خالد الشهاوي
وكأنها صحوة ما قبل الموت، تتذكر جماهير الزمالك فرحتها العارمة منذ شهور قليلة، حينما جمع الفريق بين بطولتي الدوري والكأس بعد سنوات عجاف عاشها الأبيض بعيداً عن منصات التتويج، ولكن يأبى القدر ألا تستمر الفرحة طويلاً، بعدما جاءت الطعنة التي قد تودي بالحُلم هذه المرة بأيدي أبناء النادي سواء مدربه الأسبق الذي لقبوه بـ"العالمي" أحمد حسام ميدو ، أو رئيسه مرتضى منصور الذي دأب على إفتعال الأزمات ضد جميع الأطراف وكل الجهات متخيلاً أنه بذلك يحمي ناديه ويقوده للإنجازات !
الزمالك على وشك العودة للنفق المظلم مجدداً بعدما تسببت إقالة الجهاز الفني للفريق بقيادة ميدو، في إنفجار الوضع وتصدع كبير في جدران القلعة البيضاء والذي سيكون من الصعوبة بمكان أن يتم تداركه في وقت يعاني فيه الفريق للحفاظ على البطولتين التي يحمل لقبهما .
وإذا كانت ثورة "ميدو" سببها أنه تلقى نبأ إقالته على الهواء بعد الهزيمة أمام الأهلي ووصول الفارق بينهما لسبع نقاط، ليخرج العالمي في الفضائيات ويوجه نيران مدافعه نحو القلب الأبيض دون أي مراعاة لما سينتج عن هراءه من تبعات !
ميدو الذي غادر الزمالك هارباً إلى بلجيكا في سن السابعة عشر، لينتقل بين أندية الصف الثاني في أوروبا في رحلة زامل خلالها نجوم الكرة العالميين " بحق " ، عاد بعد رحلته الطويلة التي جافاه الإستقرار في أي من محطاتها ولم يحقق فيها إنجازاً يذكره التاريخ ، ليحتضنه الزمالك وينقذه من البطالة المبكرة لاعباً، قبل أن يسميه مجلس مرتضى منصور مديراً فنياً للقطب الثاني في مصر في أولى خطواته في عالم التدريب، في موسم لينهي الأبيض ذلك الموسم في المركز الرابع في الدورة المجمعة المحددة لبطل الدوري، ويغادر دوري أبطال أفريقيا رابعاً في مجموعته، مكتفياً بخطف كأس مصر من سموحة في نهائي لم يكن فيه الزمالك الأفضل بأي حال من الأحوال، والأمر الغريب هنا أن "ميدو" عمل في تلك الفترة مع مرتضى منصور الذي هاجمه في الساعات الأخيرة بدعوى أنه يتدخل في عمل الأجهزة الفنية ويسبب ضغطاً على اللاعبين، والأغرب أيضاً أنه فقد في ولايته الأولى بطولتين رغم إدعاءه بأن الزمالك يستعين بالدجالين " الشيوخ " للفوز بالسحر والأعمال السفلية !
نتذكر أن مجلس الزمالك في تلك الفترة تعاقد مع عدد ضخم من اللاعبين بملايين الجنيهات على طريقة "أُنسف حمامك القديم " قبل أن يتوالى على تدريبه عدد من الأجهزة الفنية كلفت خزينته ملايين أخرى، وهو ما يمكن إعتباره إهداراً للمال العام، هذا لو سايرنا "ميدو" فيما إدعاه بأن الزمالك حقق دوري وكأس الموسم الماضي بإستخدام السحر فلماذا أنفق تلك الملايين ، والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه هو لماذا خسر أمام الأهلي منافسه التقليدي في مباراتين من ثلاث تواجها فيها بالموسم المنقضي ، وكيف لم يساعده السًحرة في تحقيق فوزاً تاريخياً في المباراة الوحيدة التي فاز بها أمام الأهلي في نهائي الكأس ، ولمَ إبتعد عن قمة الدوري بسبع نقاط بعد تعادل في عدة مباريات وخسر أُخرى في الموسم الحالي !
لا أستوعب كيف قبل "ميدو" على كرامته أن يعود للعمل مع رئيس نادي يتدخل في عمل الأجهزة الفنية؟، ولماذا وافق على تدريب فريق لنادِ يفوز بالسحر والشعوذة؟ !
لا أعرف ما الذي دار في ذهن ميدو حينما خرجت منه تلك التصريحات "الشاذة"، في رد فعل لموقف رئيس الزمالك بإقالته في قرار كان متوقعاً بالفعل في حالة الخسارة من الأهلي، ليجعل من ناديه أضحوكة منافسيه !
أطلق "ميدو" قنبلته ليرد مرتضى منصور بتصريحات كانت بمثابة سقطة أخرى بعدما سًب فيها "ميدو" ليتواصل مسلسل الإنحدار الأخلاقي ولغة الحوار المثيرة للغثيان.. وأخشى ما أخشاه أن يستمر السقوط ليصل بالنادي لقاع لن يكون سهلاً النهوض منه قريباً، لهذا آمل أن يسارع عقلاء القلعة البيضاء وكباره بإحتواء الموقف قبل نقطة اللا عودة .