الكرنتينا قلعة تاريخية في قلب مدينة الخليل
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

"الكرنتينا" قلعة تاريخية في قلب مدينة الخليل

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - "الكرنتينا" قلعة تاريخية في قلب مدينة الخليل

قلعة الكرنتينا
الخليل - فلسطين اليوم

قلعة تاريخية تقع في حضن جبل في البلدة القديمة من مدينة الخليل، تأخذ شكلا هندسيا يعبر عن أهمية المكان ومكانة المدينة التاريخية، التي تحمل لمسات وآثار من حقب تاريخية متعاقبة مرت على ارض فلسطين من عهود الرومان، والبيزنطيين والمماليك، والعثمانيين.

وأوضح المهندس المعماري حلمي مرقة، إن 'الكرنتينا' قلعة شيدت منذ بداية القرن الثامن عشر (عام 1848م)،  بهدف إنشاء مواقع للحجر الصحي، وسميت في حينه 'تحفظخانة' وهي كلمة تركية تعني الحجر، واستخدمت لإقامة القادمين للمدينة من خارجها للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية والمتفشية وكانت هذه المنشات منتشرة على مستوى أوروبا والوطن العربي، لتفادي انتشار الأمراض المعدية التي كانت تحصد الآلاف من البشر نظرا لعدم تواجد دواء وطعوم لهذه الأمراض الفتاكة.

وأضاف يأخذ المبنى شكل القلعة الصحية، وتوجد في عدة مواقع في فلسطين ولكن في الخليل حافظت على تسميتها 'الكرنتينا' وباقي المناطق سميت بالسرايا، واستخدمت لإغراض مختلفة، والمفهوم كبناء للموقع يرمز للضخامة وأهميته الوظيفية المتوخاة من إنشائه هو العزل الصحي، المدخل يمثل رمزا لمداخل المدن التاريخية، كمدخل خان الخليل، والقناطر، وتتمتع بالحماية والعزل.

ويحيط بالمبنى سور حجري مرتفع يتخذ شكل المربع، ويضم بداخله عددا من المباني والغرف، بقباب وأقواس ضخمة تجاوزت 18 غرفة، والتي تستخدم اليوم كمركز وعيادات صحية للبلدة القديمة، وللسور مدخل ضخم  كمدخل القلعة المحصنة، نقش أعلى بوابته بأحرف عربية وباللغة التركية، أنها أنشأت في عهد السلطان العثماني عبد المجيد بن محمود عام 1265 هجري.

ومن حيث قوة البناء، قال مرقة، من المعروف أن استخدام المكونات للأسطح والجدار في المباني القديمة يمكن أن يعيش ألف عام، في حين أن عمر الخرسانة الافتراضي مئة عام، بسبب استخدام الحديد الذي يتعرض للصدأ، ولذلك تصمد المباني التاريخية أمام العوامل الجوية والظروف البيئية، مبينا انه للحفاظ على هذه المباني ، يجب استخدام مواد مشابهة للمبنى في عمليات الترميم، بالإضافة إلى أن عملية الترميم موضوع شائك، وتحتاج إلى كوادر مدرب، واستخدام مواد تساعد على حل مشاكل الرطوبة، مشددا على توفير التمويل الجيد، وتحديد الهدف من عملية الترميم وأمده.

وأشار إلى أن استعمال الكرنتينا حاليا كعيادة صحية اختلف عن الهدف من تشييدها، مبينا أن هنالك تحديات كبيرة لاستغلال هذه المباني التاريخية  كمتاحف، خاصة أن الكرنتينا  قريبة من منطقة استيطانية وتقع في البلدة القديمة التي تخضع لسيطرة سلطات الاحتلال التي تعيق حرية الحركة وتمنع من استغلال المبني كمعلم سياحي تاريخي.

من جانبه، أشار المواطن سالم أبو اسنينة، أن الكرنتينا، كانت تستعمل لأغراض الحجر الصحي للأمراض المعدية مثل الطاعون والكوليرا ، وكان الموتى يدفنون في المقبرة القريبة منها فورا، كما استغلت الدولة العثمانية فيما بعد الموقع كسجن للفارين من خدمة الجيش، المعروفة في حينها 'بالسخرة'.

وأضاف كما أعيد استعماله كعيادات طبية في فترة الاستعمار الانجليزي والعهد الأردني والاحتلال الإسرائيلي، كما طورت السلطة الوطنية استخدام الكرنتينا كعيادات طبية وشملت عيادات أنف وأذن وحنجرة ، الغدد ، السكري، نسائية، وتنظيم أسرة، وأطفال، وعظام، وأمراض جلدية، ومختبر عام، وصيدلية تابعة لمديرية الصحة.

مبينا انه لا يوجد عيادة مثلها في كل فلسطين من حيث المساحة، والتصميم الهندسي والجمالي، مشيرا إلى أن البلدة القديمة من مدينة الخليل تزخر بالعديد من المعالم التاريخية إلى بنيت خلال الحقبة العثمانية، منها الحمام التركي الذي تعيد ترميه لجنة إعمار الخليل بتمويل من مؤسسات تركية، ليحاكي الوظيفة التي انشأ من أجلها، وجلب السياحة المحلية والعربية والأجنبية، للتعرف على المدينة التاريخية التي تحتضن إرثا حضاريا غنيا بالمعالم التاريخية .

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكرنتينا قلعة تاريخية في قلب مدينة الخليل الكرنتينا قلعة تاريخية في قلب مدينة الخليل



GMT 01:47 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"أدنوك" الإماراتية تدرس بيع حصة في شركة الغاز التابعة لها
 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday