أكّد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" خضر حبيب، أنَّ "حركة الجهاد الإسلامي ليست سببًا في الانقسام الفلسطيني، وهي أول من لعن الانقسام".
وأضاف القيادي، أنَّ الحركة أصدرت موقف واضح يؤكّد أنَّ هذا الانقسام نكبة جديدة ألمت بشعبنا وقضيتنا لا تقل خطورة عن نكبة 48، ونكسة 67، وعملنا جنبًا إلى جنب مع كل الرافضين للانقسام من أبناء شعبنا، لتجاوز هذا الانقسام، رغم اعتراضنا وتحفظاتنا على كثير من النقاط التي وردت في اتفاق المصالحة، لكن نحن وقعنا على هذا الاتفاق لأنَّنا نريد إنهاء هذا الانقسام الذي تضرر منه شعبنا وقضيتنا والمستفيد الأكبر والأول هو المشروع الصهيوني.
وأفاد في تصريح صحافي، اليوم الاثنين: "نحن في حركة الجهاد الإسلامي، نقول حتى يتم إنهاء الانقسام، يجب البحث ومعالجة مسببات هذا الانقسام، وفي تقديرنا سببه الأول هو "اتفاق أسلوا"، الذي أحدث إنقسام سياسي ومعنوي ونفسي داخل الساحة الفلسطينية، وبعد تطور هذا الانقسام أصبح انقسامًا جغرافيًا".
وأوضح: "لابد من مراجعة ما بعد أسلوا، واستيفاء العبر والدروس من هذه الفترة نحو بلورة رؤية وطنية جامعة من خلال حوار وطني جامع، يشارك فيه الجميع ويصيغ هذه الرؤية الجميع ليعمل كل أبناء شعبنا لتحقيقها".
وقال: "يجب أن نؤكد بأن العدوان الإسرائيلي لم يتوقف ولن يتوقف على شعبنا الفلسطيني، والصراع مستمر مع العدو الصهيوني، وفي تقديرنا إسرائيل لا يروق لها أن يبقى فلسطيني واحد حاملًا لسلاحه، وتريد من الفلسطينيين أن يركعوا ويذعنوا للسياسية والمخططات الصهيونية".
وذكر: "نحن نتوّقع دائمًا عدوان مستمر من الكيان الصهيوني، والحصار سيزداد شدة ويتكرس لأن الحصار المفروض على قطاع غزة، بقرار سياسي إسرائيلي يخدم أجندة صهيونية من أجل محاصرة المقاومة، وفي النهاية ضربها في الآلة الحربية الصهيونية".
وتابع: "الحروب لم تنتهي مع العدو الصهيوني، وإسرائيل عدوانها متواصل، وفي تقديرنا بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية سيكون العنوان الأول لها، هي مواجهة قطاع غزة، وكيفية كسر شوكة المقاومة وإنهاء مقاومة قطاع غزة لأن إسرائيل لا يروق لها أنّ تبقى المقاومة خنجر في خاصرتها".
وأتم: "المقاومة محاصرة كشعبها الفلسطيني، ولكن ليس أمامها من خيار إلا وأن تستعد لجولات مقبلة مع العدو الصهيوني، وليس في حساباتها أن ترفع الراية البيضاء، وأن تتنازل عن الثواب والحقوق الفلسطينية، وبصدور أبنائها وأدواتها البسيطة مصممة على الوقوف والصمود من أجل الدفاع عن شعبنا الفلسطيني وقضيتنا الفلسطينية
وبين: "هناك استعدادات وتجهيز وإعداد من كل فصائل المقاومة لصد أي عدوان جديد على شعبنا الفلسطيني".
وأشار إلى: "الحرب المقبلة مع العدو الصهيوني بكل تأكيد ستكون أعنف، لكن المقاومة مصممة على البقاء والدفاع عن حقوق شعبنا، والعالم الظالم الذي يصمت ويغمض عيناه عن مأساة شعبنا الفلسطيني، وأمام الجرائم الصهيونية هو من يتحمل المسؤولية".
ونوْه: "ليس أمامنا من خيار كشعب فلسطيني إلا وأن نتمسك بحقوقنا، فالبديل هو رفع الراية البيضاء وأن نستسلم حتى لا تدمر البيوت ولا تقلع الأشجار، وفي تقديرنا كل شيء يهون في سبيل حرية شعبنا واسترجاع حقوقه وألا نستسلم".
وشدد: "سنعمل بكل ما أوتينا من قوة على ألا يستقر الكيان الصهيوني وينفذ مخططاته ويحظى بالأمن والاستقرار في فلسطين".
واعتبر القيادي في حركة "الجهاد"، أنَّه ضمن المعطيات الموجودة لدى المقاومة لا تملك أنّ تضرب الكيان وتزيله عن الخارطة، لكن إن كان هذا الأمر في هذه الفترة غير ممكن، المقاومة ستجعل هذا الكيان لا يهنأ في وجوده في فلسطين".
ورأي حبيب، أنَّ إسرائيل قد تستغل حالة الانشغال العربي في محاربة التطرَّف، وفلسطين ليست لها مكانة في الأجندة العربية، ويمكن للعدو الصهيوني أنّ يستغل هذا الانشغال ويشن حرب وعدوان جديد على قطاع غزة.
وصرّح: "إسرائيل بكل قوتها لن تستطيع ولن تستطيع وقف مقاومة شعبنا الفلسطيني الحر الذي يدافع عن أقدس قضية، ويدافع عن حقوقه، وصاحب الحق هو قوي بما يمتلك من حقوق".
ولفت حبيب، إلى أنَّ حركة "الجهاد الإسلامي" استفسرت من حركة "حماس" حول موضوع التهدئة مع الاحتلال.
وأردف قائلًا: "ما حصل بضبط كما أخُبرنا، أن هناك مقترح جلبه روبرت سيري في زيارته الأخيرة إلى قطاع غزة، ورمى هذه المبادرة وغادر، ووجهة نظرنا مع حركة "حماس"، أنَّه لا يمكن لأي طرف أن يقبل تهدئة ويعلنها من دون موافقة كل الأطراف الفلسطينية، التهدئة مع الاحتلال من دون شروط ومن دون إجماع وطني لا يمكن".
ووضح: "يمكن القول أن هذه الضجة التي تجري غير مبررة، "حماس" لا تملك أن تعقد إتفاق تهدئة مع الاحتلال، لأن حركة "الجهاد" سترفض هذه التهدئة إذا لم تشمل الكل الوطني الفلسطيني، وإذا لم تلبي حاجات ومصالح شعبنا الفلسطيني".
وأعلن: "أي تهدئة طويلة الأمد مع العدو الصهيوني مرفوضة، لأن هذا العدو يبحث عن التهدئة لتسريع فرض وقائع مشروعه على حساب حقوق شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة".
وختم حديثه، قائلًا: "إعطاء العدو الصهيوني تهدئة طويلة الأمد يعني إننا منحناه فرصة من الوقت لإنجاز ما تبقى من مشروعه لتهويد الحقوق الفلسطينية والقدس".
من جهته، رحب رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري، بتقرير اتحاد وكالات التنمية الدولية، الذي يضم 45 منظمة إغاثية دولية، والذي حذر فيه من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة بعد مرور أكثر من ستة أشهر على مؤتمر الدول المانحة في القاهرة وانتهاء العدوان الإسرائيلي من دون بدء الإعمار.
وشدّد الخضري، في تصريح صحافي له، اليوم الاثنين،على أهمية هذه التقارير من المؤسسات والهيئات والشخصيات الدولية لكن يجب أن تدعم بضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار المشدد منذ ثمانِ سنوات وفتح المعابر وبدء الاعمار.
ودعا الخضري، الدول المانحة لضرورة الوفاء بالتزاماتها من أجل بدء الاعمار، مؤكّدًا في الوقت ذاته أنَّ البوابة الحقيقية لإنهاء الحصار وبدء إعمار حقيقي هو فتح الإحتلال الإسرائيلي للمعابر التجارية والسماح بالاستيراد والتصدير من دون قوائم ممنوعات ومن دون قيود.
وقال: "الوضع في قطاع غزة الذي يقطنه قرابة مليوني مواطن يزداد صعوبة وكارثية بشكل يومي في ضوء استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد، وما يترتب عليه من أزمات كبيرة وكثيرة".
وتابع: " تضاعفت معاناة غزة المحاصرة بعد الحرب في تموز/يوليو 2014، آلاف المواطنين ممن فقدوا منازلهم ما يزال عدد كبير منهم بلا مأوى، ويعيشون في مراكز إيواء ويفتقرون لمقومات الحياة الأساسية".
وأكّد أنَّ الحصار دمر اقتصاد غزة، وأنَّ أكثر من مليون مواطن يعيشون على المساعدات، وفاق مستوى البطالة 50في المائة، موضحًا أنَّ 80في المائة من المصانع متوقفة كليًا أو جزئيًا عن العمل بسبب منع بعض المواد الخام من الدخول.
وبيّن أنَّ القطاع يعاني من أزمة كبيرة في كل البنى التحتية من ماء وصرف صحي وخدمات صحية، وأنَّهم على حافة الانهيار، لافتًا إلى أنَّ 95في المائة من مياه غزة غير صالحة للشرب.
أرسل تعليقك