واشنطن - فلسطين اليوم
اكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الاربعاء في مستهل زيارة رسمية الى الولايات المتحدة ان بلاده هي اليوم بحاجة ماسة الى استثمارات اجنبية.
وقال السبسي خلال اجتماع مع رجال اعمال اميركيين حضرته وزيرة التجارة الاميركية بيني بريتزكر ان "تونس بدأت مسيرة تنمية اقتصادية واجتماعية ستقودها الى مزيد من الاستقرار".
واضاف السبسي الذي اصبح في كانون الاول/ديسمبر اول رئيس للجمهورية التونسية ينتخب ديموقراطيا بالاقتراع العام المباشر انه "لو طلب المستثمرون ان يأتوا الى تونس قبل عام ونصف العام لما كنت نصحتهم بذلك".
واذ شدد على خطورة التداعيات الناجمة عن الوضع المتدهور في ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى، اكد الرئيس التونسي الذي يأمل الحصول من واشنطن على دعم عسكري اكبر للتصدي للخطر الجهادي، ان بلاده حققت "تقدما كبيرا في مكافحة الارهاب".
وخصص الرئيس التونسي حيزا من كلامه للتأكيد على "الاستقرار" السياسي الذي تنعم به بلاده وعلى الفارق بينها وبين جيرانها في هذا المجال، مؤكدا من ناحية ثانية ان "الاسلام هو دين التسامح وفي تونس الاسلامي يقبل التعايش مع سائر الديانات الاخرى"، مذكرا خصوصا بوجود اقلية يهودية في هذا البلد.
واضاف "لدينا قوانين وقطعنا تعهدات بشأن سلسلة اصلاحات"، مشيرا الى ان موازنة 2015 كانت قد انجزت حين وصل الى السلطة وبالتالي فان هامش المناورة الذي كان متاحا امامه في هذا المجال كان ضيقا.
من جهتها قالت بريتزكر ان "تونس بحاجة الى رؤية اقتصادية بعيدة المدى لاقناع المستثمرين"، مشددة ايضا على ضرورة ان تكون هناك "مقاربة بعيدة المدى على الصعيد الامني".
ويلتقي الرئيس التونسي صباح الخميس نظيره الاميركي باراك اوباما الذي سيستقبله في مكتبه البيضاوي بالبيت الابيض في اجتماع تامل منه تونس "تدعيم إمكانياتها العسكرية والامنية التونسية بالمعدات وكذلك بالتدريبات".
وفي 10 نيسان/ابريل الفائت اعلن نائب وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن ان واشنطن تعتزم مضاعفة مساعداتها سنة 2016 لقوات الامن والجيش في تونس لتبلغ 180 مليون دولار، وذلك بعد هجوم دموي في 18 اذار/مارس الماضي على متحف باردو الشهير بالعاصمة تونس اسفر عن مقتل 21 سائحا اجنبيا وشرطي، وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.
ومنذ الاطاحة في مطلع 2011 بالرئيس زين العابدين بن علي، قتل نحو 80 من عناصر الامن والجيش واصيب نحو 200 آخرين في هجمات لمسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، خططوا وفق السلطات التونسية لتحويل تونس الى "أول إمارة اسلامية في شمال افريقيا".
وفي الخامس من اذار/مارس الماضي حث الرئيس الأميركي تونس على القيام بإصلاحات لإنعاش اقتصادها المتعثر، وللحفاظ على التقدم الديموقراطي الذي تشهده البلاد منذ ثورة 2011.
ورغم ان مختلف الحكومات التي تعاقبت على تونس منذ ثورة 2011، اعلنت نيتها القيام بهذه الاصلاحات، إلا انها لم تطبق حتى الان بسبب ما شهدته البلاد من ازمات سياسية واجتماعية متتالية.
وسبق للباجي قائد السبسي ان التقى اوباما خلال زيارة قام بها في 2011 الى الولايات المتحدة عندما كان رئيسا للحكومة الانتقالية التي قادت تونس حتى اجراء انتخابات المجلس الوطني التاسيسي التي فازت بها حركة النهضة الاسلامية.
أرسل تعليقك