بقلم - ريم أحمد الحوراني
سألني، لِمَ أصبح كلُّ ما تكتبين فيه شيء من السواد، لِمَ أصبحت حزينة بعد كل ذلك التفاؤل الذي بدأت به..
ابتسمت، لَمْ تكن عندي إجابة، حينها وعدته أني في المرة المقبلة سأكتب عن الفرح.. ومنذ ذلك الحين لم أكتب شيئًا.!
هل الحزن هو من يدفعني للكتابة؟ أو هكذا نحن عندما نكون سعداء نختبئ وراء الجدران، نخشى من إعلان ذلك الفرح كي نبقيه أطول فترة ممكنة، ولكن؛ عندما نحزن ننشره على الملأ، أنظروا أنا حزينة، نعم؛ لدي مشاعر، وأحزن،أريد بعض التعاطف، أصبحنا نتسوّل المشاعر، نظرة حزينة من ذلك ، كلمة مواساة من تلك، وأحيانًا نمل من كثرتهم، فنصدر ذلك القرار؛ لن أتعاطف اليوم مع إنسان.
أصبحت تلك مواقع للشكاوى فقط، باهتة مملة كئيبة، كلٌ يتحدث بمأساوية، ولا نعلم مَن يَقصِد وإلى مَن يتحدث مُعتقدًا أحيانًا أنه يَقصدُني أنا بذلك الحديث! وتقول لي أن أكتب عن السعادة!
إني أغرق في وحل شك وتساؤلات دوامة تفكير لا تنتهي …
قرأت مرّة عن عقلنا الباطني،إننا نستطيع خداعه بالابتسامة .. ابتسم سيترجم لعقلك أنك سعيد فتصبح سعيدًا فعلًا .. هلّا نشرنا هذه الخدعة؟ وما الضررإن خدعنا أنفسنا قليلًا؟ أليس ذلك أفضل مِن أن يخدعنا الآخرون باستمرار، لِما لا نُخفي تلك الكشرة التي أصبحت علامتُنا التجارية ونتميّز بها!
فلنتبسم؛ حتى للحزن، ولنرحب بلحظاتنا المقبلة بابتسامة، لعلّنا نتوقف عن التسوّل ونصبح سعداء فعلًا، وأنا سأنتظر تلك اللحظة التي ستحركني بها الفرحة،لا الدمعة، وأعدك سأكتب كتابًا حينها، ليس فقط بعضًا مِن الخواطر.