القاهرة ـ فلسطين اليوم
فيما تتوالى المشاورات بشأن التشكيل الوزاري الجديد يدور جدل عارم حول وزارة الثقافة وتموج الصحف ووسائل الإعلام والفضاء الالكتروني بآراء متعددة حول الواقع والمأمول وضرورة تجسير الفجوة بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون.
وإذ تحفل الصحف ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية بتكهنات وتوقعات وتعليقات شتى حول التشكيل الوزاري الجديد وانتظار رجل الشارع المصري لحكومة تتحلى بالتفكير خارج الصندوق والحلول المبدعة والحسم في مواجهة أي فساد والجرأة في اقتحام المشكلات ، فإن وزارة الثقافة تحظى بنصيب لافت من هذا الجدل.
ولا ريب أن وزارة الثقافة مدعوة بالحاح لتبني رؤية شاملة للتعامل بمزيد من الكفاءة مع مرحلة دقيقة في مسيرة شعب مصر العظيم وصولا لمستقبل أفضل يستحقه هذا الشعب الذي قدم تضحيات هائلة عبر مسيرته المديدة وأن يحصل على الخدمات الثقافية التي تعد حقا من حقوقه.
كما أن دواعي الإنصاف تقتضي التنويه بالنوايا الطيبة لقيادات تولت مناصب رئيسة في وزارة الثقافة ، وأمسكت بتلك الحقيبة الوزارية الهامة في السنوات الأخيرة ، فيما كان الدكتور عبد الواحد النبوي هو سابع وزير للثقافة في مصر منذ ثورة 25 يناير 2011.
وبعيدا عن أي "شخصنة" لمسألة المواقع القيادية في وزارة الثقافة ناهيك عن منصب الوزير و"بورصة التوقعات بشأن وزير الثقافة الجديد" ، فإن هناك شعورا عاما بين الجماعة الثقافية المصرية بأن هذه الوزارة بحاجة لرؤية شاملة وعميقة تتناسب مع تحديات قاسية لمرحلة غير عادية في الحياة المصرية والمعطيات الإقليمية والعالمية.
وثمة تحذيرات مشحونة بالقلق تتردد من حين لآخر حول عملية انتقال تدريجي للثقل الثقافي من مصر لمراكز أخرى في المنطقة ، الأمر الذي يتطلب بالضرورة اهتماما أكبر من وزارة الثقافة بموارد القوة الناعمة المصرية حتى لا يأتي وقت نجد فيه أنفسنا حسب بعض الطروحات "من دول الهامش الثقافي والإعلامي وبما لا يتناسب بأي حال من الأحوال مع الإمكانات الثقافية المصرية والرغبة المشروعة في الصعود واستعادة الدور المصري في الإقليم وسط فضاء إقليمي وعالمي تتشكل ملامحه الجديدة".
ومنذ ثورة الخامس والعشرين من يناير - تعاقب على وزارة الثقافة المصرية سبعة وزراء هم: الدكتور جابر عصفور ، ومحمد عبد المنعم الصاوى ، والدكتور عماد أبو غازى ، والدكتور شاكر عبد الحميد ، وعلاء عبد العزيز ، والدكتور محمد صابر عرب ، فيما عاد عصفور للمنصب الوزاري في حكومة المهندس إبراهيم محلب التي شهدت تعديلا وزاريا في شهر مارس الماضي ليأتي الدكتور عبد الواحد النبوي وزيرا للثقافة.
ولئن أشار الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة في سياق تناوله قضية اختيار المسؤولين في المناصب الكبرى إلى وجود لغط كبير يدور حول هذه القضية منذ زمن بعيد ، فإنه تحدث في الوقت ذاته عن انسحاب كفاءات وخبرات كثيرة في خضم هذا اللغط وبما يتعارض مع مقتضيات عصر يتطلب بالضرورة الخبرات والكفاءات والتميز.
أرسل تعليقك