المسافر 4
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

المسافر 4

 فلسطين اليوم -

المسافر 4

بقلم: السيناريست احمد صبحي

لا احد يستطيع ان ينكر كل هذا السحر  .. النيل تنظر اليه وكانك تراه لاول مره وتتداعى فى ذاكرتك كل الاشياء التى كنت تسمع عنها سواء عن لعنه الفراعنه او عن رويات قراءتها وتدور احداثها على ضفاف النيل وبين الاثار المصريه فيلم غرام فى الكرنك والاغانى والاستعراضات التى تم تصويرها هناك فلم صراع فى الوادى  لفاتن حمامه وعمر الشريف .. 

وكثير من الاشياء التى تجعلك تنفصل عن العالم الواقعى الذى تعيش فية وتتمنى ان تعود بالزمن الى الماضى السحيق لتعيش معهم وتعرف اسرارهم وفى الاقصر تجد دائما ان الوقت قليل ولا يسمح بان تقوم بكل الجولات التى وضعتها فى ذهنك بسهوله اولا لانك محدد بوقت ثانيا لان كل مكان يحتاج الى اكثر من زياره اللوحه الواحده فى كل معبد تحتاج الى ساعات طويله حتى تراها بدقه وتفهم المكتوب عليها وتتامل نقوشها كما ان زياره المكان ليلا يختلف تماما عن زيارته فى النهار ..

فى الحقيقة كان الجو يسوده نوع من الهدوء والحزن .. العاملين فى المعبد واصحاب البازارات والباعه الجائلين يشعرون بالحزن على المدينه التى اصبحت خاليه يقول سائق الحنطور

( والله العظيم انا صعبان عليا اللى بيحصل وصعبان عليا اكتر الحصان اللى لازم ياكل قبل منى .. اه طبعا لازم ياكل قبل منى ما هو اللى بيشتغل ويشغلنى كنت تعالى شوفه ايام العز كان يمشى كده مليان ليه هيبه يرقص وهو بيتحرك)

كانت الدموع تلمع فى عين سائق الحنطور ثم ابتسم وقال :اخدكم كده لفه كويسه حولين البلد مش هتكلفك كتير 10 جنيه بس والله عشان خاطر حمص اجيب له برسيم
قال المرشد : 10 جنيه ده تمن قليل قوى على فكره الاجانب لما كانوا موجودين كانت الحناطير دى تحس انها كرنفال والكل شغال وعمرك ما كنت تسمع خناقه بين صاحب حنطور وواحد تانى او يجرى على السائح يقوله تعالى اركب معايا كل واحد عارف دوره وكل واحد كان عارف بيشتغل ازى دلوقتى الزباين قليله عشان كده كل واحد عايز يخطف الزبون وعلى فكره كلامه صح هو اللى يهمه انه ياكل الحصان قبل ما ياكل هو

ركبنا الحنطور وقمنا بجوله كان السائق مبتسما لا يتحدث كثيرا ويبدو انه لا يريد ان يزعجنا قال له ابراهيم : انت بتحب الاقصر

رد بسرعه وكان الرد جاهز لا يحتاج الى تفكير : اه طبعا

ابراهيم : طب انت ليه ما فكرتش تسافر انا عارف ان اصحاب المدينه هنا بيعملوا علاقات حلوه قوى مع الاجانب وممكن اى واحد يسافر بسهوله

رد عليه ببساطة : اسافر ليه .. اللى بيسافر ده بيسافر عشان يعمل فلوس لكن احنا هنا كنا الحمد لله رب العالمين بنعمل فلوس حلوه قوى مش محتاجين للسفر

كان الرد صدمه بالنسبه لنا لم نتوقع باى حال من الاحوال ان يفكر  الباعه او اصحاب الحناطير بتلك الطريقه كنا نعتقد ان السفر هو الحلم والهدف لكل منهم  

قال : احنا بنشتغل ليل ونهار والعيال كمان بتشتغل احنا اتعلمنا من الاجانب ان ما فيش حاجه اسمها عيل صغير ولا واحد كبير اللى يقدر يمشى على رجله يقدر يجيب قرش
سالته : طب الاطفال برضو بيشتغلوا ده مش غلط عليهم
ضحك : بيعلب وبيشتغل وبيتعلم لغه .. الشغل هنا كله منافع والعيل من وهو صيغير لما يعرف قيمه القرش وازى يجيبه يطلع راجل

عدنا مره اخرى الى معبد الكرنك وكان على الباب يوجد مجموعه من الباعه الجائلين يبيعون العقود المصنوعه من الاحجار الملونه او الاشياء التى بها اشكال فرعونية كانوا يحاولون الالحاح ولكن بشكل بسيط وهادئ وليس فيه اى شئ من الاستفزاز مما جعلنا نشترى منهم ودخلنا المعبد مره اخرى وكانت الجوله التى قمنا بها جوله حره بعيده عن المرشد ثم  العوده مره اخرى الى المعبد لمعرفه تفاصيله

اغرب ما عرفناه عن معبد الكرنك ان اعمال التشيد والبناء فيه استمرات اكثر من 1500 عام والسؤال  هل كل الاجيال التى تعاقبت فى تلك الفتره والحكام قرروا ان يكملوا بناء المعبد كان هذا شئ غريب جدا لاننا تعودنا فى مصر ان من يقوم بوضع خطه للاصلاح او التعمير فى مصر لا تتم ابدا فمن ياتى من بعده يهدمها ولا يريد ان يسير على خطاة .. فكيف تعاقبت الاجيال وقررت ان تبنى المعبد وتكمله

طرحنا سؤال .. هل المعبد كان مكان للعباده فقط ام له دلاله اخرى الحقيقة كان بداخل كل منا ان بناء المعابد كانت رساله للمصريين اليوم اننا اصحاب حضاره للبناء لا للهدم .. واننا كنا نحاول بكل الطرق ان نعمر الكون .. بل نعمره بشكل جمالى وفن لا يمكن ان يقلدنا فيه احد .. ولكن مازال بداخلنا ان هناك اسرار لم تكتشف بعد 

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسافر 4 المسافر 4



GMT 10:12 2016 السبت ,02 إبريل / نيسان

تشوية الأجنة

GMT 20:29 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

المسافر(1)

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday