يمكن أن تتعرّض الكِليتان على غِرار أيِّ عضو حيوي آخر في الجسم، إلى اختلالات معيّنة تمنعهما من إتمام وظائفهما بشكل جيّد، الأمر الذي يولّد انعكاسات جدّية قد تُهدّد الحياة. وبهدف الوقاية من أمراض الكِلى أو أقلّه الكشف المُبكر عنها، أطلقت وزارة الصحّة العامة أمس حملتها الوطنية تحت شعار «عَ كِلوتَك... ما تِتأخر!». فما أبرز المشكلات التي تُصيب الكِلى وكيف يمكن الحفاظ على سلامتها؟
قبل التطرّق إلى أمراض الكِلى الأكثر شيوعاً، أشارت إختصاصية التغذية، كريستال عوكر، لـ«الجمهورية» إلى أنّ «الكِليتين تملكان أدواراً عدة فائقة الأهمّية أبرزها تنظيف نصف كوب من الدم كل دقيقة لتحريره من السموم والمياه والمعادن وغيرها من المواد الفائضة التي لا يحتاج إليها، وتنظيم الحموضة في الجسم، وتصنيع الهرمونات التي تساعد على تكوين كُريات الدم الحمراء، والحفاظ على صحّة العظام، وضمان استقرار معدل ضغط الدم».
حصى الكِلى
وأوضحت أنّ «حصى الكِلى وما يُعرف بقصور الكِلى يُعتبران من أهمّ المشكلات التي يجب عدم إهمالها. ففي الحالة الأولى، يجب أن يَعي الأشخاص أنّ العامل الوراثي ليس وحده المُحفّز، إنما للنظام الغذائي دور لا يُستهان به، وتحديداً المياه التي يجب شربها بمعدل لا يقلّ عن 8 إلى 10 أكواب يومياً تفادياً للإصابة بحصى الكِلى، كذلك يجب الاعتدال في جرعة البروتينات لأنّ الإفراط فيها، جنباً إلى الصوديوم ومن دون الاهتمام بجرعة الكالسيوم، قد يُعزّز ظهور حصى الكِلى. وفي المقابل، فإنّ المبالغة في تناول مكمّلات الكالسيوم الغذائية تزيد بدورها ظهور حصى الكِلى. من هنا أهمّية التمسّك بالغذاء المتوازن».
وكشفت أنّ «الأشخاص الذين خضعوا لعمليات التنحيف هم أكثر عرضة لحصى الكِلى نتيجة اختلال امتصاص المعادن والفيتامينات».
القصور الكِلوي
وفي ما يخصّ القصور الكِلوي، شرحت عوكر أنه «يحدث عندما تعجز الكليتان عن إتمام وظائفهما بشكل جيّد، ويأتي ذلك بدرجات مختلفة على أساسها يتمّ تحديد النظام الغذائي وما إذا كان سيتمّ تقييد جرعات كل من البروتينات، والصوديوم، والبوتاسيوم، والفوسفور».
ولفتت إلى أنّ «الأشخاص الأكثر عرضة لقصور الكِلى هم خصوصاً الذين يشكون من السكري غير المضبوط بغضّ النظر عن نوعه، ومرضى ارتفاع ضغط الدم، علماً بأنّ هناك عوامل أخرى تُعزّز التعرّض للقصور الكِلوي مثل ارتفاع الكولسترول الذي يؤثر في شرايين الكِلى وبالتالي يؤدي إلى قصورها، والالتهابات البولية المتكرّرة، وبعض الأدوية كالذي يُعطى في حالات الاكتئاب الشديد، والحميات الغذائية غير المتوازنة والغنيّة جداً بالبروتينات»، داعيةً «الأشخاص المعرّضين لهذه المشكلة إلى إجراء فحص الكِلى بشكل متكرّر للتأكد من سلامتها، علماً أنّ الطبيب قد يطلب أيضاً فحص بول لمراقبة لونه وحموضته».
وتابعت حديثها قائلةً إنّ «القصور الكِلوي يكون إمّا في بداياته أو في مراحل متقدمة. عند رصده باكراً، لا يتمّ اللجوء فوراً إلى غسيل الكِلى، إنما يتعاون الطبيب مع إختصاصية التغذية من أجل تحديد المأكولات التي يجب على المريض تناولها لوضع كمية البروتينات المناسبة من دون إلحاق الضرر بالكِلى.
جنباً إلى التحكم في البوتاسيوم، والصوديوم، والفوسفور لأنّ الكمية العالية منها في الدم تؤدي إلى إجهاد الكِلى من أجل طردها أو عجزها عن القيام بذلك، الأمر الذي يضرّ الجسم. يجب على المريض أن يكون مُلمّاً في المأكولات التي تحتوي على هذه العناصر الغذائية، وأن يُدرك الجرعات المسموح بها في اليوم. وبشكل عام، يُنصح مريض قصور الكِلى بتناول 0,8 إلى 1 غ من البروتينات لكل كيلوغرام من وزن جسمه.
وبالتالي فإذا كان يبلغ 70 كلغ، يمكنه تناول ما بين 56 إلى 70 غ من البروتينات التي يُفضّل أن يكون نصفها من المصدر الحيواني (اللحوم، والألبان، والأجبان) والنصف الآخر من المصدر النباتي (الحبوب، والصويا، والخضار)».
وأضافت: «أمّا في المراحل المتطوّرة من القصور الكِلوي، فتستدعي الخضوع لجلسات غسيل الكِلى لتنظيف الدم، بما أنّ هذا العضو الحيوي يعجز عن تأدية مهامه بشكل صحيح بنسبة تبلغ 85 في المئة. وفي حال توفر الزرع، لا بدّ من الخضوع له».
وشدّدت على أنه «في مختلف مراحل قصور الكِلى، يجب الانتباه إلى حصص البروتينات، والصوديوم، والبوتاسيوم، والفوسفور، جنباً إلى عدم الإفراط في المياه بما أنّ الكِلى تعجز عن تصريفها كما يجب. وفي حال غسيل الكِلى، يجب الحذر من فقر الدم ونقص الفيتامين D.
لذلك وأثناء الخضوع لهذه الجلسات، يُفضّل تناول مصادر اللحوم وبالتالي فإنّ ما هو ممنوع خلال الأسبوع يمكن استهلاكه أثناء الغسيل حيث يتمّ تنظيف الجسم».
سُبل الوقاية
وختاماً، سواء كنتم تتمتّعون بصحّة جيّدة أو تشكون من السكري، أو الضغط، أو الكولسترول أو غيرها من الأمراض التي تُهدّد كِليتيكم، فإنّ خبيرة التغذية توصيكم بـ:
• التقيّد بنظام غذائي صحّي وتفادي المقالي، والملح، والمعلّبات، والمأكولات المصنّعة الغنيّة بالمواد الحافظة، والمعجّنات والطحين التي ترفع مستويات السكر في الدم.
• توفير كمية بروتينات جيّدة تؤمّن متطلّبات الجسم.
• الحرص على أن يكون الغذاء متوازناً بحيث يؤمّن الكالسيوم، والحديد، والفيتامينات، وكلّ المغذيات الأخرى التي يحتاج إليها الجسم.
• الحذر من الحميات المتطرّفة التي تدعو إلى المبالغة في البروتينات وتكون غير صحّية. بشكل عام، يحتاج الجسم ما بين 1 إلى 1,2 غ من البروتينات لكل كيلوغرام من وزنه.
• الحفاظ على وزن صحّي لأنه يُجنّب الإصابة بقصور الكِلى، في حين أنّ زيادة الوزن والبدانة تُعزّزان الإصابة بهذه المشكلة.
• السيطرة على معدل ضغط الدم.
• الابتعاد من التدخين الذي يُعتبر من أبرز مُسبّبات القصور الكِلوي.
وقد يهمك ايضا:
التدخين يسرع عملية شيخوخة الخلايا
أسباب الصداع النصفي وطرق علاجه والوقايه منه