المعلم و التعليم
آخر تحديث GMT 11:03:36
 فلسطين اليوم -

المعلم و التعليم

 فلسطين اليوم -

المعلم و التعليم

محفوظ الطويل

يتصور الكثيرون أن جمع المال بكل السبل هو الطريق الأمثل للوصول إلى الراحة عندما يتقدم بهم العمر  و قد يكون مع الكثيرين منهم بعض الحق في ذلك لأنهم لا ينظرون إلى الواقع المؤلم الذي نعيشه بل ينظرون إلى المستقبل البعيد الذي ربما لا يعيشونه و لا يصلون إليه   تعالوا بنا نشخص الأسباب التي أوصلتنا إلى ذلك..  معروف جيدًا أن أي نهضة أو تقدم في أي أمة لابد و أن تبدأ بالتربية والتعليم  و هناك الكثير و الكثير من الأمثلة و في مقدمتها اليابان و ماليزيا و الدول الأوربية و الولايات المتحدة و كندا و غيرها . في كل تلك الدول يعتبر المعلم و المعلمة هم الركيزة الأولى و أصحاب المهنة و الوضع الاجتماعي الأرفع  حيث يتم إعطائهم أعلى الرواتب و يتم تكريمهم بأعلى الأوسمة مما يجعلهم يواصلون جهودهم الدائمة في تطوير أنفسهم و تحصيل العلم و نقله بشتى الوسائل إلى الأجيال المتوالية إيمانا منهم بدورهم في رقي و نهضة بلادهم .   أما نحن :   و الله إني أصبحت أخجل أن أدعي أنني معلم   بعد التدريس لأكثر من 20 سنة في مراحل التعليم المختلفة  اكتشفت أنني كنت في عالم مثالي لا يمت إلى الواقع بصلة رغم علمي و شعوري بذلك منذ زمن بعيد فقررت أن ابتعد و لا أواصل المشاركة في هذه المهزلة   معادلة يصعب على أي عبقري أن يحلها :   يبحث المدرس المصري و غيره عن فرصة عمل في دولة خليجية لتحسين وضعه  فيتاجر به أصحاب المدارس الأهلية حيث يشتري التأشيرة بما لا يقل عن عشرة آلاف ريال و يقبل أن يعمل بعقد غير آدمي بمبلغ لم يصل إلى ثلاثة آلاف ريال بعد و يأتي إلى دول الخليج و يتفاجأ بمستوى معيشي مرتفع فلا يستطيع أن يسكن و يأكل و يشرب و يدفع متطلبات تجديد الإقامة و التأشيرات وغيرها و الكهرباء و الهاتف و الإنترنت و وو  و مطلوب منه أن يسدد ثمن التأشيرة التي اقترضها من أصحابه  و يجد نفسه في متاهة مضطرا إلى السعي وراء دروسا خصوصية  بهدف تلبية المتطلبات الأساسية له هو نفسه ثم لأسرته التي فارقها على أمل أن يحسن أوضاعهم  و يدور في حلقة مفرغة و ينتهي العام الدراسي كل سنة و يلزمه زيارة أهله فيضيع ما جمع و يتسلف من هذا و من ذاك حتى يعود مرة أخرى إلى عمله في تلك الدولة الخليجية .   كيف لهذا المعلم أن يطور نفسه بتعليم أو بدورات أو بأدوات تقنية حديثة  و كيف يمكن أن يكون مبدعا ليخرج أجيالا تنهض بهذه الأمة  ؟؟   يذكرني هذا بـ"صندوق النكد الدولي" الذي يتحكم فيه الصهاينة حيث يعطون القروض بفوائد لا يقدر أي عبقري على الوفاء بها و يظل يدور في فلك الدين حتى يعلن إفلاسه و يؤخذ منه كل ما كان يمتلكه قبل الاقتراض .   المشكلة تكمن في أناس يتصورون أنهم أذكى من غيرهم و هم من يدعون أنهم يساهمون في نهضة البلد بالتعليم و هم في الواقع يدمرون المستقبل ليس فقط لبلدهم بل لكل المنطقة التي يعيشون فيها و المناطق المجاورة لهم . ثم يتفاخرون بانهم استطاعوا أن يبنوا أنفسهم بالملايين من دم الكادحين   قيل ( keep them in darkness) اتركهم في الظلام  ... و المقصود أن يبقى هؤلاء البشر في جهلهم  حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ... و لكن ..  لا يدرك الآباء مدى المستوى المتدني لأبنائهم و بناتهم من ناحية التعليم إلا متأخرا جدا بعد اتمام شهادة الثانوية العامة و يضطر الكثيرون منهم إلى تسفير أبنائهم و بناتهم إلى الخارج ليتعلموا ( اللغة االإنجليزية ) أو يلتحقوا بجامعات غربية  و يعاني أولئك اشد المعاناة لرفع مستواهم أولا في اللغة ثم في المجال الذي يتخصصون فيه  و فشلت نسبة كبيرة منهم و عادت بخفي حنين .   فهل نعيد التفكير في طريقتنا و اسلوبنا في التعامل مع المعلمين و المعلمات  أم تسيرون في طريق آخر و هو استقدام مدرسين من جنسيات غربية ظنا منكم أنهم أفضل منا و يهمهم مصلحتنا و مصلحة أبنائنا أكثر منا ؟؟ و بعد انقضاء عقد أو عقدين تكتشفوا أنكم كنتم تسيرون في الاتجاه الخاطيء ؟؟؟ 

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعلم و التعليم المعلم و التعليم



GMT 20:58 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

اختراع ..اكتشاف .. لا يهم.. المهم الفائدة

GMT 11:55 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

علمني

GMT 12:15 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

لن أعود إلى المدرسة اليوم

GMT 11:45 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

نصائح للأخوة معلمي الحاسب

GMT 12:30 2017 الخميس ,20 تموز / يوليو

معايير نجاح العملية التعليمية

GMT 21:56 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

"القسوة" و"التساهل" في نظام المدارس الخاصة

GMT 11:55 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

وكيل المدرسة إداريًا وليس معلمًا

GMT 20:42 2017 الأربعاء ,28 حزيران / يونيو

​حمار الأستاذ!!

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday