حقيقة الكذب 5  الظل الأزرق
آخر تحديث GMT 18:41:05
 فلسطين اليوم -

حقيقة الكذب (5) .... الظل الأزرق

 فلسطين اليوم -

حقيقة الكذب 5  الظل الأزرق

آن الصافي

بعض الكلمات الرنانة وكثير من الثقة بالنفس،إدعاء معرفة بواطن الأمور وخفاياها أياً كانت، صفات جيدة تليق بشخصية قيادية، هكذا أقنع نفسه. وهو يعدل وضع ربطة عنقه نظر إلى الحضور الملتفين حول الطاولة أمامه.

قال وهو ينظر في أعينهم واحداً تلو الآخر،

-النفاق داء خطير يهدم حياة الفرد والمجتمع، ابتدعت له مسمى، أما الكاذبون إلا وتأتي لحظة يتعرضون فيها للفضح وكشف سرائرهم ومكائدهم، وللمنافق علامات، منها على سبيل المثال وليس الحصر..الكذب، والغدر، والفجور، وخلف الوعد، والاستهزاء والسخرية، والتخذيل، والإرجاف، والاعتراض على أقدار الله، والوقوع في أعراض الناس، والإفساد في الأرض، ومخالفة الظاهر للباطن، والتخوف من الحوادث.

كان يقف بين كل جملة وأخرى ملتفتاً ليتمعن ظله على الحائط الأزرق خلفه، في صمت.

انتهت المحاضرة إنصرف الحضور. توجه إلى منزله منتشياً. بعد غفوة ساعة، نهض إلى الحمام غسل وجهه، ومرر أسنان المشط على شعر رأسه،ناظراً في المرآة، ابتسم. تأكد من أن الصبغ الأسود الذي استخدمه لأول مرة في حياته صباح اليوم جعله يبدو أصغر سناً. تلك الفتاة التي تعرف عليها مؤخراً جعلته يفعل كل شيء ليكسب رضاها ويبقيها قربه لأطول وقت ممكن. 
في مرآة بغرفة تقطنها ثلاثة فتيات. وقفت أمام المرآة تأكدت من أن المساحيق تغطي ندوب على خدها بشكل جيد، نظرت لعينيها الضيقتين، حارت ما عليه أن تفعله لتجعلهما أكثر إتساعا، مررت إبهام يدها الأيمن على أنفها الأفطس همهمت لنفسها بأن عمليات جراحية صغيرة ستغير ملامحها لتبدو أكثر جاذبية وجمالاً. 

عادة اللقاءآت الأولى بين الجنسين بنية التعارف لإنشاء علاقة، تكون مفعمة بكثير من الأحاديث البراقة، حتى يتأكد كل صائد من أن فريسته باقية خلف سياجه، محكماً عليها إغلاق أبواب التفكير في أي بديل، هكذا كان يؤمن كل واحد منهما على حده.

كلاهما أخفى حقائق عن نفسه قد تصدم الآخر، كلاهما عزف أنشودة الود بعذوبة  ليستكينا معاً بمسميات مثل الهوى والغرام...

بعد مرور قرابة العام أمضياها معاً...

هو...

-لقد تمكنت من ايهامي أن المادة لا تعنيها، لأجدني أبتاع لها كل مستلزماتها لدرجة الاستنزاف.

-لقد أوعزت لي بأن الذي بيننا علاقة يمكن أن ننهيها وقتما وجدنا ضررها أكثر من نفعها..لأجدني أنهيت علاقاتي بكل من حولي، وتستمر فقط علاقتي بها، وكثيراً ما شعرت بالحرج من عدم تواصلي مع معارفي وأصدقائي.

-كنت أراها بعيدة عني في مستوى الثقافة والفكر، لم أرها جميلة قط وعليه نويت أن أنهي علاقتي بها بعد أسابيع قلة دون ندم... لأجدها تحيطني بإهتمامها بكل تفاصيل حياتي فيصعب أمر استغنائي عنها مع مرور الوقت. اللحظة أجد جملة (أخرجي من حياتي!) صرخة مدوية في صدري أكبحها لأجل..ربما.

هي...

-الرجل البخيل لا يجب أن يكون في حياتي، أختبرت كرمه وعلمت بأنه لا يوجد من ينافسني على جيبه... كل ما يحضره لي مهما كان بسيطاً أشعره بكبر قيمته لدي..هنيئاً لي.
-من ناحية أخرى، أرآه صامتاً وشارداً بعيداً عني جل وقت تواجدنا معاً.لم استطع بعد فهم شخصيته!
النتيجة...

ربما تبادل مصالح لا نعلم حقيقة وجود الود التي من أجلها وبها تبنى العلاقات، هل ستستمر هذه العلاقة؟!
صوت هاتفه يرن بلا كلل وهو يحلق ذقنه مدندناً أغنية (إن مر يوم من غير رؤياك..)

(إنتهى)
إخفاء الحقائق، لتحقيق أهداف بعينها هل يلغي العقل واتخاذ القرارات؟ لم الأستسلام لما نعي بأنه ينافي الحقيقة وينافي رغباتنا فنستسلم له في صمت؟!
هل هناك متعة في كل ذلك؟إن كانت الإجابة بنعم:  أهي لدى كل طرف ؟ بذات الدرجة؟

ماذا حين تسقط الأقنعة ويتطلب كل ذلك لحظة مواجهة؟ كيف تتم؟ ماهي الخطوات التي يجب اتباعها؟ هل هناك توقيت يحدد بدء المواجهة؟ هل للطرفين حق الإدلاء بأقوالهم؟ أم هناك طرف يتحدث والآخر عليه السمع والطاعة وإن كابد الألم يكتمه ويمضي؟!

الخلفية الثقافية لأطراف القصة تسهم في توضيح مسار السرد على يد الراوي من خلال الحوار والوصف. هناك دقة مطلوبة لنقل المشهد بتفاصيل تجعل القارئ حاضراً ومقتنعاً ببنية السرد والتي يجب أن يلمس موضوعيتها وخدمتها لفكرة النص. 

عزيزي القارئ، لو أكملت بقلمك مشهد ختامي للقصة القصيرة أعلاه، كيف توده أن يكون؟! أي منعطف يمكنك أن تغير به هذه القصة لتكون جديدة في تفاصيلها ومدهشة النهاية؟!
عبقرية المبدع تتجلى في أن يتقن صنع الدهشة في كل مفصل لعمله بحيث لا يترك للمتلقي فرصة للملل والقفز للخاتمة. كل ذلك آخذاً بأسباب ابتكار نص متكامل يصبح أيقونة/اسطورة لدى المتلقي ويُتحدث عنها فيما بعد بتفرد وتميز.

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقيقة الكذب 5  الظل الأزرق حقيقة الكذب 5  الظل الأزرق



GMT 09:46 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

"أديب ذو سجون " للكاتب المغربي عبده حقي

GMT 15:02 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تدريس مادة التربية الإسلامية والمسيحية بالأمازيغية

GMT 04:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

شبكات الانفصال الاجتماعي

GMT 06:25 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تأثير الحضارة السورية في الحضارة المصرية

GMT 19:13 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هذا ما أراده سلطان

GMT 14:21 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

الحُرّيّة

GMT 17:34 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

​عبدالرحمن الأبنودي شاعر الغلابة

GMT 13:04 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

الموت كتكتيك أيدولوجيّ

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday