه في بداية هذا العام بيعت لوحته "راحة بائع غير معروف" لمشتري مجهول بأكثر من 35 مليون في مزاد في نيويورك.
ويحتوي أرشيف فرويد على 47 كراسة للرسومات، ورسومات إضافية، ومجموعة من الخطابات من الفنانين و162 رسومات عن الطفولة.
وأكدت أمينة المعرض الحالية سارة هوغيت، والتي قامت بتنسيق أعمال فرويد عام 2012: "إنه شرف عظيم لي أن أكون مسؤولة عن هذه الأعمال، التي تعطي رؤية عن واحد من أفضل صانعي الصور والبورتريه في القرن العشرين، إنها حالة التحام غنية حقًا بالقرب من هذه المواد الفنية".
وأوضحت هوغيت أن كراسات الرسم في صميم التبرع مع بداية عمله عام 1940، وتشمل خمسة عقود، ومثل رسوماته فإن الأعمال تحتوي على مسودات لخطابات وأرقام تليفونات.
وأضافت: "إنها مجموعة غنية جدًا، وليس لها ترتيب زمني، فهي مجرد كراسات رسم للوسيان تضاف لأرشيفه، وبعضها فقط يحتوي على رسومات قليلة بينما بعضها الأخر فارغ".
ويشتمل المعرض على عملين لفرويد ضمن المجموعة، بورتريه شخصي بالزيت ينتمي لعام 1963، ورسمة بالفحم للورد غودما من عام 1985، وتتضمن كراسات الرسم بدايات البورتريهات والرسومات مثل بورتريه اللورد غودمان.
وتحتوي الدراسات المتضمنة في الكتب على رسومات لزوجته الثانية أيضًا، كارولين بلاكوود التي تنتمي لأعماله الأساسية "غرفة فندق" أو "هوتيل بيدروم"، والتي اكتملت في عام 1954، وهناك أيضًا رسومات لبورتريهات تحضيرية لمجموعة(w11) الداخلية بعد واتو.
ولد فرويد في برلين وهو حفيد سيجموند فرويد، ولكن غادرت عائلته عندما كان عمره 10 سنوات في نفس العام الذي حكم فيه هتلر في 1933، واستقروا في إنجلترا. ويتضمن الأرشيف رسومات فرويد الطفولية عندما كان في ألمانيا.
وتابعت هوغيت عن الرسومات الطفولية: "إنها رسومات رائعة، وتعطيك نظره ورؤية على حياته الأولى وما قبل الاحتلال، كما تحتوي مشاهد ساحرة للكريسماس بما فيها من حيوان الرنة وأشجار الكريسماس".
كما تتضمن الأعمال تصميماته البدائية لغلاف كتاب "الغريب البغيض"، وهو رواية لابنته استر فرويد في 1992، وتصميمات غلاف كتاب "بطاقات الهوية" لـ "نيغل دينيس" في 1955.
وبيَّن وزير الثقافة البريطاني إيد فيزي: "إن المجموعة النادرة الخاصة برسومات وخطابات لوسيان فرويد تزودنا بلمحات غنية حول أعمال واحد من فنانينا الرواد".
وجلب "قبول مخطط التعويض" موضوعات الفن والتراث والتحف الفنية بقيمة 150 مليونا للمجموعات العامة في الأعوام الخمسة السابقة، ومن خلال هذا المخطط وصل تاريخ أكثر من 100 عام، وأعمال تتضمن رسومات بيتر بول روبنس، وأعمال والتر سكيرت، ومنحوتات باربرا هيبورث لتكون في متناول العامة.
أرسل تعليقك