أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبوظريفة، السبت، أن عودة التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس يعيق الاستعدادات إلى عقد حوار وطني شامل من أجل إنهاء الانقسام، واصفًا خطوات التحضير للحوار بأنها تسير ببطىء، وأن التقدم محدود في هذا الاتجاه.
وأوضح أبوظريفة أن التجاذبات والمناكفات الأخيرة عقب مؤتمر داخلية غزة، الذي اتهمت فيه جهات أمنية وسياسية في رام الله بالوقوف خلف تفجيرات غزة، وما أعقبه من تصريحات وردود فعل من قيادات السلطة والحكومة، إضافة إلى تمسك حماس بضرورة حل مشكلة الموظفين كرزمة وحدة بما يقف عائقًا أمام جهود جمع الطرفين والبدء في حوار وطني شامل.
ونبَّه أبوظريفة إلى أن طرفي الانقسام ليس لديهما إدارة حقيقية اتجاه إنهاء ملف الانقسام، معتبرًا أن الحالة السياسية الفلسطينية في ظل التحديات "الإسرائيلية" تتطلب وحدة وطنية تجنب المواطنين مزيدًا من المعاناة وتعزز قوة الصمود لديهم، قائلًا: إذا لم ينتهِ الانقسام فإن الحركة الوطنية والقضية الفلسطينية في مجملها ستكون الخاسرة.
واعتبر أبوظريفة أنه من الضروري تنفيذ الاتفاقات كافة، التي جرى توقيعها بين طرفي الانقسام، وأنه من الضروري أن تقوم حكومة الوفاق الوطني بدورها تجاه قطاع غزة وحل المشاكل كافة في غزة، مؤكدًا أن المدخل لذلك يكمن في الحوار الوطني الشامل عبر الفصائل والقوى الفلسطينية وحكومة الوفاق وحركتي فتح وحماس.
وطالب الهيئة القيادية العليا لمنظمة التحرير بضرورة الانعقاد بشكل سريع لتقف أمام القضايا كافة التي تعارض المشروع الوطني الفلسطيني، وأن حركة حماس مطلوب منها أن تخطو خطوة نحو الأمام في اتجاه الاستجابة إلى المبادرات المتعلقة بحل مشكلة موظفي غزة والملفات الأخرى.
ودعا أبوظريفة حماس إلى تسهيل عمل وزراء الوفاق في غزة، وفقًا لما جرى التوافق عليه سابقًا، مشيرًا إلى أن ذلك أيضًا يحتاج إلى حوار ووضع آليات تنفيذية، وأنهم في الديمقراطية سيواصلون مع الفصائل الفلسطينية بذل مزيد من الجهود لتحقيق الوحدة الوطنية، عبر الحوار الوطني الشامل.
في سياق متصل، أكد المتحدث باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" الدكتور فايز أبوعيطة أنه لا بديل عن الدور المصري في رعاية ملف المصالحة الفلسطينية، مضيفًا: نرحب بأي جهد عربي أو دولي لرأب الصدع بين حركتي فتح وحماس، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن مصر هي الراعي لملف المصالحة.
كان نائب وزير الخارجية الروسي المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوجدانوف قد أعلن في تصريحات صحافية أخيرًا استعداد موسكو لاستضافة لقاء للمصالحة بين حركتي "حماس" و"فتح".
وأضاف الناطق باسم فتح "اتفاقات المصالحة الموقعة فى القاهرة والدوحة ومخيم الشاطىء في غزة تناولت كل القضايا الخلافية بين فتح وحماس، والأمر لا يحتاج إلى حوارات جديدة بل يحتاج إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وأن المطلوب من حركة حماس ضرورة الالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق أو التوافق عليه في اتفاقات المصالحة الفلسطينية".
وأشار إلى أن أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يمرون بظروف مأساوية على كل المستويات وأوضاعهم الاقتصادية تزداد صعوبة وتعقيدًا بعد العدوان "الإسرائيلي" الأخير الصيف الماضي، لاسيما المهجرون الذين باتوا بلا مأوى بعد تدمير منازلهم.
ونوَّه إلى إن "هذا يتطلب من الجميع، لاسيما حماس، التعامل بجدية أكثر مع ملف المصالحة التي تعد بمثابة "بوابة إجبارية" لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وإعادة الإعمار ورفع الحصار "الإسرائيلي" والتخفيف من معاناة أهلنا في غزة".
أرسل تعليقك