أقام "معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية" ندوة بعنوان "الأدب الفلسفي" في قصر الأونيسكو، بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة، بحضور عدد من الأكاديميين والطلاب الجامعيين.
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، تلاه آي من الذكر الحكيم ثم كلمة مدير الندوة الإعلامي عدي الموسوي، فشرح معنى عنوان الندوة، مشيرا الى أن "الفلسفة يمكن أن تجتمع مع عناصر أخرى، وألا يحمل الأدب بذورا فلسفية في إبداعاته"،
ماجد
ثم ألقى الدكتور أحمد ماجد كلمة معهد المعارف الحكمية، وقال: "إن ما حفز معهد المعارف الحكمية للعمل على هذا الموضوع، وجود تراث فكري أدبي مجهول.، والعمل في هذا المجال سيؤدي إلى إعادة الكشف عن شخصيات علمية ساهمت في النهضة العلمية والأدبية في العصر الحديث، ولكنها تعرضت للاهمال، ومن هذه الشخصيات السيد محمد رضا فضل الله الذي كتب وبشكل مبكر قصة فلسفية تحت عنوان "الرسالة السمكية".
وأشار إلى أن "الفلسفة التي بدأت تساؤلا وتأملا في طبائع الأشياء، وبحثا عن أجوبة لظواهر وحوادث واجهت الإنسان جعلته يغور في ذاته أكثر فأكثر لاستكناه الوجود والقبض على العالم ونظمه عقليا، سرعان ما وجدت نفسها تخاطب نخبا، ولا تستطيع أن تدخل الوجدان، فركبت جناح الخيال وبنت عالما من الصور، لتستطيع أن تتسلل إلى عقول الناس، فكان الأدب مركبتها السحرية التي امتطتها، مستفيدة بما لديها من مرونة وقدرة على نقل وتركيب الصور الذهنية المختلفة".
خوام
ثم تحدث الأب الدكتور جورج خوام عن "النفس البشرية" عند غريغوريوس النيصي. ركز فيها على نقطتين تتعلقان بمنشأ النفس، وحياتها وقرانها بالجسد. بدأها بتعريف النفس ومنشئها"، وقال: "إن فلسفته تبدأ من أن النفس موجودة وهذا كان أمرا مغايرا لما كان سائدا في فلسفة تلك الأزمنة التي كانت تقول بتعدد الأنفس البشرية في ذات الإنسان".
ثم تحدث عن "حياة النفس فاعتبرها تتغذى من الحق والخير لأن طبيعتها غير المادية تدفعها إلى الحقل. وينقل عن غريغوريوس قوله في هذا المجال إن الطريقة التي تتبعها النفس لتأخذ قوتها من الله، فالنفس جوهر غير مادي، يميل إلى الخيرية والحق، النفس تشاهد الله وتأخذ منه قوتها، وهذا ما يفسر ميل الإنسان الطبيعي إلى الخير قبل التحام النفس بالجسد. وهي بسبب هذه الخيرية قادرة على إعطائها الجاه للجسم، ولكن لأن الجسم مادي يسقط مع الزمن في حين أن النفس حية خالدة".
وقال: "هذا فكر ديني يغلب عليه الطابع الزهدي، لكنه لا يخلو من منطق، ولا يتقاعس عن طرح العلل تماما كما في الفلسفة من دون أن يهمل العقل والبرهان والمنطق والحجة".
شمس الدين
ثم تحدث الشاعر محمد علي شمس الدين فقال: "إن الشعر والقرآن لم يكونا على وئام، بل على صراع شرس، ذلك قبل أن يلتفت المتصوفة إلى ما في القرآن من رموز وإشارات معجزة، فلكل منهما مصدره المختلف، فالقرآن كلام الوحي الإلهي والشعر كلام الجن".
اضاف: "عندما جاء القرآن شكل إشكالية للشعراء بقوله عنهم غاوون، وأوجد صراعا بين النبي الذي مصدر كلامه الله، والشاعر الذي مصدر كلامه الإبداع". وتابع: "كان صراعا حتى الموت في البداية، واستمرت قليلا إلى أن جاء العصر الأموي فأعاد الشعراء مثل الأخطل والفرزدق وغيرهم للشعر سطوته، ودعموا عصبية الحكم الأموي، فالتفات الإسلام للشعر في هذه اللحظة كان سياسيا بالرغم من أن الأداء كان فنيا. إلى أن لفت المتصوفة للأبعاد العميقة في القرآن، وكشفوا الستار عن نبع عظيم للشعر في القرآن".
وحلل شمس الدين "العلاقة بين الشعر والفن والفلسفة، ووصل إلى نتيجة مفادها أن افتراق النص الفلسفي عن النص الفني هو افتراق في الطريقة وليس في الحقيقة". وتطرق إلى اللحظة المعاصرة فدعا إلى "الانتباه إلى مرافقة الشعر العربي الحديث والمعاصر للشعر الغربي والفلسفة الغربية".
شيا
وأخيرا تحدث الدكتور محمد شيا عن "البعد الفلسفي الإنساني في أدب نهج البلاغة" تمحورت حول "التعريف في الكتاب، ووظيفة الأدب في نهج البلاغة، والبعد الفلسفي في نهج البلاغة بشكليها كفكر وعبر وشذرات وحكم".
وأشار إلى "الاجتهاد الفلسفي في نهج البلاغة من حيث المفردات والكلمات".
ولفت إلى "دعوة الإمام علي في نهج البلاغة إلى العقل والحكمة، وإفساحه المساحة لحرية الإنسان وكرامته"، مقارنا بين "أقوال للفيلسوف أرسطو وشبيهاتها في نهج البلاغة وأساسها العقل والتفكير".
أرسل تعليقك