زار رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين فرنسا ترافقه مسؤولة العلاقات الخارجية الدكتورة ندى شباط بدعوة من السفارة الفرنسية ووزارتي الخارجية والتربية والتعليم العالي والبحث العلمي في فرنسا. وقد عقدا اجتماعات مع رؤساء ومسؤولي جامعات فرنسية منضمة الى مجموعة Sorbonne Paris Cite، ورئيس وأعضاء الCPU (مؤتمر رؤساء الجامعات).
وزار السيد حسين وشباط وزارتي الخارجية والتربية والتعليم العالي والبحث العلمي، وعقدا اجتماعا مع مسؤولين رفيعي المستوى فيها. وبعد عرض العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين، تم طرح المحاور الأساسية لمجمل هذه اللقاءات من أجل دعم اللغة الفرنسية والفرنكوفونية في الجامعة اللبنانية ومن خلالها، وتوطيد علاقات التعاون والتبادل الأكاديمي بخاصة في اختصاصات الآداب، العلوم الانسانية، الاجتماعية، السياسية، الادارية، الاقتصادية، السياحية، الفنون والحقوق، عبر دعم مكتب اللغات التابع للجامعة اللبنانية وزيادة عدد أطروحات الدكتوراه والمنح الداعمة لها والعمل على الدفع قدما بالأبحاث من خلال تدريب كوادر ال HDR وعبر ال codiplomation ودعم المختبرات البحثية.
كما كان اجتماع مع رئيس جامعة Sorbonne Paris Cite الأستاذ جان - ايف ميراندول حيث حضر اللقاء ممثلون عن الجامعات الفرنسية المنضمة الى جامعة Sorbonne Paris Cite وهم : مدير معهد دراسات الدكتوراه جيرار بيلتراندو، جامعة Paris Diderot، سيباستيان ليندي، المستشار الخاص لشؤون الشرق الأوسط، علوم سياسية، فيليب كارلوفان، مدير الشراكات الدولية، جامعة Paris Descartes، دان سافاتوفسكي، مدير معهد الدكتوراه للغات: الوصف والنظرية والنقل، جامعة Sorbonne Nouvelle، ليلى كرنوا، مسؤولة العلاقات الخارجية والأوروبية، جامعة Sorbonne Nouvelle وسولانج مونتان - فيات، نائبة الرئيس للعلاقات الخارجية، جامعة باريس 13.
رئيس الجامعة اللبنانية أثناء اللقاء مع رئيس جامعة Sorbonne Paris Cite الأستاذ جان -ايف ميراندول
استهل السيد حسين الحديث فشكر الحضور وكلا من السفارة الفرنسية في لبنان والمعهد الفرنسي لمساهمتهما في انجاح هذا اللقاء المثمر. وذكر بالعلاقات الثقافية والانسانية والسياسية والتاريخية بين البلدين، وأكد حرصه الدائم على تمتين هذه العلاقات في مجال الفرنكوفونية، من خلال الجامعة اللبنانية. وأشار الى أن "ستين بالمئة من أساتذتها هم فركوفونيون. فاللغة الفرنسية في لبنان تشكل الركيزة الأساسية للفرنكوفونية في لبنان والشرق".
وأشار الى "التراجع الملموس في المستوى اللغوي عموما وفي اللغة الفرنسية خصوصا خلال الأعوام الأخيرة"، معتبرا "أحد أسبابه اتجاه الطلاب نحو الرقمية. من هذا المنطلق وتفاديا لهذه الاشكالية، أسست الجامعة اللبنانية مكتب اللغات الذي أصبح يضم عشرين ألف طالب من أصل سبعين ألفا، حيث ان الشهادة المستحصلة منه هي شبه الزامية لامكانية متابعة الاختصاص الجامعي".
وأضاف: "أيضا أن العلاقات الأكاديمية مع الجامعات الفرنسية قد تطورت بالتعاون المثمر مع الوكالة الجامعية للفرنكوفونية والمعهد الفرنسي والسفارة الفرنسية في لبنان وذلك في الاختصاصات العلمية والتقنية على وجه الخصوص، مما يشجع الجامعة اللبنانية على التعاون أيضا مع هذه الهيئات ومع الجامعات الفرنسية لتطوير ودعم الاختصاصات الأدبية والعلوم الانسانية والاجتماعية والأدبية والآثار، انطلاقا من عمق العلاقات الثقافية والأدبية واللغوية والفنون التي تجمع لبنان وفرنسا".
واقترح رئيس الجامعة اللبنانية بعض الخطوات التي من شأنها تطوير الاختصاصات الأدبية في الجامعة اللبنانية وهي: التعاون مع مكتب اللغات الذي يقدم التعليم والثقافة والأرض الصلبة لتحقيق المستوى الفرنكوفوني المطلوب. تطوير المنهجية والمهارات والتدريب في الاختصاصات الأدبية بعد الافادة من التجربة الناجحة المححقة في هذا الاطار في الاختصاصات العلمية والتقنية، وذلك عبر نقطتين أساسيتين: ضرورة دعم ال cotutelle والدكتوراه عبر زيادة عددها وزيادة عدد المنح الداعمة لها، خاصة أن رئاسة الجامعة أوعزت الى كل الكليات بضرورة انشاء مختبرات بحثية و ربطها بمثيلاتها في فرنسا حيث يصار الى استحداث مشاريع بحثية تهم الطرفين. ولربما أهم العناوين لاقامة هذه الشراكة والتوسع في الانفتاح على الجامعات الفرنسية تكمن في مبادىء المواطنة و حقوق الانسان كل انسان والتلاقي الاجتماعي. ادارة العملية البحثية من خلال ال HDR وذلك لتطوير القدرات البحثية".
وذكر أنه كان قد وضع مؤلفا مهما عن المواطنة يمكن ان يعود بالافادة الى الوسط الأكاديمي والمجتمع اللبناني وبلدان الشرق الأوسط. ذلك ان الثقافة الأكاديمية والتلاقي الاجتماعي وحقوق الانسان والقيم الانسانية هي التي يمكن ان تواجه ثقافة الدمار والقتل.
ميراندول
وكانت كلمة لميراندول الذي أثنى على "الدور الأكاديمي والثقافي المهم للجامعة اللبنانية، وعلى أهمية توقيع اتفاقية تعاون معها، وعلى أهمية المتابعة التنفيذية بعد توقيع هذه الاتفاقية".
ودعا ميراندول الى "الافادة من هذه التعددية في الكليات والاختصاصات، ومن القوة الأكاديمية المهمة الممثلة في هذه المجموعة من الجامعات، وعرض امكانية التحاور المجدي لتطوير العلوم الانسانية والاجتماعية لدى الجامعة اللبنانية، بعد تناول مجالات التبادل والقيام بأطروحات مشتركة على مستوى الدكتوراه".
وبعد التداول اتفق المجتمعون على:
- التعاون الأكاديمي الدولي وبالأخص مع لبنان و الجامعة اللبنانية حيث ان الغالبية الكبرى من الطلاب الأجانب لديهم هم من اللبنانيين بالاضافة الى السوريين والفلسطينيين.
- ضرورة تطوير التعاون على مستوى الcotutelle والدكتوراه وتدريب أساتذة اللغة الفرنسيّة عبر دعم مكتب اللغات وتقديم الدعم المالي لتبادل الطلاّب.
- أهمية استحداث اختصاصات ضمن الco-diplomation .
- وجوب تحقيق التوازن بين الدعم المالي للاختصاصات العلمية والأدبية.
- التعاون والتنسيق بين الأساتذة بهدف استحداث مشاريع بحثية جديدة.
- تطوير التعاون في العلوم الانسانية والاجتماعية عبر ايجاد الصيغ المناسبة لذلك والتبادل الطلاّبي على صعيد الماستر وعبر الأطروحات المشتركة على مستوى الدكتوراه.
وكخطوات تنفيذية تمّ الاتفاق على ان تعيّن Sorbonne Paris Cite لجنة مصغّرة من المسؤولين فيها لمتابعة تطوير العلاقات الأكاديمية مع الجامعة اللبنانية، وذلك تحت ادارة مكتب العلاقات الخارجية فيها، على ان يصار أيضا الى تعيين لجنة مماثلة من كليات الجامعة اللبنانيّة للتنسيق والمتابعة تحت اشراف الرئاسة وعبر مكتب العلاقات الخارجية.
توقيع مذكرة تفاهم
وقعت الجامعة اللبنانية مذكرة تفاهم مع CPU (مؤتمر رؤساء الجامعات) بحضور رئيس الجامعة ومسؤولة العلاقات الخارجية فيها عن الجانب اللبناني، وكل من الدكتور خالد بو عبد الله نائب الرئيس ورئيس جامعة سان اتيان وجاك كامبي مسؤول العلاقات الخارجية، وجان - لوك ناهل رئيس جامعة روان ومسؤول النشاطات الدولية، وجان - لوك كليمان ممثلا لوزارة التربية والتعليم العالي و البحث العلمي عن الجانب الفرنسي.
تهدف هذه المذكرة الى: تشجيع تبادل الطلاب، تمتين العلاقات بين معاهد الدكتوراه، تحسين الاعتراف بالشهادة ووضع أسس الشهادة المشتركة codiplomation.
وسوف يتألف فريق عمل من الجامعات الفرنسية والجامعة اللبنانية تقع عليه مهمة تقديم تقرير مفصل لهذه الأهداف من أجل وضعها قيد التنفيذ. كما ستحدد الجامعة اللبنانية منذ الآن المحاور الأساسية الجاهزة لبدء التعاون.
الاجتماع في جامعة فرساي للهندسة المعمارية
كذلك كان اجتماع مع نائب رئيس جامعة فرساي للهندسة المعمارية السيدة امال لالو والمسؤولة عن المختبر البحثي السيدة كاترين برويان ومجموعة من الأساتذة، لمتابعة شؤون الماستر البحثي في علوم هندسة العمارة، المناظر الطبيعية والأراضي بين الجامعتين، وقد أثنى الحضور على المستوى العلمي الرفيع لدى طلاب الجامعة اللبنانية خصوصا للذين يتابعون دراستهم في هذا الماستر البحثي المعتمد في معهد الفنون الجميلة كما أثنوا على مصداقية وحسن ادارته.
وتقرر بنتيجة الاجتماع متابعة الشراكة في هذا الماستر البحثي للهندسة المعمارية نظرا لأهميته القصوى في مجال الدراسات العليا، وتوسيع آفاق التعاون لناحية نشر الأبحاث والأطروحات المشتركة والتبادل الأكاديمي للأساتذة والطلاب والبرامج المدرسة.
في وزارة الخارجية
وفي وزارة الخارجية كان اللقاء مع كل من نائب مدير التعاون الثقافي الجامعي والبحوث فاليري فرولان، رئيس قسم تطوير التعليم العالي دومينيك بوردس، ونيكولا بريان وكورين بيدو وجان لوك كليمان ممثلا لوزارة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي عن الجانب الفرنسي.
وتم البحث في سبل التعاون، بعدما أثنى الجانب الفرنسي على أهمية الدور للجامعة اللبنانية.
وأكد رئيس الجامعة بدوره على أن "الجامعة اللبنانية هي مؤسسة عامة تؤمن بوحدة لبنان وبالعلاقات الطيبة بين لبنان وفرنسا، مركزا على نقطتين أساسيتين: المواطنة، حقوق الانسان أي انسان، فالفكر العربي والاسلامي يتطور ويجب ان يتطور من خلال التعليم وما له من تأثير ايجابي مباشر في التنمية المستدامة، ولا بد من ان تكون العقلانية هي المرتكز الأساسي لذلك، هذا مع الاشارة الى ان المواطنة قد أدخلت في كتاب التربية الوطنية نظرا لدورها الايجابي في تهذيب الخلق والمجتمع. أما عن انعكاس هذا التوجه على التعليم العالي فيكون ذلك من خلال اختصاصات العلوم السياسية، الحقوق، العلوم الاقتصادية والادارية، الاداب والفنون. وانطلاقا من كون العلاقات اللبنانية الفرنسية هي علاقات واعدة للمستقبل".
واقترح رئيس الجامعة ما يلي: مواجهة الارهاب بالفكر و الثقافة و الانفتاح، ايجاد حل للصراع العربي الاسرائيلي لأن الهروب من هذا الموضوع سيعقد الحالة القائمة أكثر فأكثر، لتعلق هذه الأزمة بمستقبل لبنان والشرق بكامله".
وأشار إلى أن "لبنان يحترم التعددية الثقافية والدينية، فلا بد اذا من العمل على اقامة دولة مدنية قوية تعنى بمصلحة المواطن.
فرولان
وألقى فرولان كلمة أشار فيها الى ان "رئيس الجامعة اللبنانية وضع الحوار على مستوى عال ويصعب الرجوع الى الوراء. كما أعرب عن سعادته في استقباله مع مسؤولة العلاقات الخارجية، مشددا على "أهمية هدف هذه الزيارة والتلاقي مع مجموعة من الجامعات الفرنسية وتطوير البحث العلمي على مستوى الدكتوراه وتقوية اللغة الفرنسية في لبنان والشرق الأوسط".
وأكد السيد حسين بدوره "متابعة طلب الدعم المناسب من السفارة الفرنسية لتقوية المستوى اللغوي الفرنسي في الجامعة اللبنانية"، لافتا الى "دوره كرئيس للجامعة اللبنانية وكونه أيضا وزيرا سابقا مما يساهم في تطوير مفهوم المواطنة، وبخاصة أنه وضع مؤلفا عن المواطنة متمنيا ترجمته الى اللغة الفرنسية.
وختم منوها ب "الدور الفرنسي في اوروبا وفي الشرق الأوسط الذي هو دور أساسي ومحوري، يساعد في تطوير العلوم الانسانية الكفيلة بتقديم الحلول لبعض المشاكل التي أثيرت. وأعرب عن استعداد الجامعة اللبنانية لاستقبال اي مفكر فرنسي يمكنه المساعدة في تطوير مفهوم المواطنة وحقوق الانسان".
وأشار الى فكرة مشروع تحويل منزل تاريخي يعود للرئيس شارل ديغول في بيروت الى متحف، مما لاقى استحسانا كبيرا عند المسؤولين الفرنسيين الذين وجدوا في تطبيق هذه الفكرة غنى ثقافيا وابداعيا يترجم في تحويله الى معلم أثري.
في وزارة التربية والتعليم العالي و البحث العلمي
كما زار السيد حسين وشباط وزارة التربية والتعليم العالي و البحث العلمي. وحضر عن الجانب الفرنسي من السادة: مفوضة للعلاقات الأوروبية والدولية والتعاون ماريان دو بروهوف، مدير برنامج الدول الشرق أوسطية والخليج ايريك غارنيه، ومساعد للتعليم العالي بعثة أوروبا والدول للبحث والابتكار والتعليم العالي إيف فالا، وجان لوك كليمان ممثلا لوزارة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي.
وشكر السيد حسين الجهود الفرنسية المبذولة والاهتمام بالجامعة، مشيرا الى "الاجتماع الذي حصل مع CPU ومع Sorbonne Paris Cite وما أثمر عنهما من نتائج مهمة، والى الشراكة الفرنكوفونية المنطلقة من الثقافة العالمية الفرنكوفونية والمستوى التعليمي الرفيع، وللعلاقة الوطيدة مع السفارة الفرنسية العاملة في لبنان"، شاكرا "السفير الفرنسي وكل المسؤولين في السفارة الفرنسية".
وقال:"ان العلاقة مع وزارة التربية والتعليم العالي الفرنسية تاريخية وعلاقة مهمة وقد تم البحث في نقاط أكاديمية وثقافية وفي الدكتوراه، وفي نظام LMD المطبق منذ سنوات"، متمنيا "حماية الثقافة الفرنسية ولغتها خاصة مع طغيان اللغة الانكليزية وتقدم الثورة الالكترونية وعالم الانترنت. فالجامعة اللبنانية تمثل كل لبنان لأنها جامعة الدولة اللبنانية، وهي تضم الأغنياء والفقراء على حد سواء، كما تضم ابناء المدن وأبناء القرى ومن كل الطوائف، كما أن رئيس الجامعة يحمي هذا التوازن مما يعكس التجربة اللبنانية الناجحة في التعايش المشترك".
وقد أكد المسؤولون الفرنسيون بدورهم "ضرورة الانفتاح وارادة العيش سويا، وان فرنسا متمسكة بالمدرسة العلمانية لناحية المساواة في التعليم مهما كانت ديانة الطالب أو انتماؤه أو خياراته".
وقد تم الاتفاق بين الجامعتين على ما يلي : إعلاء المستوى العلمي، دعم الcodiplomation، التعاون الأكاديمي والثقافي في كافة أوجهه، دعم معاهد الدكتوراه،
تطوير مختبرات بحثية، زيادة الأطروحات المشتركة، دعم دبلوم ال HDR للاساتذة الباحثين، اعلاء مستوى اللغة الفرنسية من خلال دعم مكتب اللغات التابع لرئاسة الجامعة".
كما تم التباحث في أهمية جعل الجامعة اللبنانية جامعة رقمية وهو موضوع الساعة والذي يتطلب ويساهم في دعم اللغة الفرنسية والفرنكوفونية.
وفي الختام، أثنى الحاضرون على "أهمية هذه الزيارة لأنها فتحت آفاقا جديدا للتعاون الأكاديمي مع الجامعة اللبنانية، مما ينعكس ايجابا على التعليم العالي وعلى الفرنكوفونية في لبنان ويؤكد تطوير العلاقات الثقافية واللغوية بين البلدين لما لهما من تاريخ مشترك منير في عالم العلم واللغة والمعرفة".
أرسل تعليقك