بقلم محمد عبد المطلب
في كل دورة العاب اوليمبية تتعالى الانتقادات بضعفنا وقلة ميدالياتنا وبعدنا عن منصات التتويج بدافع وطني فقط وقناعتنا اننا ام الدنيا دون وجود اسباب منطقية لذلك ومع ان الميثاق الاوليمبى ينص ان الرياضة هى لخدمة الانسانية و تطور الانسان ونشر السلام الاجتماعى كما ان ممارسة الرياضة هو من حقوق الانسان الا اننا فى مصر نترك ذلك لنتراشق بالاتهامات عن المسئول عن اسباب عدم حصولنا على ميداليات وهل كان من الاجدى المشاركة ام لأ.
الدراسات التى بحثت الاداء في الدورات الاوليمبية و دورة الالعاب الافريقية وجدت ان العامل المشترك فيها هو متوسط دخل الفرد وهنا تبرز كلمة “متوسط” أي ان الاداء الرياضي مرتبط بالطبقة المتوسطة فكلما قلت الطبقة المتوسطة (كما هو الحال في مصر) يقل الاداء الرياضي التنافسي بينما تظهر كوريا الجنوبية في تطورها الاقتصادي وزيادة الطبقة المتوسطة مصاحبا لزيادة عدد الميداليات كما الحال فى الصين واسباينا والمجر وبولندا وصربيا.
تظهر عوامل مثل عدد السكان والصحة والثقافة والمناخ والوعي الرياضي ومستوى التمدن لكنها عوامل متغيرة فمثلا الهند من أكبر دول العالم سكانا ولكن ثقافتها تميل مثلا الى لعبة الكريكت الغير اوليمبية. كينيا مثلا تتميز في جرى المسافات المتوسطة نظرا لارتفاعها عن سطح البحر لكن توجد دول اخرى بنفس المناخ لا تفوز مثلما تفوز كينيا. فى اوروبا حيث تظهر ثقافة ركوب الدراجات كوسيلة للتنقل فان فرنسا تحتكر هذه الرياضة. عندما نتحدث عن دورات الالعاب الافريقية تظهر عوامل متوسط الدخل والمناخ (كلما كان جافا زادت الميزة التنافسية) ثم التعليم الثانوي حيث يرتبط زيادة عدد المتعلمين في مستوي متوسط بمستوى المدربين واللاعبين والاداريين وهنا يظهر اسباب التفوق المصري رغم انه بدأ في التراجع لصالح جنوب أفريقيا الأغنى والأصح وذات مستوى التعليم الاعلى.
كل العوامل التي تم قياسها ودراستها هي عوامل ملموسة بينما هناك عوامل غير قابلة للقياس مثل التوفيق في القرعة والروح القتالية للاعبين والحافز المادي والتشجيع الجماهيري وشعبية اللعبة حيث وجد ان الدول المنظمة تزيد ميدالياتها بنسبة 54% عن متوسط عدد ميدالياتها ليظهر تأثيرعامل الارض والتشجيع .
الفوز بالميداليات الاوليمبية والبطولات العالمية هوعنوان دولة متقدمة اقتصاديا شعبها مثقف متعلم صحته جيدة بها نسب اقل للفساد (اول عشر دول فى ترتيب الميداليات فى اوليمبياد ريو 2016 هى دول من تجمع G20 او اعظم 20 اقتصاد فى العالم) وعليه يظل دعاؤنا لابطالنا فى كل بطولة ان يكرمنا الله بقرعة مريحة وتوفيق هائل.
ويستمر جلد الذات بين المشاركة والاعتذار. بين المنافسة والتمثيل المشرف. ويستمر بقائنا فى قاع جدول الميداليات.